"موديز" تؤجل فجأة تصنيف إسرائيل الائتماني: خدمة لاقتصاد الاحتلال

15 أكتوبر 2023
إبقاء تصنيف إسرائيل بمعدل مرتفع رغم الحرب (Getty)
+ الخط -

أعلنت وكالة "موديز" الأميركية للتصنيف الائتماني، الأحد، تأجيل نشر التصنيف الائتماني الجديد لإسرائيل، مبررة ذلك بالتطورات العسكرية القائمة في المنطقة.

جاء ذلك، في بيان صادر عن الوكالة، في وقت يمثل التأجيل خدمة كبيرة للاقتصاد الإسرائيلي، الذي كان يتحضر لخفض في التصنيف، إذ يواجه اقتصاد الاحتلال أزمات متصاعدة منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، أدى إلى هبوط متسارع للشيكل أمام الدولار، وتراجع مؤشرات البورصة، وتزايد المشكلات النقدية مع تصاعد الإنفاق الحربي، وسط توقعات واسعة من قبل خبراء الاقتصاد الإسرائيليين بتراجع النمو، في ظل الحرب من جهة والأزمات الداخلية داخل حكومة بنيامين نتنياهو من جهة أخرى.

وحاليا، يبلغ التصنيف الائتماني لإسرائيل A1 مع نظرة مستقبلية مستقرة، بما يخالف التطورات على الأرض، حيث تقود حربا على قطاع غزة من جهة، وتوترات متصاعدة على الجبهة الشمالية من جهة أخرى.

وأرجأت وكالة موديز نشر آخر تحديث لتصنيفاتها الائتمانية لإسرائيل في اللحظة الأخيرة، وفقاً لموقع "غلوبس" الإسرائيلي، وأبلغت وكالة التصنيف المحاسب العام بوزارة المالية يالي روتنبرغ بالتأجيل. 

وأشارت "موديز" إلى أن الموعد المقبل لإصدار تقرير حول الاقتصاد الإسرائيلي، ونشر التصنيف الجديد لها، سيكون بعد 6 شهور.

وذكر موقع "غلوبس" المختص في الاقتصاد الإسرائيلي، الأحد، أن أهمية التأجيل تكمن عمليا في بقاء التصنيف الائتماني لإسرائيل دون تغيير عند "A1" مع نظرة مستقبلية مستقرة.

ولليوم التاسع على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي تكثيف غاراته على قطاع غزة، وقتل 2329​​ فلسطينيا، بينهم نحو 700 طفل، وأصاب 9 آلاف و42 آخرين.

ويعيد هذا الموقف التذكير بما حدث بعد بدء الحرب الروسية على أوكرانيا  في 24 فبراير/شباط 2022، إذ إنه بعد يومين خفضت وكالة ستاندرد آند بورز التصنيف الائتماني لروسيا إلى وضع "غير مرغوب فيه''، ووضعته وكالة موديز قيد المراجعة لخفض التصنيف الائتماني إلى غير مرغوب فيه.

ولم تنتظر وكالة فيتش، وتحركت على الفور لخفض تصنيفها لأوكرانيا بثلاث درجات كاملة إلى "CCC" من "B".

وبعد أسبوع تقريباً، أي الثاني من مارس/ آذار، خفضت كل من وكالة "فيتش" و"موديز" التصنيف الائتماني السيادي لروسيا بمقدار ست درجات إلى وضع "غير مرغوب فيه"، قائلة إن العقوبات الغربية تلقي بظلال من الشك على قدرة روسيا على خدمة ديونها، وإنها ستضعف اقتصادها.

وظل تصنيف موديز لإسرائيل دون تغيير لمدة 15 عامًا منذ رفعه إلى A1 في عام 2008.

وتمنح وكالة فيتش إسرائيل تصنيفها الموازي عند A+، في حين أن تصنيف ستاندرد آند بورز عند AA- أقل بدرجة واحدة.

ومن المقرر أن تنشر وكالة ستاندرد آند بورز أحدث تصنيف ائتماني لإسرائيل الشهر المقبل.

وفي الأسبوع الماضي، أصدرت وكالة موديز تقريراً خاصاً بعد اندلاع الحرب جاء فيه: "في الماضي أظهر الملف الائتماني السيادي لإسرائيل مرونة في مواجهة الهجمات الإرهابية والعمل العسكري.

ومع ذلك، فإن الصراع المطول الذي يعوق النشاط الاقتصادي وصنع السياسات بشكل دائم وكبير سيكون بمثابة اختبار لتلك المرونة."

وقبل الحرب على غزة، كانت وكالة موديز تحذر لعدة أشهر من أن خطط الحكومة للإصلاح القضائي وعدم الاستقرار السياسي الذي تسببه يمكن أن يؤثر على التصنيف الائتماني لإسرائيل.

المساهمون