ندرة المياه تهدد شركات النفط والغاز في كندا

11 سبتمبر 2022
حقل نفط في مقاطعة ساسكاتشوان غرب كندا (Getty)
+ الخط -

يهدد شحّ المياه في مقاطعة "كولومبيا البريطانية"، غربي كندا، بتقليص أعمال شركات النفط والغاز العاملة هناك، لاسيما بعد أن قرر منظم الطاقة المحلي تقنين استخدام المياه في أعمال هذه الشركات، وتعليق بعض التصاريح للشركات لسحب المياه من الأنهار والبحيرات.

ونقلت نشرة أويل برايس الأميركية المتخصصة في الطاقة، عن شبكة "سي بي سي نيوز"، أن لجنة النفط والغاز في كولومبيا البريطانية علقت، قبل يومين، ما يصل إلى 20 تصريح مياه جرى منحها سابقاً إلى 12 شركة نفط وغاز في مناطق عدة.

وبرر منظم الطاقة في رسالة إلى شركات الطاقة تعليق تصاريح المياه بتصاعد المخاوف بشأن التأثيرات على الأسماك والموارد المائية وإمدادات المجتمع، في ظل انخفاض تدفق المياه بسبب الجفاف.

توقعات باستمرار الجفاف

وكان هطول الأمطار نادراً منذ أوائل يوليو/ تموز الماضي، ومن المتوقع أن تستمر ظروف الجفاف حتى نهاية سبتمبر/ أيلول الجاري، وفق جوانا واجستاف، عالمة الأرصاد الجوية.

ويراقب منظم الطاقة أيضاً الأنهار والبحيرات الأخرى، ويمكن أن يعلق تصاريح إضافية في المستقبل القريب إذا انخفضت المستويات بشكل أكبر، ما يدفع شركات النفط والغاز للبحث عن إمدادات بديلة للمياه لاستمرار أعمالها.

وكان منظم الطاقة قد علق في 2019 تصاريح المياه لشركات النفط والغاز في مقاطعة كولومبيا البريطانية أيضا لمدة شهر بسبب الجفاف.

وتستخدم شركات النفط والغاز المياه في الاستخراج، لا سيما النفط والغاز الصخريين، إذ يعتمد المنتجون على عملية التكسير الهيدروليكي، التي تتمثل في ضخ كميات هائلة من المياه والمواد الكيماوية في التكوينات الصخرية تحت ضغط عال لإحداث شقوق لتسهيل عمليات التنقيب.

وتولي كندا اهتماماً كبيراً بحقول النفط الصخري، إذ تظهر تقارير متخصصة أنه يمكنها منافسة حقول النفط الصخري الأميركية الأكثر غزارة.

وتعد كندا أول دولة بعد الولايات المتحدة تشهد تنمية واسعة النطاق لموارد النفط الصخري التي تمثل 8% من إجمالي إنتاج النفط الكندي.

كما تمتلك الصين وروسيا والأرجنتين احتياطيات ضخمة من النفط الصخري، ولكنها لم تتغلب بعد على العقبات التي تعوق التنمية التجارية الكاملة، لكن كندا على النقيض من ذلك تقدم العديد من المزايا التي مكنت شركات النفط من إطلاق ثورة النفط الصخري الأميركي.

4.5 مليارات برميل من النفط

ووفق المجلس الوطني للطاقة (جهة تنظيم كندية)، فإن كندا تمتلك موارد قابلة للتسويق تقدر بـ500 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي و20 مليار برميل من سوائل الغاز الطبيعي و4.5 مليارات برميل من النفط.

ويبلغ إنتاج النفط الصخري في كندا حوالي 335 ألف برميل يومياً، وفقا لشركة استشارات الطاقة "وود ماكنزي" التي تتوقع نمو الناتج إلى 420 ألف برميل يوميا خلال عقد من الزمان.

لكن موجة الجفاف العالمية التي تضرب العالم ترفع من كلف إنتاج النفط والغاز الصخري، والتي هي بالأساس أعلى كثيرا من كلفة إنتاج النفط التقليدي، بينما تتعرض أسواق الطاقة لضغوط متزايدة، لا سيما في أوروبا، بسبب تقلص الإمدادات الروسية والجفاف أيضا الذي أدى إلى تراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية.

المساهمون