- الشركات المستهدفة بالمقاطعة، مثل ستاربكس وبيتزا هت، اتخذت إجراءات قانونية وغيرت استراتيجياتها لمواجهة الضغوط، لكنها لم تنجح بالضرورة في استعادة الزبائن أو تحسين صورتها.
- التأثير الواسع للحملة يمتد لشركات أخرى مثل يونيليفر وماكدونالدز، مع تسجيل انخفاض في المبيعات والأرباح، مما يشير إلى التحديات الكبيرة التي تواجه الشركات العالمية في التعامل مع القضايا السياسية والاجتماعية.
تشهد حملة مقاطعة إسرائيل وداعميها تصاعداً دراماتيكياً، مع وقف شركتي جنرال أتلانتيك وسي في سي صفقات كبرى في الشركات التي تدير علامات تجارية للوجبات السريعة الأميركية في إندونيسيا وماليزيا، وفق ما أوردته صحيفة فاينانشال تايمز.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن استهداف كل من ستاربكس وكنتاكي وبيتزا هت، يأتي نتيجة الدعم الأميركي لإسرائيل، إلا أنّ الحملة التي اشتدت حدتها مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، تشدد عبر العديد من الناشطين فيها، وكذا عبر بيانات الجمعيات المنخرطة بها، أن المقاطعة تطاول ليس المنتجات والشركات الإسرائيلية فقط، وإنما الشركات التي تدعمها بالفعل، إذ قامت الشركات الأميركية المذكورة في التقرير بإجراءات داعمة للاحتلال، في حين تحتمي الشركات بمقولة أن الامتيازات تعني أن الفروع تكون مملوكة محلياً.
انعكاسات حملة مقاطعة إسرائيل وداعميها
وفي تفاصيل الخبر، قالت مصادر لـ"فاينانشال تايمز"، إنّ "شركة جنرال أتلانتيك أوقفت مؤقتاً بيع حصتها البالغة 20% (نحو 54 مليون دولار) في شركة ماب بوغا أديبيركاسا Map Boga Adiperkasa المشغلة لـستاربكس في ديسمبر/ كانون الأول، التي تبلغ قيمتها السوقية 285 مليون دولار وهي من أكبر مشغلي امتيازات الوجبات السريعة في إندونيسيا". وبحسب المصدر، فإنّ "التراجع عن الصفقة يعود إلى هبوط المبيعات ما يقلّص خطط التوسع، ولا توجد إشارات على أنّ المقاطعة ستنتهي قريباً".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، رفعت ستاربكس دعوى قضائية ضد نقابة العاملين بها، والتي تحمل اسم "اتحاد عمال ستاربكس"، متعللة باستخدامهم غير السليم للعلامة التجارية للشركة، في أعقاب نشر النقابة منشوراً مؤيداً لفلسطين. وفي أعقاب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، نشر اتحاد عمال ستاربكس منشوراً، حذفه لاحقاً، على موقع إكس، تحت عنوان "التضامن مع فلسطين".
وجاء في بيان نشرته ستاربكس حينها أنّ الشركة تعرب مرة أخرى عن "تعاطفها العميق مع أولئك الذين قتلوا وجرحوا وتشردوا وتأثروا"، في أعقاب ما سمتها "الأعمال الإرهابية الشنيعة وغير المقبولة، وتصاعد العنف والكراهية ضد الأبرياء في إسرائيل وغزة"، وفق قولها. كما أعربت الشركة عن قلقها البالغ حيال انتشار ما اعتبرتها "معلومات مضللة وعناوين غير دقيقة في وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لجهات خارجية، والناجمة عن تصريحات أدلى بها عمال النقابة".
كما قالت مصادر "فاينانشال تايمز" إنّ "شركة سي في سي كابيتال بارتنرز" CVC، إحدى أكبر شركات الأسهم الخاصة في أوروبا، أوقفت بيع حصتها البالغة 21% (252 مليون دولار) في شركة كيو إس آر براندز الماليزية، المشغل المحلي لسلسلة مطاعم كنتاكي وبيتزا هت، بسبب المقاطعة". أما بيتزا هت "فغيرت تسمية بعض فروعها في إندونيسيا إلى"Ristorante"، إلا أنها لم تفلح في جلب الزبائن كما كان متوقعاً".
تمدد الحملة
وكانت سلسلة مطاعم ماكدونالدز، الأكثر استهدافاً بحملة مقاطعة إسرائيل في العالم العربي، بحسب وكالة رويترز، وذلك بعد إعلان شركة ماكدونالدز الأم تقديم طرود غذائية ووجبات مجانية لجنود الاحتلال الإسرائيلي.
وفي شهر يناير/ كانون الثاني، نشطت الدعوة على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة بيتزا هت بعد تقارير تفيد بأنّ بيتزا هت إسرائيل، شاركت منشورات على إنستغرام لجنود يحملون علباً من البيتزا حصلوا عليها مجاناً من السلسلة.
ولا تتوقف الحملة في ماليزيا على شركات الطعام، حيث قالت شركة يونيليفر، التي تصنع منتجات دوف للعناية، في فبراير/ شباط، إنّ المقاطعة هبطت بمبيعاتها هي الأخرى بنسبة 15% في الربع الأخير من 2023.
ووفق "فاينانشال تايمز"، "كانت شركة ميترا أديبيركاسا الإندونيسية التي تمتلك 79% من شركة ماب بوغا أديبيركاسا المشغلة لستاربكس، تخطط لافتتاح 100 متجر للأغذية والمشروبات هذا العام، ولكن المقاطعة أدت إلى تقليص العدد إلى النصف تقريباً".
وفي فبراير الماضي، أعلنت شركة ماكدونالدز العملاقة في الشرق الأوسط هبوط أرباحها بعد حركة مقاطعة الشركات الإسرائيلية وتلك الداعمة للاحتلال، والتي طاولت الشركة بعد بدء الإبادة الجماعية في غزة. وحوالي 10% من مطاعم ماكدونالدز العالمية التي يبلغ عددها 18 ألف مطعم تقريباً، والتي يديرها المرخصون، تقع في الشرق الأوسط، وهو ما يمثل 12% من المبيعات، وفقاً لملفات الشركة.