قالت رويترز إن وكالة التصنيف الائتماني موديز خفضت اليوم الثلاثاء نظرتها المستقبلية للنظام المصرفي الأميركي إلى "سلبي" من "مستقر"، بعد أن أدى انهيار ثلاثة بنوك كبرى إلى إذكاء المخاوف من توالي الأزمات.
وجاءت الضربة القاسية من واحدة من أكبر ثلاث شركات تصنيف عالمية، للقطاع المتدهور مؤخراً، بعد تدخل بنك الاحتياط الفيدرالي، ووزارة الخزانة، والمؤسسة الفيدرالية لضمان الودائع، بخطة إنقاذ دراماتيكية للمودعين والمؤسسات الأخرى المتأثرة بالأزمة، لمنع انتقالها إلى بنوك أخرى.
وتسبب الرفع المتوالي لمعدلات الفائدة الأميركية في خسارات دفترية (غير محققة) للعديد من المؤسسات المالية الأميركية، بسبب استثماراتها ثابتة العائد، التي تم شراؤها قبل ارتفاع الفائدة.
ومع وجود أدوات مرتفعة العائد في الأسواق، بما فيها أذون وسندات الخزانة الأميركية، عديمة المخاطر الائتمانية، زادت عمليات سحب ودائع العملاء من البنوك، وهو ما أجبر بعض البنوك على بيع استثماراتها، لتتحول خسائرها إلى خسائر محققة، على النحو الذي حدث في بنك سيليكون فالي، وأطاح مليارات الدولارات من قيمته السوقية.
ورفع مجلس الاحتياط الفيدرالي معدلات الفائدة الفيدرالية في ثمانية اجتماعات متتالية، بإجمالي رفع 450 نقطة، وأشار رئيسه جيروم باول، في شهادته نصف السنوية الأسبوع الماضي أمام الكونغرس الأميركي، إلى وجود رفعات أخرى، "أكثر مما توقعنا من قبل".
وارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية استحقاق عامين الأسبوع الماضي لأكثر من 5%، بعد أن كان أقل من 1%، مطلع العام الماضي.
وخوفاً من انتقال عدوى الخسائر، وربما الإفلاسات، إلى البنوك الأخرى، اتخذ مجلس الاحتياط الفيدرالي وإدارة الرئيس جو بايدن خطوات طارئة يوم الأحد لطمأنة الأميركيين بشأن صحة النظام المالي، وذلك بعد إعلانهم أن كل المودعين يمكنهم الحصول على كامل قيمة أرصدتهم لدى بنكي سيليكون فالي وسيغنيتشر، الذين تم إغلاقهما بواسطة السلطات.
وأعاد البنك الثالث، سيلفرغيت، ودائع العملاء، قبل إغلاقه، ولم يتخلف عن سداد أي مبلغ.
وتجاهلت أسهم القطاع المصرفي تخفيض النظرة المستقبلية وتعليقات وكالة التصنيف، لتسجل انتعاشة قوية، خلال تعاملات الساعات الأولى من يوم الثلاثاء في البورصة الأميركية.
وارتفع مؤشر أسعار أسهم البنوك الإقليمية KRE بنسبة 8%، بعد تراجعه بنسبة 12% اليوم السابق.
وارتفعت أسهم بنك فيرست ريببليك بنسبة 50%، مع انتعاشة البنوك الإقليمية، بعد عمليات البيع المكثفة أمس الإثنين.
وكانت قيمة السهم أعلى بنسبة 57% في التعاملات المبكرة، ليصبح أحد أفضل أسهم المؤشر أداء.
كذلك انتعش سهم تشارلز شواب، بنسبة تجاوزت 14%، بعد انخفاضه ما يقرب من 12% في اليوم السابق.
وتأتي تلك التحركات بعد هبوط البنوك الإقليمية بشكل حاد أمس الإثنين بالرغم من الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها المنظمون تجاه بنك سيليكون فالي المنهار.
وبالإضافة إلى برنامج دعم الودائع في بنك سيليكون فالي، الذي نفذه المنظمون الفيدراليون لتحقيق الاستقرار في النظام المصرفي، فقد بدأ برنامج آخر، يسمح بتبادل بعض الأصول عالية الجودة مقابل النقدية، دون تحقيق خسائر في الأسواق، وهو نوع من الإقراض بضمان الأوراق المالية.