مناطق "فان زون".. أجواء موازية للاستمتاع بمونديال قطر 2022

08 ديسمبر 2022
جماهير غفيرة تتباع مجريات المونديال عبر شاشات ضخمة (الأناضول)
+ الخط -

ليست الملاعب العملاقة وحدها في قطر التي تنقل نبض المشجعين وأصواتهم الصاخبة المتفاعلة مع جنون الساحرة المستديرة، وإنما أيضاً مناطق الـ"فان زون" المنتشرة في العديد من المناطق، والتي تحولت إلى استادات موازية بفعاليات لا تقل صخباً، وسط أجواء احتفالية وثقافية وتجارية.

وأظهرت قطر، من خلال استضافتها فعاليات كأس العالم لكرة القدم، القدرة العالية على التنظيم، وإدارة أهم

مهرجان رياضي دولي. فقد ابتكرت السلطات "فان زون"، وهي مناطق مخصصة لمشجعي كرة القدم داخل البلاد، والذين لم يتمكنوا لأي سبب من حضور الفعاليات في الملاعب، إما لنفاد البطاقات أو غيرها من الأسباب.

وأضحى بإمكان عشرات آلاف المشجعين مشاهدة المباريات في أجواء حماسية داخل هذه المناطق التي تنتشر فيها شاشات عملاقة، من دون أي تكلفة مادية. وتعد مناطق كورنيش الدوحة وحديقة البدع ولوسيل ودرب لوسيل ومشيرب وسوق واقف وحي كتارا الثقافي الأبرز في الدوحة.

ومن أبرز فعاليات الجماهير في حديقة البدع، متابعة العرض المباشر لمباريات البطولة، حيث قدرت الفيفا ساعات البث بنحو 170 ساعة بث مباشر، و100 ساعة بث من الموسيقى الحية مع نجوم عالميين وإقليميين في مساحة خمسة آلاف متر.

كذلك، تحوّل سوق واقف الشهير في قلب الدوحة، إلى قبلة للمشجعين بجانب التسوق والترفيه. فقد أصبحت منطقة الترفيه الخارجية الشهيرة في سوق واقف، واحدة من أهم مناطق المشجعين طوال البطولة.

بالإضافة إلى فكرة حضور المونديال من خلال الشاشات الكبيرة في المطاعم والمقاهي، يمكن للسيدات اللواتي يرغبن في الحصول على فسحة ترفيهية التوجه إلى المحال التجارية المتفرعة من سوق واقف، لشراء الهدايا التذكارية، وتذوق الحلويات والمأكولات الشعبية المتنوعة في قطر.

وفي بقعة أخرى من قطر، تحوّل ملعب لرياضة الكريكيت في إحدى ضواحي الدوحة إلى منطقة جذب للعمال الوافدين الراغبين في الاستمتاع بأجواء المونديال، ليفيض بالصخب، فضلاً عن تحوله إلى ما يشبه المركز التجاري أيضاً، حيث تمتد أكشاك من الأطعمة الجاهزة، بالإضافة إلى مقاهٍ ومراكز تسلية على طول الملعب.

ولم تعد هذه المنطقة تجذب العمال فقط، إنما بدأت تستقطب الكثير من السياح، بهدف التعرف إلى نمط الأطعمة الشعبية التي تقدم خلال حضور المباريات، وكيفية إقامة الاحتفالات التقليدية للشعوب من مختلف القارات، خاصة بعد الانتهاء من المباريات، حيث تقام حلقات فنية للتعبير عن ثقافات الشعوب والوافدين إلى دولة قطر.

وبينما تتعدد مناطق المشجعين المجانية هناك مناطق أخرى بتكاليف منخفضة. وتعتبر قرية بورتاكبين جنوب الدوحة مكاناً مفضلاً للأشخاص ذوي الميزانية المحدودة الذين يرغبون في الاستمتاع بأجواء المونديال، حيث شيدت السلطات القرية بشكل أكثر سلاسة لاستقبال السياح.

والقرية عبارة عن مسرح أو استاد كبير بشاشات عملاقة يمكن الجلوس فيها ومشاهدة المباريات، كما حولت السلطات الكثير من حاويات الشحن إلى غرف للإقامة تقدر بنحو أربعة آلاف كابينة مع حمامات، وذلك لقاء رسوم مالية بسيطة للإقامة والاستمتاع بمشاهدة المباريات.

كذلك، تضم القرية سوبرماركت يعمل على مدار الساعة، جنباً إلى جنب مع صيدلية و35 كشكاً للطعام، وتأتي قرية المعجبين مع خدمة "واي فاي" وخدمات التدبير المنزلي كلّ ثلاثة أيام. فهناك خدمة غسيل الملابس وموقع آمن لترك الأمتعة.

إلى جانب مناطق المشجعين التي تتبع السلطات، هناك مناطق أخرى خاصة، افتتحتها الفنادق، مثل تلك التي تقع في منطقة القطيفية، تحت اسم 900 Park؛ وفيها يتجمّع يومياً، ابتداءً من الساعة 12 ظهراً، المشجعون، إذ تتسع لقرابة 3000 شخص. وتتوفر فيها مطاعم تقدم المأكولات والمشروبات، إضافة إلى شاشتي عرض عملاقتين، وزاوية ألعاب مخصصة للأطفال والبالغين، يمكنهم قضاء الوقت فيها ريثما تبدأ المبارايات. هناك، أيضاً، في مناطق المشجعين، مهرّجون وعارضون يأتون للترفيه عن الأطفال في الاستراحة بين شوطي المباراة. وتتسم هذه المناطق برعاية أمنية تحافظ على أمن المشجعين.

بهذا، تتحول دولة قطر، إلى منطقة مشجعين كبيرة، تُتيح لكل الجماهير، من كل الفئات العمرية، الاستمتاع بالمونديال.

المساهمون