مليارديرات فرنسا في 2024: خسائر قياسية مع تدهور السلع الفاخرة

27 ديسمبر 2024
رئيس LVMH برنارد أرنو وزوجته في قصر الإليزيه، 5 نوفمبر 2024 (لودوفيك مارين/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في عام 2024، شهدت شركات السلع الفاخرة الفرنسية مثل "إل في إم أتش"، "لوريال"، و"كيرينغ" خسائر مالية كبيرة بلغت 70 مليار دولار بسبب تراجع مبيعاتها، خاصة نتيجة تباطؤ إنفاق المتسوقين الصينيين والسياسات المتقلبة في فرنسا.
- برنارد أرنو، فرانسواز بيتنكورت مايرز، وفرانسوا بينو، من أغنى الشخصيات في العالم، شهدوا انخفاضًا كبيرًا في ثرواتهم، حيث خسر أرنو 31 مليار دولار وفقدت بيتنكورت مايرز تاجها كأغنى امرأة.
- رغم التحديات، شهدت "هيرميس" ارتفاعًا في مبيعاتها، ويتوقع المحللون انتعاش قطاع السلع الفاخرة بحلول النصف الثاني من عام 2025.

مُني مليارديرات فرنسا بأكبر خسارة على الإطلاق في عام 2024 نتيجة تدهور مبيعات السلع الفاخرة، فقد فقدت شركات "إل في إم أتش" (LVMH) و"لوريال" (L’Oreal) و"كيرينغ" (Kering) العملاقة مجتمعة 70 مليار دولار، وفقاً لتقرير صادر عن بلومبيرغ اليوم الجمعة، مع الإشارة إلى ما اعتبرته الشبكة الأميركية بعض بصيص الأمل في أن الأسوأ ربما يكون قد انتهى مع قدوم عام 2025.

وفقاً لمؤشر مليارديرات بلومبيرغ، شهد برنارد أرنو وفرانسواز بيتنكورت مايرز وفرانسوا بينو، وهم من بين أغنى أغنياء العالم، شطب نحو 70 مليار دولار من ثرواتهم مجتمعة هذا العام، فيما تُعد شركات الصناعة العملاقة الثلاث المشار إليها، والتي يسيطر عليها هؤلاء المليارديرات، من أكبر الخاسرين في البورصة الفرنسية، حيث خسر مالك "غوتشي" (Gucci) وحده 41% من قيمتها. يأتي ذلك على ضوء تباطؤ إنفاق المتسوقين الصينيين على المشتريات الفاخرة التي تتراوح من السلع الجلدية إلى الفساتين المصممة والعناية بالبشرة، في حين تكافح شركات، بما في ذلك علامة "غوتشي" التجارية التابعة لشركة "كيرينغ"، مع الإدارة والاستراتيجية الجديدة. كما أدت السياسة المتقلبة في فرنسا، بما في ذلك انهيار حكومة ميشيل بارنييه هذا الشهر، إلى استنزاف شهية المستثمرين للأصول في هذا البلد.

وفي هذا الصدد، تنقل بلومبيرغ عن مديرة صندوق في شركة إدموند دي روتشيلد لإدارة الأصول أريان هاياتي قولها: "كان من المفترض أن يكون المستهلك الصيني محرك النمو لعام 2024، لكن هذا لم يتحقق. لقد كان هناك أيضاً إرهاق من السلع الفاخرة بعد ثلاث سنوات من النمو الاستثنائي مع تلاشي الإنفاق الانتقامي". فقد ارتفعت مبيعات السلع الفاخرة ومستحضرات التجميل خلال عصر الوباء، حيث أنفق المستهلكون بسخاء على العلامات التجارية الراقية مع احتياطيات نقدية تراكمت أثناء قيود الإغلاق. وساعدت هذه الديناميكيات في دفع مؤسس "إل في إم أتش" أرنو إلى المركز الأول بين مليارديرات العالم في تصنيف بلومبيرغ للثروة. وهو الآن يحمل الرقم خمسة وخسر حتى الآن أكثر من أي شخص آخر بين أغنى 500 شخص في العالم، وتحديداً 31 مليار دولار.

أما بالنسبة لوريثة لوريال بيتنكورت مايرز، فقد كانت لفترة طويلة أغنى امرأة في العالم وأصبحت العام الماضي أول امرأة تبلغ ثروتها 100 مليار دولار، وقد فقدت الآن كلا التاجين. وتنقل بلومبيرغ عن عضو لجنة الاستثمار في كارمينياك في باريس كيفن ثوزيت قوله: "بالنسبة للرفاهية، فقد عاد الأمر إلى الواقع حقاً. وما يحدث منذ عام 2023 هو تطبيع".

كما شهد بينو البالغ من العمر 88 عاماً، والذي أسس الشركة التي تطورت إلى "كيرينغ"، تضرر ثروته بشدة، حيث انخفضت 64% إلى 22 مليار دولار من أعلى مستوى لها في أغسطس/آب 2021، علماً أن هذا هو أكبر انخفاض نسبي لأي شخص لا يزال على مؤشر ثروة بلومبيرغ خلال تلك الفترة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى المشاكل في أكبر علامة أزياء وهي "غوتشي". وجاء تراجع ثروة بينو في الوقت الذي كانت "كيرينغ" تحت مراقبة ابنه فرانسوا هنري بينو (62 عاماً) الذي ركز الإمبراطورية على الرفاهية من خلال مجموعة متنوعة من أصول التجزئة. ومع ذلك، فخلال فترة ولايته، ظلت "كيرينغ" تعتمد إلى حد كبير على "غوتشي" التي كان نجاحها مستمراً. وتمتلك عائلة بينو حصة نسبتها 42% وتتمتع بنسبة 59% من حقوق التصويت في "كيرينغ" التي تتخذ من باريس مقراً، والتي انخفضت أسهمها بعد سلسلة من تحذيرات الأرباح.

لكن التباطؤ لم يؤثر على جميع العلامات التجارية الفاخرة بالتساوي. فقد ارتفعت مبيعات "هيرميس" خلال الربع الثالث بسبب وضع منتجاتها الموجه نحو العملاء الأكثر ثراءً، الذين يميل إنفاقهم إلى أن يكون أكثر مرونة من العملاء الأقل ثراءً. وتضمنت قائمة "ساكسو بنك فرنسا" للفائزين والخاسرين في عام 2024 أسهم "هيرميس" التي ارتفعت بنحو 18% منذ بداية العام، إضافة إلى "كيرينغ". وقالت هاياتي من روتشيلد: "لقد تفوقت التكنولوجيا على السلع الفاخرة هذا العام، لكن السلع الفاخرة قد تعود في غضون عام 2025. وأستطيع أن أتصور انتعاش القطاع اعتباراً من النصف الثاني من عام 2025".

المساهمون