مقاهي المغرب تحت وطأة الغلاء والركود

18 أكتوبر 2024
مقهي في مراكش (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ارتفاع أسعار القهوة المستوردة في المغرب: يشهد المغرب زيادة مستمرة في أسعار القهوة المستوردة، حيث ارتفعت فاتورة الواردات بنسبة 30% لتصل إلى 130 مليون دولار، مع توقعات بزيادة أكبر بنهاية العام، رغم استقرار الكميات المستوردة.

- تأثير الظروف المناخية على الأسعار: يؤكد نور الدين الحراق أن الظروف المناخية في البلدان المنتجة مثل البرازيل وفيتنام تساهم في ارتفاع الأسعار، حيث قفز سعر صنف "الأرابيكا" بنسبة 40% منذ بداية العام.

- تحديات أرباب المقاهي: يواجه أرباب المقاهي صعوبة في تحميل الزيادات للزبائن بسبب تدهور القدرة الشرائية، مما دفعهم لمطالبة مجلس المنافسة بالتحقيق في العوامل المحددة للأسعار.

لا يتوقع أرباب المقاهي في المغرب انخفاض أسعار القهوة المستوردة قبل نهاية العام الجاري، ما يؤثر على تكاليفهم دون أن يستطيع أغلبهم تحميلها للزبائن، الذين يشتكون من تدهور قدراتهم الشرائية.

يؤكد نور الدين الحراق، الكاتب العام للجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم، أن سعر حبوب القهوة الأكثر استعمالاً يواصل الارتفاع منذ بداية العام الجاري، مشيرا إلى أن أسعار بعض الأصناف تضاعفت. ويشير الحراق في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن بعض مستوردي القهوة يؤكدون أن الأسعار ستواصل الصعود بالنظر للظروف المناخية في البلدان المنتجة.

وواصلت فاتورة واردات المغرب من القهوة ارتفاعها بنحو 30%، لتبلغ 130 مليون دولار، مقارنة بنحو 100 مليون دولار خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، وفق بيانات مكتب الصرف الصادر مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، رغم استقرار الكميات المشتراة عند نفس المستوى المسجل في العام الماضي والبالغ نحو 32 ألف طن.

ويرتقب أن تسجل تلك الفاتورة في نهاية العام الجاري زيادة قوية، بعدما بلغت في العام الماضي 150 مليون دولار، مقابل 156 مليون دولار في 2022، في ظل انخفاض الكميات المستوردة من 55 ألف طن إلى حوالي 47 ألف طن.

ويستورد المغرب كل احتياجاته من القهوة من بلدان في آسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث يراقب المستوردون الظروف المناخية غير الملائمة في البرازيل وفيتنام اللتين توردان 54% من احتياجات العالم من القهوة.

وقفز سعر صنف "الأرابيكا" الذي توفره البرازيل بنسبة 40% منذ يناير/كانون الثاني الماضي في السوق الدولية، مسجلا أعلى مستوى له منذ 13 عاماً. ويؤكد نور الدين الحراق أن السعر الذي يشتري به أرباب المقاهي القهوة يكون جد مرتفع، حيث لا يبرره السعر في السوق الدولية، ما دفع المهنيين إلى مطالبة مجلس المنافسة بالتدخل من أجل التحقيق في العوامل المحددة للأسعار عند الاستيراد.

وبادر أرباب مقاه إلى زيادة الأسعار في الربع الأول من العام الماضي، غير أن الحراق يؤكد أن الزيادة في الأسعار التي تمت من قبل قليلة جداً وجاءت بقرارات فردية غير ناجمة عن اتفاقات مسبقة بين المهنيين.

ويبلغ سعر فنجان القهوة 70 سنتاً في أغلب الأحياء الشعبية، وقد يقفز إلى 1.5 دولار في بعض المقاهي في وسط المدن، غير أن ذلك السعر يختلف، حسب أصناف القهوة والخدمات التي تقدمها المقاهي. ويوضح الحراق أن تفادي الزيادة في الأسعار من قبل أرباب المقاهي في المناطق حيث تقطن الأسر الفقيرة والمتوسطة، يستحضر شكوى الأسر من تدهور قدرتها الشرائية، رغم تباطؤ ارتفاع التضخم منذ بداية العام الجاري، مؤكدا أن أرباب المقاهي تفادوا زيادة الضغط المعيشي على زبائنهم، خاصة أن ذلك الفضاء يكون ملاذهم هرباً من همومهم الحياتية.

المساهمون