ميناء لارنكا في قبرص... محطة تفتيش المساعدات إلى غزة

12 مارس 2024
ملياردير إسرائيلي يشغل ميناء لارنكا (Getty)
+ الخط -

غادر أمس وفد من كبار المسؤولين الإسرائيليين في صناعة الشحن والموانئ إلى قبرص، في إطار جولة لفحص الأرصفة بميناء لارنكا في حالة الطوارئ، حيث لن تتمكن السفن من الرسو فيها.

وبحسب ما نقل موقع "كالكاليست" الإسرائيلي عن وزارة النقل لدى الاحتلال، فقد انطلق الوفد "لدراسة الحلول من ميناء لارنكا للسيناريوهات الأمنية". وشراء الميناء ليس على جدول الأعمال، كما يعتقد مسؤولون كبار في شركة الموانئ الإسرائيلية أن تحويل قبرص إلى مرسى طوارئ إسرائيلي هو سيناريو غير واقعي يجب استبعاده.

لكن هذا ليس الاستخدام الإسرائيلي الوحيد المخطط لميناء لارنكا، وفق "كالكاليست". إذ تم حتى الآن، تفريغ البضائع، مثل الدقيق، التي وصلت كجزء من المساعدات الإنسانية لغزة، ولكن من المتوقع أن يتغير هذا مع فتح طريق مباشر إلى قطاع غزة الذي سيمر عبر قبرص.

وفي أعقاب ذلك، تقوم إسرائيل بفحص ميناء لارنكا ليس فقط لاختبار جدوى تأهيله باعتباره "ميناء طوارئ"، ولكن لكي يكون الميناء القبرصي أيضاً بمثابة محطة تحميل وتفتيش إسرائيلية للبضائع التي ستصل إلى غزة كجزء من المساعدات الإنسانية. وكانت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، قد أعلنت نهاية الأسبوع الماضي، عن إنشاء ممر بحري إنساني إلى قطاع غزة عبر قبرص، بالتعاون مع الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، ورحبت إسرائيل بالمبادرة.

ويوم الأحد، غادرت السفينة "الجنرال فرانك إس. بيسون" الولايات المتحدة بهدف إنشاء رصيف عائم لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وهي مبادرة أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن في خطابه عن "حالة الأمة" نهاية الأسبوع الماضي، وشدد فيه على أهمية زيادة معدل تحويل المساعدات الإنسانية إلى غزة، سواء من البحر أو من البر عبر إسرائيل. ومن المتوقع أن يستغرق بناء الرصيف العائم نحو شهرين، ومن المتوقع أن يشارك في الأمر نحو ألف جندي أميركي.

تشغيل ميناء لارنكا

ويدعي مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه هو من بادر بإنشاء خط المساعدات هذا في أكتوبر من العام الماضي، وكذلك مرور البضائع عبر قبرص مع إدارة بايدن. كما رحب وزير الحرب يوآف غالانت بالمبادرة الأميركية وقال إنها "ستسمح بنقل المساعدات مباشرة إلى السكان، وبالتالي تعزيز انهيار حكم حماس".

واعترف مسؤول سياسي تحدث إلى "كالكاليست" بأنه من الممكن أن يصبح الرصيف المؤقت فيما بعد ميناء دائماً، وأن لإسرائيل مصلحة في خلق وضع تدخل فيه المساعدات والبضائع الإنسانية إلى إسرائيل عبر اليونان أو قبرص.

وأثار اختيار ميناء لارنكا، على وجه التحديد، الشكوك بين الكثيرين في سوق الشحن الإسرائيلي، ويرجع ذلك أساساً إلى أن الميناء الرئيسي في قبرص يقع في ليماسول، بينما لا يوجد في ميناء لارنكا سوى رصيفين صغيرين تستخدمهما سفن الشحن العامة. 

والشخص الذي يملك امتياز تشغيل ميناء لارنكا هو الملياردير الإسرائيلي ياكير غاباي، وهو رجل أعمال إسرائيلي يحمل الجنسية القبرصية، ويسيطر على كونسورتيوم Roundtown SA، أكبر شركة عقارية تجارية في ألمانيا، ويتولى مشروع ترميم الميناء والمرسى، بحسب "كالكاليست"، كما أن من كانوا حتى وقت قريب شركاء في امتياز تشغيل ميناء لارنكا هم الإخوة ناكش الذين يملكون أيضاً ميناء إيلات.

وقال مسؤول في الوفد البحري الإسرائيلي لـ"كالكاليست" إن اختيار لارنكا يعود أيضاً إلى كونها ميناء شحن عام، وأن معظم البضائع المتوقع وصولها إلى الرصيف الأميركي المؤقت ستصل على متن سفن الشحن العامة وليس في سفن الحاويات الضخمة.

المساهمون