مطالب بتكريس سيادة أفريقيا على ثرواتها

28 نوفمبر 2024
يحمل قطعة ذهب في سوق غيتا، تنزانيا، 28 مايو 2022 (لويس تاتو/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الخبراء في مؤتمر "ميدايز" على أهمية استغلال الثروات الطبيعية في أفريقيا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشددين على تثمينها محلياً بدلاً من تصديرها خاماً.
- تمتلك أفريقيا احتياطيات ضخمة من الموارد الطبيعية، مثل الفوسفات والكوبالت والذهب، مع مشاريع مثل استغلال الحديد في غينيا لتعزيز التنمية من خلال تحسين البنية التحتية.
- يرى البنك الدولي أن أفريقيا لا تستفيد بالكامل من مواردها، ويمكنها زيادة الإيرادات عبر سياسات جديدة، مع فرص تعزيز الاقتصاد من خلال الانتقال الطاقي العالمي.

أكد خبراء ومسؤولون من أفريقيا أن تحقيق السيادة والصمود في عالم متسم بعدم اليقين الذي تؤججه الأزمات والحروب، يقتضي السعي إلى استغلال الثروات الطبيعية والحرص على استثمار المواد الأولية التي تعد حاسمة لمستقبل العديد من الصناعات في الغرب. وفي النسخة السادسة عشرة من مؤتمر "ميدايز" الذي نظمه معهد أماديوس في الرباط مساء الأربعاء، تحت شعار "سيادات وقدرات الصمود: نحو توازن عالمي جديد"، نبّه خبراء ومسؤولون أفارقة إلى أن القارة السمراء تتوفر على ثروات ترتهن لها الاقتصادات في الغرب، داعين إلى تثمينها محلياً.

وقد لاحظ رئيس لجنة أفريقيا بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، أبدو ديوب، أنه يجب العمل على مستوى القارة الأفريقية على إرساء تكامل على مستوى سلاسل القيمة، حيث يؤكد مثلاً إمكانية إحداث نوع من التكامل من أجل تصنيع مواد أولية لإنتاج النسيج والإلكترونيك والسيارات والصناعات الغذائية. وشدد على أن العمل على تحويل تلك المعادن محلياً عوض تصديرها خاماً إلى بلدان صناعية من شأنه أن يساهم في توفير قيمة مضافة كبيرة تتيح إيرادات لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة.

وتختزن القارة الأفريقية ثروات طبيعية مهمة، حيث أكد المشاركون توافرها على أكثر من 70% من الاحتياطي العالمي من الفوسفات، و56% من الكوبالت، وأكثر من نصف احتياطي الذهب و30% من الألمنيوم.

وحرص الوزير الأول الغيني أمادو أوري باه في افتتاح المؤتمر على تأكيد أن مشروع استغلال الحديد الذي يقتضي استثمارات في حدود 20 مليار دولار في بلده، بما في ذلك السكك الحديدية المرتبطة به والميناء، سيتم في إطار يعطي فرصة لجميع الفاعلين الذين يمكنهم المساهمة في تحقيق ذلك الهدف. وتتوفر غينيا على حوالي ثلث الاحتياطي العالمي من الألمنيوم الذي يعتبر حاسماً بالنسبة للانتقال الطاقي في العالم، حيث يشير الخبراء إلى أن الطاقات المتجددة والتوجه نحو توسيع مجال تصنيع السيارات الكهربائية سيساهم في زيادة الطلب على الألمنيوم في الأعوام المقبلة.

وشدد الوزير الغيني على أن استغلال تلك الثروة لا بد من أن يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلد الأفريقي، مؤكداً الحرص على مد السكة الحديدية وتحسين برامج التدريب وتنويع الاقتصاد والانخراط في الحفاظ على البيئة. ويعتقد البنك الدولي في تقرير له، أنه في سياق الانتقال الطاقي وارتفاع الطلب على المعادن الاستراتيجية، يمكن لبلدان أفريقيا جنوب الصحراء جني إيرادات تتيح تمويل برامجها العمومية وتنويع اقتصاداتها وتوسيع الوصول إلى الطاقة.

ويلاحظ البنك الدولي أن البلدان الأفريقية لا تجني في المتوسط سوى 40% من الإيرادات التي يمكنها الاستفادة منها بفضل مواردها الطبيعية، معتبراً أنه يمكن للدول مضاعفة إيرادات المعادن والغاز والنفط عبر تبنّي سياسات جديدة وإصلاحات لتحسين وضع الموازنة. كما يرى أن التوجه العالمي الرامي إلى تحقيق الانتقال الطاقي سيقتضي التخفيف من الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية، ما سيرفع الطلب على معادن مثل الكوبالت والليثيوم والحديد، ويزيد الطلب على الأراضي التي تسمح بإقامة مشاريع الطاقة الخضراء.

وتؤكد المؤسسة المالية الدولية أن البلدان المتوفرة على موارد أولية معدنية كبيرة لم تستفد بما يكفي من إمكانيات وتأثرت بالصدمات العالمية، ما يذكر بمخاطر "لعنة الموارد"، بخاصة أن العديد من البلدان الأفريقية لم تتمكن من تحقيق تقدم كبير في تقليص دائرة الفقر. كما أكد خبراء مشاركون أن حُسن استغلال الموارد الطبيعية، بخاصة المعدنية منها، يستدعي تحسين الحوكمة عبر محاربة الفساد، والعمل على تحقيق السيادة في إدارة الاقتصاد، ما يقتضي العمل ضمن تكتلات إقليمية تسهل الاندماج والتفاوض مع التكتلات الاقتصادية الأخرى.

المساهمون