نفط برنت يقفز إلى 95 دولاراً وسط تحذيرات من غزو روسي وشيك لأوكرانيا

12 فبراير 2022
نقص الإمدادات العالمية يغذي صعود أسعار النفط (Getty)
+ الخط -

قفز سعر نفط برنت إلى 95 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ 2014 في ختام تداولات أمس الجمعة، وسط تحذيرات أميركية وأوروبية من غزو روسي وشيك لأوكرانيا، ما يسبّب نقصاً في الإمدادات العالمية للطاقة.

وتجاوز كذلك خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 93 دولاراً للبرميل، ليسجل الخامان القياسيان مكاسب للأسبوع الثامن على التوالي.

وتزامنت قفزات أسعار النفط مع إفادة لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في البيت الأبيض، أمس، قال فيها إن لدى روسيا الآن قوات تكفي لشنّ عملية عسكرية ضخمة ضد أوكرانيا، وإن هجوماً قد يبدأ في "أي يوم الآن".

ارتفاع الطلب على النفط 

ونصحت عدة دول أوروبية جميع رعاياها بمغادرة أوكرانيا، كذلك أصدرت كوريا الجنوبية حظراً على السفر إلى البلاد، ونصحت المواطنين بالمغادرة، فيما نفت روسيا أنها تخطط للغزو.

وذكرت وكالة بلومبيرغ الأميركية، في تقرير لها، أن الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا لن يعطل إمدادات الخام فحسب، بل قد يؤدي أيضاً إلى فرض الولايات المتحدة لعقوبات انتقامية.

وكانت أسعار النفط قد ارتفعت في الأسابيع الأخيرة وسط تكهنات بتجاوز الطلب للعرض مع انتعاش الاقتصاد العالمي من جائحة فيروس كورونا.

وقال إد مويا، كبير محللي السوق للأميركيتين في مؤسسة "أواندا" للاستشارات: "كانت سوق النفط تنتظر حافزاً رئيسياً يبرر التحرك فوق 100 دولار، ويبدو أن الوضع في أوكرانيا قد تحول إلى الأسوأ".

وأضاف: "إذا تم تأكيد حركة القوات الروسية خلال الأسبوع الجاري، فإن توقعات تعطل إمدادات النفط الخام قد تدفع النفط إلى الارتفاع بنسبة 10% أخرى".

ووفق تقرير صادر عن بنك الاستثمار الأميركي "جيه بي مورغان"، الأسبوع الماضي، يمكن سعر خام برنت أن يصل بسهولة إلى 120 دولاراً للبرميل إذا غزت روسيا أوكرانيا، وفرضت الولايات المتحدة ودول أخرى عقوبات على صادرات روسيا من النفط والغاز الطبيعي.

اختيار أميركي صعب

وبحسب موقع "أويل برايس العالمي" في تقرير نشره، مساء الجمعة، فإنه إذا غزت روسيا أوكرانيا بالفعل، سيتعين على إدارة الرئيس الأميركي جو باديدن، الاختيار بين فرض عقوبات على صادرات النفط الروسية والحفاظ على أسعار التجزئة للبنزين في المضخات الأميركية.

وقد تكون العقوبات على روسيا مدمرة لكل من إدارة بايدن والمستهلك الأميركي، لكنها ستسبب أيضاً مشقة كبيرة لروسيا، التي تعتمد كثيراً على عائدات النفط الخام في ميزانيتها.

وجاءت التحركات الصعودية غير المسبوقة لأسعار النفط على خلفية الأزمة الأوكرانية، فيما قالت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" يوم الخميس الماضي، إن انتعاش استهلاك النفط قد يتجاوز توقعاتها هذا العام مع تحسن النشاط الاقتصادي وزيادة وتيرة السفر.

وقال توريل بوسوني، رئيس قسم أسواق النفط في وكالة الطاقة الدولية، في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ، أمس، إن "سوق النفط ضيقة بشكل لا يصدق، وتستمر الأسعار في الارتفاع، وتصل الآن إلى مستويات غير مريحة للمستهلكين في جميع أنحاء العالم".

ومع ذلك، لا يزال صعود أسعار النفط يواجه بعض الرياح المعاكسة، حيث أشار مسؤولون من الولايات المتحدة، وحتى أوروبا، إلى اقتراب أميركا وإيران من اتفاق لإحياء الاتفاق النووي بعد استئناف المحادثات في فيينا، يوم الثلاثاء الماضي.

إعادة إيران إلى السوق

ومن شأن التوصل إلى اتفاق، السماح لإيران بضخ كميات من النفط تصل إلى مليون برميل يومياً إضافية في النصف الثاني من العام، ما يدفع سعر خام برنت إلى الانخفاض بمقدار 10 إلى 15 دولاراً للبرميل.

وكان "بنك أوف أميركا" قد قال في تقرير له أخيراً إن "من شأن صفقة مع إيران تغيير قواعد اللعبة، ويحتمل أن تدفع فائضاً إلى سوق البترول العالمي".

وقد يرتفع إنتاج إيران من النفط من نحو 2.5 مليون برميل يومياً - تستهلكها الشركات المحلية في الغالب - إلى 3.8 ملايين برميل في غضون ستة أشهر من رفع العقوبات الأميركية، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.

والتوصل إلى اتفاق جديد مشابه لاتفاق 2015، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018، سيُمكن إيران من بيع ما يقرب من 80 إلى 90 مليون برميل أيضاً مخزنة لديها، ويقع العديد منها في سوقها الرئيسي في آسيا.

المساهمون