من هو بان غونغ شنغ المرشح لمنصب حاكم البنك المركزي الصيني؟

04 يوليو 2023
بان غونغ شنغ (لينتاو زانغ/ غيتي)
+ الخط -

اتخذ مسؤولو "بنك الشعب" يوم السبت الماضي، قراراً بتعيين "بان غونغ شنغ" (Pan Gongsheng) سكرتيراً جديداً للحزب الشيوعي في المصرف المركزي الصيني، الأمر الذي يفتح الباب أمام شنغ لتولي منصب المحافظ القادم.

الآن، يشغل الاقتصادي "بان غونغ شنغ"، 59 عاماً، منصب نائب محافظ البنك المركزي، ويتمتع بخبرة واسعة في مجال الأعمال المصرفية التجارية. وإضافة إلى بقية مهامه، يشغل منصب مدير النقد الأجنبي، ما يجعله أهم صناع السياسة النقدية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ويقول البعض إنه الأكبر في معيار "تعادل القوة الشرائية".

ورغم أن بيان البنك المركزي لم يذكر أي خطوة تالية لبان بعد تعيينه سكرتيراً، توقعت "وول ستريت جورنال" سابقاً، أن يتم تعيينه محافظاً، نقلاً عن "مصادر مطلعة".

وإذا تم تأكيد الخطوة، سيتولى بان منصبه في الوقت الذي يبحث الرئيس شي جين بينغ عن طرق لدعم الاقتصاد الذي لا يزال يكافح للتعافي من بعض قيود كورونا الأكثر صرامة في العالم.

وفي عام 2012، انضم بان إلى بنك الشعب كنائب للمحافظ، وتولى لاحقاً قيادة إدارة النقد الأجنبي التي شهدت صعوداً قوياً لاحتياطيات النقد الأجنبي، وسط تدخلات من جانب "المركزي" في الأسواق لمنع اليوان من الارتفاع أمام الدولار.

ويقود بان فريقاً معنياً بدراسة المخاطر المالية على الإنترنت، وهو الكيان الموكل إليه مهمة تضييق الخناق على تداول العملات المشفرة في الصين، وتحديد أفضل الطرق للتعامل معها. ووفرت تلك المسؤوليات لبان خبرة عريضة في القطاع المصرفي الصيني والعالمي، ومنحته قدرة واضحة على إدارة أكبر احتياطي من النقد الأجنبي بقيمة تزيد عن 3 تريليونات و373 مليار دولار، إضافة إلى ما يتوقعه بعض المسؤولين الأميركيين السابقين في وزارة الخزانة من وجود مبلغ مقارب من الاحتياطيات المخفية لدى البنك المركزي والبنوك التابعة له.

وُلِد بان في مدينة أنكينغ بمقاطعة آنهوي عام 1963، وتخرج في جامعة "الرينمين" الصينية بدرجة بكالوريوس اقتصاد، ثم حصل على الدكتوراه في الاقتصاد عام 1990، ليعمل بعد ذلك كباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية بين عامَي 1990 و1995.

وفي عام 1995، انضم إلى "البنك الصناعي والتجاري الصيني"، حيث شغل مناصب مختلفة، بما في ذلك نائب مدير قسم الأبحاث ومدير قسم الأسواق المالية. وفي 2004، انضم إلى "البنك الزراعي الصيني"، أحد أهم البنوك الحكومية، حيث شغل منصب نائب المحافظ ثم المحافظ.

ويتمتع بان أيضاً بعضوية اللجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني، إضافة إلى المجلس الوطني لنواب الشعب، ما أدى إلى دعم خبرته الاقتصادية ببعد سياسي، في ظل دولة شمولية مثل الصين.

ويأتي تعيين بان، الذي سيبلغ الستين من عمره هذا الشهر، في وقت حرج، حيث تزداد المخاوف من تفاقم التباطؤ الاقتصادي الصيني، وامتداده بالتالي إلى دول أخرى. وفي هذا الصدد، أعلن البنك المركزي يوم الجمعة الماضي، نيته تنفيذ سياسة نقدية حكيمة "بطريقة دقيقة وقوية" لدعم النمو الاقتصادي والتوظيف.

وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يتقاعد الحاكم الحالي للبنك، يي جانغ، منذ خروجه من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الحاكم خلال مؤتمر الحزب الذي يعقد مرة واحدة كل 5 سنوات، في أكتوبر/تشرين الأول، علما أنه مع حكم الرئيس شي جين بينغ، أحكم الحزب الشيوعي قبضته على النظام المالي، وتآكلت سلطات البنك المركزي التنظيمية في التعديلات الأخيرة، التي شهدت إعادة هيكلة المؤسسات.

وينظر إلى بان على أنه من "التكنوقراط" ويتمتع بفهم قوي للاقتصاد والتمويل، وهو مدافع قوي عن الإصلاح والانفتاح في القطاع المالي الصيني، ويعوّل عليه الغرب كثيرا في فتح الاقتصاد الصيني، ولعب الدور الرئيسي في تطوير السياسة النقدية والأسواق المالية للصين خلال السنوات القادمة.

وقاد بان بنك الشعب الصيني في تعامله مع الأزمة المالية العالمية في عامي 2008 و2009، مما ساعد على استقرار الاقتصاد الصيني وقتها بوتيرة أسرع من العديد من الاقتصادات الكبرى. كما أدى دوراً رئيسياً في تطوير سوق الصرف الأجنبي، وكان مدافعاً قوياً عن تدويل اليوان الصيني، وكافح من أجل إجراء إصلاح مالي شامل في الصين.

المساهمون