منحة بملايين الدولارات من الصين لنظام الأسد

30 يناير 2024
مشاريع تطاول قطاع الاتصالات (Getty)
+ الخط -

منحت الصين النظام السوري ملايين الدولارات لتوريد تجهيزات وبرمجيات اتصالات، يقول الجانب الصيني إنها ستغطي عدة محافظات تقع تحت سيطرة النظام الذي تلقّى مساندة سياسية صينية منذ انطلاق الثورة ضده في عام 2011، حيث استخدمت بكين الفيتو عدة مرات في مجلس الأمن الدولي لصالحه.

وذكرت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام، الثلاثاء، أن وزارة الاتصالات والتقانة في حكومة النظام وقعت، الاثنين، مع جمهورية الصين الشعبية مشروعاً لتوريد هذه التجهيزات لمصلحة الشركة السورية للاتصالات وذلك في مقر وزارة الاتصالات والتقانة، ونقلت عن وزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب قوله إن الدفعة الأولى من التجهيزات وصلت وتقدر قيمتها بعشرة ملايين دولار، وهي عبارة عن تجهيزات من بوابة إنترنت مدعومة بالصوت، سيتم تركيب الصوت عليها قريباً، وفق الخطيب.

وبيّن أن الدفعتين الأولى والثانية من التجهيزات قيمتهما 20 مليون دولار وستكونان مخصصتين لتوسيع مقاطع الشبكة الخاصة بالإنترنت في سورية، زاعما أن المنحة الصينية "سيكون لها دور في إعادة المهجرين وتنمية عجلة الاقتصاد ودعم الحكومة السورية".

من جانبه، قال السفير الصيني في دمشق شي هونغوي، في تصريحات صحافية، إن المرحلة الأولى من هذه المساعدات ستغطي 4 محافظات بما فيها ريف دمشق وحلب وحماة ودير الزور، مشيرا إلى أنه "خلال المرحلة القادمة، سيُسّرع الجانب الصيني الدفع باتجاه تنفيذ المرحلة الثانية من مساعدات تجهيزات الاتصالات البالغة قيمتها 20 مليون دولار، والتي ستساهم بتقديم خدمات الاتصالات لمحافظات القنيطرة والرقة وحمص وحماة وإدلب وغيرها من المحافظات".

كما أشار إلى أن المساعدات الصينية ستساهم بتقديم خدمات الإنترنت لأكثر من 1.5 مليون مواطن، وستوفر نحو ألف فرصة عمل بشكل مباشر أو غير مباشر، وتساعد في تطوير الكوادر التقنية الخاصة بالاقتصاد الرقمي السوري.

وتعليقا على الخطوة الصينية، رأى المحلل الاقتصادي يونس كريّم، في حديث مع "العربي الجديد"، أن خطوات بكين باتجاه سورية "حذرة على ضوء التنافس الكبير الموجود بين روسيا وإيران وتركيا والإمارات في الساحة السورية"، مضيفا: الصين لا تريد الدخول في صراع مع هذه الأطراف.

وتابع: "ولكن هناك عدة ملفات في سورية تهم الصين، مثل الحزب التركستاني الذين يضم مقاتلين صينيين من الأقلية الإيغورية وينشط في سورية، كما لها مصالح في مجال النفط في سورية وتريد الحصول على تعويضات من النظام عن حقلي عودة وتشرين النفطيين".

وبيّن أن "النظام احتال على الصين عندما اتفق معها على استثمار حقلي بترول لإنتاج 50 ألف برميل لكل منهما يومياً، لكن الشركة الصينية اكتشفت أن طاقة الحقلين لا تتجاوز الـ25 ألف برميل يومياً، وهو ما منع سينوبك الصينية للطاقة والكيماويات من توسيع استثماراتها في سورية".

وأشار إلى أن الصين "تريد الاستحواذ على مطار حلب في شمالي البلاد، ليكون موطئ قدم لها في سورية، ولمراقبة حلفائها أيضا في سورية، ولفت إلى أن المنحة المقدمة للنظام الهدف منها جعل سورية تحت نفوذ شركة هاواي الصينية، وهو ما يقوّي موقف الصين في العالم العربي من البوابة السورية.

وكان رأس النظام السوري بشار الأسد قد زار الصين في أيلول/ سبتمبر من العام الفائت، حيث وُقّعت ثلاث "وثائق للتعاون" بين الجانبين، الأولى اتفاق تعاون اقتصادي، والثانية مذكرة تفاهم مشتركة للتبادل والتعاون في مجال التنمية الاقتصادية، أما الثالثة فهي مذكرة تفاهم حول السياق المشترك لخطة تعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين قبل عشر سنوات، وانضم إليها النظام العام الفائت.

وعرض الرئيس الصيني شي جين بينغ في أثناء لقائه مع الأسد مساعدة سورية في إعادة بناء اقتصادها ومواجهة الاضطرابات الداخلية من خلال دفع العلاقات إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية"، وفق وكالة "رويترز". ولطالما "ساندت" بكين النظام السوري سياسيا، باستخدامها مع روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لمنع المجتمع الدولي من إصدار قرارات تدين النظام السوري بسبب ارتكابه مجازر بحق المدنيين السوريين، أو بما يخص عرقلة إدخال مساعدات إنسانية لملايين السوريين.

المساهمون