منتدى الدوحة يبحث الثلاثاء مستقبل الوقود الأزرق مع تفاقم الأزمة الأوكرانية

21 فبراير 2022
منتدى الغاز في الدوحة برعاية أمير قطر وحضور الرئيسين الإيراني والجزائري (الأناضول)
+ الخط -

تحت شعار "الغاز الطبيعي: رسم مستقبل الطاقة"، تنعقد في الدوحة، الثلاثاء، القمة السادسة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدّرة للغاز، برعاية أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث يسعى قادة الدول الكبرى المنتجة للغاز إلى رسم مستقبل إمدادات الغاز وسط مخاوف أزمة أوكرانيا.

ويشارك في القمة قادة ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في المنتدى الذي يضم 11 دولة أعضاء، و7 دول بصفة مراقب، بينهم الرئيسان الجزائري عبد المجيد تبون والإيراني إبراهيم رئيسي.

وتلتئم قمة رؤساء دول "الغاز" وسط مخاوف من أن تقطع روسيا إمدادات الغاز إلى أوروبا، إذا تصاعدت الأزمة الأوكرانية، وستناقش عدداً من القضايا المهمة المرتبطة بتطورات قطاع الطاقة العالمي والاهتمام المتزايد باستخدام الوقود النظيف.

الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز محمد هامل وصف القمة بأنها تمثل لحظة تاريخية في مسيرة المنتدى، وأكد في كلمة مكتوبة موجهة إلى القمة، أن رؤساء الدول والحكومات المجتمعين في الدوحة سيحددون خلال القمة الاتجاه المستقبلي للمنتدى باعتباره الفضاء الذي يجمع مختلف أعضائه.

وأوضح هامل أن الإرث والرصيد اللذين يمتلكهما المنتدى سيمكنانه بالفعل من المساهمة في تشكيل مستقبل الطاقة في العالم، مؤكداً أن القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز ستدفع المنتدى إلى آفاق جديدة، خاصة في وقت يبرز فيه الغاز الطبيعي كمصدر للطاقة موثوق به وآمن ونظيف.

وأشار هامل إلى أن القمة تعقد في الوقت المناسب، خاصة مع بداية تعافي العالم من الآثار السلبية لجائحة كورونا والتي شهدت خلالها أسواق السلع بشكل عام، وأسواق الغاز الطبيعي، تقلبات شديدة.

ويقدم المنتدى رؤى متطورة لقطاع الغاز الطبيعي والتوقعات العالمية لهذه الصناعة في أفق عام 2050.

ويرى وزير الطاقة والصناعة القطري السابق محمد بن صالح السادة أن قمة منتدى الغاز في نسختها السادسة تأتي في فترة فاصلة بين مرحلتين، الأولى كان ينظر فيها للغاز على أنه طاقة نظيفة فقط، وفي الثانية يعد الغاز طاقة تمكن العالم من تخفيض الانبعاثات الكربونية والحفاظ على درجة حرارة الأرض بما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية، وهي النسبة التي تعهدت بالوصول إليها دول العالم في اتفاق باريس عام 2015، ومؤتمرات المناخ.

ويقول الباحث في مجال النفط والغاز نصر أبو نبوت، في حديث مع "العربي الجديد"، إن انعقاد القمة السادسة في الدوحة يأتي في ظل توترات جيوسياسية في شرق أوروبا بين روسيا والغرب، وتابع: "إذا علمنا أن الدول الأعضاء بمنتدى الدول المصدرة للغاز تملك 70 بالمائة من احتياطي الغاز في العالم وتستهلك نحو 27 بالمائة منه، عندها نعلم ما هو الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه في مثل هذه الأزمة لتوفير الغاز والحفاظ على التوازن الأمني والبيئي والاقتصادي وعدم حدوث أزمة غاز عالميا".

وبحسب أبو نبوت، فإن القمة توفر فرصة لتبادل الآراء والخبرات والتنسيق الخاص بشأن الأمور المتعلقة بالغاز ومحاولة سد النقص الذي يمكن أن يحدث إذا أقدمت روسيا على قطع الإمدادات لأوروبا بالغاز، وتأمين البدائل في الحدود الممكنة ومحاولة التحكم بالأسعار وعدم خلق أزمة في هذا الاطار، كما سيتم البحث بالآليات والطرق التي تساهم في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة النظيفة.

واعتبر أبو نبوت أن قمة الدول المصدرة للغاز بالدوحة فرصة مواتية بعد تعافي العالم التدريجي من أزمة كورونا لاستكشاف المزيد من آفاق التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء من أجل الارتقاء بصناعة الغاز وتعزيز مكانتها، وبحث سبل تنمية أسواق الغاز العالمية، ولعب دور فاعل في تطوير آليات عملها.

كما تبحث القمة بشأن وسائل النهوض بصناعة الغاز سعيا لتعزيز مكانة هذا المورد كمصدر للطاقة النظيفة في العالم، والبحث في التحديات المتصاعدة لهذا المصدر الحيوي، والحلول المبتكرة والمتنوعة والقابلة للتطبيق بشكل اقتصادي يضمن مصلحة المستهلكين والمنتجين معا، وفقا للباحث أبو نبوت.

وبحسب المحلل الاقتصادي محمد حمدان، فإن أهمية القمة تكمن في القضايا والملفات التي تتناولها: أمن الطاقة العالمي، وكيفية توظيف الغاز الطبيعي المسال في تحقيق التنمية المستدامة، لكن العامل الأبرز استقلالية الغاز الطبيعي وتوظيفه لصالح الشعوب.

وبافتراض أن روسيا أقدمت على قطع إمداداتها من الغاز لدول الاتحاد الأوروبي، يؤكد حمدان في حديث مع "العربي الجديد"، أن مجموعة دول المنتدى يمكن أن تساهم في تغطية العجز في الغاز الذي سيحصل في أوروبا، ولا يمكن لدولة بمفردها أن تسد هذا النقص في حال حدوثه.

المساهمون