عاودت أسعار الدواجن في الأسواق المصرية الصعود، بعد أيام قليلة من تراجع موسمي استمر عشرة أيام. شهدت أسعار الدواجن ومنتجاتها ارتفاعا بمعدل يراوح بين جنيهين و5 جنيهات للحوم الحية، وتصل إلى 7 جنيهات للبيض.
أوضحت مصادر بغرفة الدواجن لـ"العربي الجديد"، أن عودة الأسعار للصعود ترجع إلى انتهاء فترة الإجازات وإقبال المستهلكين على الشراء، بعد توقف استمر أكثر من أسبوعين، مع توجه الأسر إلى شراء احتياجاتها من الملابس ومستلزمات العيد وتفضيلها ترشيد الاستهلاك.
أكدت المصادر أن الأسعار خلال الفترة المقبلة ستشهد صعودا جديدا، في ظل تعطل نحو 60% من الطاقة الإنتاجية بالمزارع، لظروف ارتفاع الأعلاف، التي حافظت على معدلاتها القياسية، في ظل عدم قدرة الحكومة على تدبير النقد الأجنبي للموردين لشراء الأعلاف والمستلزمات الطبية من الخارج. وأشارت المصادر إلى أن المزارع الصغيرة التي تشغل أكبر عدد من القوى العاملة، والمنتشرة بين القرى والمدن بالمحافظات هي الأكثر تأثرا بارتفاع أسعار الإعلاف، مع خروج صغار المربين الذين كانوا يوفرون كميات هائلة من الطيور بكافة أنواعها لتعاملات الأسواق المحلية والأسواق المنتشرة بالأحياء.
برر نائب اتحاد منتجي الدواجن محمد الشافعي في حديثه لـ"العربي الجديد"، زيادة أسعار الدواجن بأنها أمر طبيعي تشهده الأسواق عادة بعد فترة الركود في الطلب عقب الأعياد، مبينا أن الحكومة سعت خلال الأسابيع الماضية لإخراج كميات الأعلاف المستوردة إلى منافذ الوصول، وذكر أن الغلاء الذي تشهده الأسواق مدفوع بمعدلات تضخم، بعضها مستورد من الخارج، في ظل ارتفاع الدولار وأسعار الدواجن بالأسواق الدولية وخاصة بالولايات المتحدة وأوروبا.
على خلاف ذلك، تؤكد مصادر الغرفة أن كميات الأعلاف المفرج عنها من الموانئ خلال الأشهر الماضية بالكاد تكفي نحو 30% من احتياجات قطاع الدواجن، عدا النقص الشديد في المستلزمات الطبية البيطرية التي تحافظ على سلامة المنتجات، وتحافظ على الطيور من النفوق والأمراض الموسمية. وأشارت المصادر إلى أن احتياجات المزارع تقدر بنحو 700 ألف طن من أعلاف الذرة و600 ألف طن من مكونات فول الصويا شهريا، لم يصل منها إلا في حدود 200 ألف كمتوسط شهري خلال عام كامل.
وأوضحت المصادر أن ندرة الأعلاف وعدم القدرة على تدبير أعلاف محلية أو بدائل رخيصة ساهمتا في تضاعف سعر طن الأعلاف عدة مرات، حتى فاق 25 ألف جنيه في نهاية الشهر الماضي، مبينة أن تلك الزيادة وراء عدم قدرة المربين الصغار المتعاملين في حدود 5000 كتكوت للدورة على تربيتها في ظل عدم قدرتهم على تدبير تكاليف تبلغ نحو 500 ألف جنيه، في دورة تستمر 6 أسابيع.
تؤكد مصادر الغرفة أن كميات الأعلاف المفرج عنها من الموانئ خلال الأشهر الماضية بالكاد تكفي نحو 30% من احتياجات قطاع الدواجن
يرجع المربون ارتفاع الأسعار إلى عدم تنازل موردي الإعلاف والأدوية عن الأسعار القياسية التي وصلت إليها، في ظل مخاوفهم من تراجع قيمة الجنيه، وارتفاع الدولار في السوق السوداء إلى نحو 38 جنيها، وعدم وجود خطط واضحة أمام الحكومة للواردات من مستلزمات الإنتاج، بسبب شح الدولار.
بلغت الزيادة بسعر كيلوغرام الدواجن البيضاء 5 جنيهات، ليباع بنحو 65 جنيها، وارتفع طبق البيض الأبيض ليصل إلى الجمهور بأسعار تبدأ من 110 جنيهات والبلدي إلى 120 جنيها (الدولار = نحو 30.9 جنيهاً).
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
