استمع إلى الملخص
- ارتفاع أسعار المنازل ومعدلات الرهن العقاري يجعل من الصعب على الأميركيين، خاصة جيل الألفية، بناء الثروة من خلال تملك العقارات.
- ارتفاع الأسعار دفع الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض إلى الخروج من سوق العقارات، مما جعل المنازل المبتدئة سلعة نادرة ومكلفة.
قال تقرير بمجلة فورتشن إن نصف الأسر الأميركية لا تستطيع شراء سكن بسيط، إذ إنها لا تكسب ما يكفي من المال. وذكر التقرير أنه من أجل شراء منزل متوسط السعر يحتاج المشترون المحتملون في أميركا إلى كسب ما يقرب من 80 ألف دولار سنوياً، وفقاً لوكالة "ريد فن ــRedfin" العقارية التي تساعد السكان في كندا وأميركا على تملك منزل. وتظهر بيانات مكتب الإحصاء في واشنطن أن 50.1% من الأسر الأميركية تكسب في المتوسط 75000 دولار أو أقل.
وعادة ما يتكون المنزل النموذجي المبدئي الذي تحاول الأسر شراءه من غرفة نوم واحدة أو غرفتي نوم، آخر، وربما لا تتجاوز مساحته حوالي 1200 قدم مربع. ووفق التقرير الذي نشرته المجلة الأميركية، مساء الجمعة، فإن حجم المنازل التي يمكن للأشخاص شراؤها يتضاءل باستمرار في الولايات المتحدة، ويبدو كما لو أن الأمر سيستمر كذلك لبعض الوقت.
ولسوء الحظ، فإن هذا يعدّ مشكلة بصرف النظر عن مجرد العثور على مكان للعيش فيه. والعقارات ليست فقط مكاناً للسكن ولكنها هي كذلك الطريقة التي يبني بها الكثير من الأميركيين العاديين الثروة؛ إذ يشترون منزلاً صغيراً، ويرتفع سعره، ويجمعون أسهماً، ثم يبيعون ويشترون منزلاً أكبر. وفي كل مرة، يتقدمون من حيث الثروة الشخصية، لكن القيام بذلك أصعب بكثير حالياً، ويكاد يكون مستحيلاً بالنسبة لقطاعات كبيرة من المشترين من جيل الألفية الثانية.
وذكر التقرير أن "الأميركيين بحاجة إلى كسب مال أكثر بكثير مما كان عليه الحال قبل الوباء، حتى يتمكنوا من شراء منزل جديد، لأن معدلات الرهن العقاري مرتفعة وأسعار المنازل تقترب من مستويات قياسية". وفي الشهر الماضي، بلغ متوسط أسعار الفائدة على الرهن العقاري 6.85%، وهو أقل بكثير مما كان عليه في الربيع الماضي، لكنه بعيد كل البعد عن أدنى مستوياته بسبب الوباء؛ وتم بيع المنزل النموذجي بمبلغ 250 ألف دولار، وهو رقم قياسي. وقال التقرير لقد ولت أيام المنازل المبتدئة التي تبلغ قيمتها من 200 ألف دولار.
ويتابع التقرير لأن القدرة على تحمل تكاليف السكن مرهقة للغاية، فإن الأسر التي كان بوسعها في السابق أن تتحمل أكثر من مجرد منزل أولي خسرت الفرصة بسبب الغلاء الذي طاول المنازل والمعيشة خلال السنوات الماضية. من جانبها قالت وكالة ريدفين: "لقد دفع ارتفاع الأسعار العديد من الأميركيين من ذوي الدخل المتوسط إلى شراء منازل جديدة، ودفع ذلك العديد من الأسر ذات الدخل المنخفض إلى الخروج من السوق تمامًا".
وجاء في التحليل: "إن المنازل المبتدئة هي سلعة رائجة؛ فالأسر ذات الدخل المنخفض والأسر المتوسطة الدخل والمستثمرون يتنافسون عليها جميعاً، ولكن تواصل الارتفاع، إذ ارتفعت الأسعار بنسبة 10% الشهر الماضي مقارنة بالعام السابق بين زيادة الفائدة والمخزون. لذلك، أصبح من الأسهل العثور على منزل جديد ولكن من الصعب تحمل تكاليفه".