حالة شبه الاستقرار التي عاشتها مناطق شمال غرب سورية وحاجة السوق للأدوية البيطرية التي يحتاجها المربون في منطقة تصنف بالزراعية دفعت بعض أصحاب الأموال لتوظيف أعمالهم في الداخل السوري عبر إنشاء معامل الأدوية البيطرية لتحقيق الاكتفاء الذاتي ولضمان نجاح الاستثمار في هذا الجانب.
ويقلب أحمد الفرحان، وهو مربي دواجن في سهل الروج، عبوات الدواء المركونة على صفوف إحدى الصيدليات البيطرية. يخبر الصيدلي برغبته في اختيار الأنواع المحلية من الدواء، ويشرح له الصيدلي مزايا الأنواع الموجودة، إلا أن الفرحان يصمم على اختياره.
يقول الفرحان لـ"العربي الجديد": "أجهل أنواع التراكيب المستعملة ومصدرها لكنني أمتلك خبرة من تجربتي المتكررة، فالأدوية الأجنبية تتساوى بسعرها مع الدواء المحلي وتفوقها أحياناً، لكنني أضمن في الدواء المحلي ثبات الفاعلية وعدم تغير الصنف بتغير المستورد، وقد لمست تحسنا جيداً حين استعملته مع طيوري فلا حاجة لتجريب غيره".
ويقول زاهر حلاق، مدير المبيعات في أحد معامل الأدوية، لـ"العربي الجديد"، إن "الهدف من إنشاء المعمل كان تأمين الأدوية البيطرية الخاصة بالدواجن بجودة عالية وأسعار مناسبة، إضافة لثبات الجودة على خلاف الأدوية المستوردة، والتي كانت تختلف فعاليتها باختلاف المستورد واختلاف الشركة المنتجة، وهو ما كان ينعكس بشكل سلبي على تربية الدواجن".
وأضاف الحلاق: "ننتج في المعمل كافة الأصناف الدوائية من مضادات حيوية وفيتامينات ورافعات مناعة ومكملات غذائية، ولدينا القدرة على تغطية كافية احتياجات مناطق شمال غرب سورية".
ووجود مثل هذه المعامل شجع المربي على التعامل معها كونه يستطيع تجريب الدواء ومراجعة المعمل في حال وجود أي خلل.
بدوره، يقول الطبيب البيطري يحيى مرضعة، لـ"العربي الجديد"، إن "الأدوية تعتبر جزءا مهما من تربية الدواجن، ولها دورها المميز في نجاح التربية أو فشلها"، مشيرا إلى أن "المعامل المحلية حققت إنجازاً مهماً في هذا الجانب، ووفرت أصنافاً كثيرة من الدواء، لكن ما يزال الاستيراد مستمرا".
ويرى مرضعة أنه "من الضروري الاستمرار بالاستيراد لتحقيق نوع من المنافسة في السوق الدوائية". ويضيف أن "فكرة إنشاء معامل الأدوية في الشمال السوري فكرة جيدة، لكن من الضروري مراقبة منتجاتها وجودة عملها، فقد ساعد وجودها في استمرار وجود الأدوية وانخفاض سعرها، عبر الحد من جشع بعض التجار والمستوردين، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على السوق الدوائية".
يذكر أن مناطق شمال غرب سورية شهدت مؤخراً انطلاق عدة معامل تختص بالأدوية البشرية أو البيطرية أو الأسمدة الزراعية في سبيل خطو خطوة نحو الاكتفاء الذاتي والتخفيف من الاستيراد.