مطاعم تركية تتخوف من انتكاسة بعد الإغلاق

19 نوفمبر 2020
مطاعم إسطنبول ستفقد الزبائن بعد الإغلاق وتقييد الحركة
+ الخط -

يرى إنس بهلوان، وهو صاحب سلسلة مطاعم بإسطنبول، أن قرارات الإغلاق الجزئي التي سيبدأ تطبيقها بجميع الولايات التركية، اعتباراً من يوم الجمعة، 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، "ستعيد قطاع المطاعم إلى مرحلة تكبد الخسائر التي شهدها خلال النصف الأول من هذا العام"، حينما تراجعت المبيعات لنحو 80% وتم تسريح نحو 70% من العمالة، حينما اقتصر البيع على الطلبات الخارجية، قبل أن يبدأ التعافي منذ شهرين. 

ويضيف بهلوان، في تعليقات لـ"العربي الجديد"، أن المطاعم "تواجه القرارات على الدوام، رغم أنها تطبق التباعد الاجتماعي وتأخذ الإجراءات الاحترازية"، مبيناً أن ساعات النهار تشهد ازدحاماً، في حين يتوقف العمل مساءً وليلاً.
وحول التعويضات التي تلقاها أصحاب المطاعم خلال الإغلاق الأول في مطلع العام بتركيا، يؤكد بهلوان أن المطاعم لم تشملها قرارات الدعم الحكومي، عدا ميزات القروض، مشيراً إلى أن تركيا تحاول إعادة السياح وتستمر بعمليات جذب المستثمرين، فأين سيأكل هؤلاء إذا تم إغلاق المطاعم. 
من جهته، يقول مدير صالة مقاهي "بومبي" بإسطنبول جهاد أركان، إن الشلل هو مصير عملهم، بعد قرارات الإغلاق الجزئي التي ركزت على المقاهي والمطاعم، "لأن زبائن المقاهي مسائيون وليليون بالعادة"، مشيراً في تعليقاته لـ"العربي الجديد"، إلى أنه سيضطر لتسريح نصف العمالة وتخفيض أجور من يبقى، أو ربما يغلق المقاهي لأنه يتوقع أن يتم الإغلاق خلال الشهر المقبل بكامله"، قائلا "لا يعقل أن نعمل بخسائر".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن، مساء أول من أمس، عن حظر جزئي بتركيا، بعدما زادت الوفيات اليومية عن مئة والإصابات وصلت لنحو 4 آلاف، واستمرار انتشار إصابات فيروس كورونا في أوساط المسؤولين، إذ أعلنت وزيرة الأسرة والعمل التركية زهرة سلجوق، أمس، إصابتها بالفيروس بعد إصابة رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أغلو، وكذا الناطق باسم الرئاسة إبراهيم قالن، ووزير الداخلية سليمان صويلو، وبعد وفاة النائب السابق بالبرلمان التركي والخبير القانوني الشهير برهان قوزو.
وتضمنت القرارات الجديدة تطبيق حظر تجول من هم دون العشرين وفوق 65 سنة بشكل يومي من الرابعة عصراً حتى العاشرة صباحاً، وحظر تجول عام من الساعة الثامنة مساء حتى العاشرة صباحاً خلال عطلات نهاية الأسبوع، في الولايات التركية جميعها. 
كما تم توقيف التعليم وجها لوجه على أن يكون فقط "عن بعد" حتى نهاية العام الدراسي، وإغلاق دور السينما والمكتبات الوطنية والأنشطة الرياضية في الملاعب المغلقة إلى نهاية العام، إضافة إلى تحديد ساعات العمل في المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية وصالونات الحلاقة ومراكز التسوق والبقالة، ما بين الساعة العاشرة صباحاً حتى الثامنة مساءً.
ويرى الاقتصادي التركي خليل أوزون أن الخسائر أو التعطيل الذي سيصيب الاقتصاد سيكون محدوداً ولأجل محدد إلى حين بدء التعافي وتوفر اللقاح، ويرى أنه سيكون أقل ضرراً وتأثيراً لأن بلاده اتخذت إجراءات صارمة لوقف انتشار الوباء، بعدما تراجعت الإصابات قبل شهرين. وفي حين يؤكد أوزون، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن القطاع الإنتاجي لم تطاوله قرارات الحظر الجديدة، يؤكد على ضرورة التركيز على قطاع النقل، لأنه يشهد ازدحاماً شديداً، خاصة خلال ذروة انصراف العمال والموظفين.
وحول آثار الإغلاق على الاقتصاد التركي بعدما بدأ بالتعافي، يقول أوزون: "ستتأثر الصادرات والليرة التركية هبوطاً، خاصة إذا لم يأت اجتماع المصرف المركزي، اليوم الخميس، بقرارات يترقبها الشارع، لأن التعويل على الاستثمارات لتوازن السوق النقدية، بات صعباً بسبب القرارات الجديدة، وعلى الأرجح سيتردد أي مستثمر في الاستثمار وربما ينتظر إلى ما بعد انتهاء الإغلاقات بتركيا".

وعولت تركيا بعد الفتح على ارتفاع الصادرات وعودة السياحة ولكن الإغلاق سيعيد عجلة دورة الاقتصاد إلى الوراء مرة أخرى. ولا يتوقع مدير مركز الدراسات بإسطنبول، محمد كامل ديمريل، أن تضخ الحكومة مساعدات مالية مباشرة أو تعود لتيسير القروض، لأن الخطة المالية الجديدة تعتمد على ضبط المعروض النقدي بالأسواق.

المساهمون