أكد مصدر مسؤول في كلية الزراعة، جامعة المنوفية، وصول خطاب من المحافظة يخطر الكلية بصدور قرار من المحافظة بإخلاء أرض مزرعة الراهب البحثية التابعة للكلية والتي تقدر مساحتها بحوالي 55 فدانًا، وتسليمها للجهة المنوطة بها إقامة مشروع إسكان اجتماعي في المنطقة.
وأشار المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إلى أن كل من مجلسي الكلية والجامعة صعد الموضوع لكافة الجهات العليا، مؤكدين عدم إمكانية عمل الكلية من دون مزرعة بحثية، لافتًا إلى أنه من الأهمية بمكان وجود مزرعة بحثية في النطاق البيئي للكلية، وليس خارج هذا النطاق.
ومن جانبهم، عبر أعضاء هيئة التدريس بالكلية خلال الاجتماع الشهري الأخير لمجلس الكلية عن غضبهم من القرار، داعين إلى ضرورة التكاتف بين كيان الكلية من أساتذة وطلاب وموظفين للتصدي لمقترح تحويل المزرعة إلى مشروع إسكاني، متسائلين كيف تؤدي كلية عملية بحتة رسالتها التعليمية والبحثية من دون وجود مزرعة لها .
وتعتبر مزرعة الراهب بالمنوفية رابع مزرعة بحثية يصدر قرار بتحويل أراضيها من مسار البحث العلمي إلى مشاريع إسكانية خلال شهر واحد، بالرغم من أن محافظة المنوفية تمتلك ظهيرًا صحراويًا، فمنذ أيام مضت فوجئ الباحثون في محطة كفر حمام للبحوث الزراعية بالشرقية بلجان مساحية، لا تُعرف تبعيتها على وجه التحديد، لرفع إحداثيات أرض المحطة ومساحتها 36 فدانا، بهدف إنشاء عمارات سكنية، بحسب رد مسؤولي اللجان على تساؤلات باحثي المحطة .
وتكرر نفس الأمر في محطة بهتيم للبحوث الزراعية بمساحة 380 فداناً، إذ ذهبت لجنة من القوات المسلحة لرفع إحداثيات أرض المحطة، من دون علم القائمين عليها، لإدراجها ضمن مشروعات التطوير العقاري لمدينة شبرا الخيمة.
واستغاث أكثر من 100 فرد من العاملين بمحطة بحوث الدواجن بالإسكندرية، بعد ورود معلومات للمحطة بتحويلها ( 12 فدان) إلى منطقة سكنية.
وحذروا في بيان لهم من تحويل مسار المحطة، إذ إنها تحتفظ بغالبية التراكيب الوراثية لسلالات الدواجن والأرانب المنتشرة في ربوع مصر، بهدف الحفاظ عليها في صورتها النقية وإجراء التحسين الوراثي عليها باستمرار من أجل زيادة الدخل القومي.
ووصف وكيل أول وزارة سابق بوزارة الزراعة، في تصريحات خاصة سابقة لـ"العربي الجديد"، تحويل أراضي محطات البحوث الزراعية من أراض للبحث العلمي إلى مشاريع عقارية بمثابة "خيانة للوطن".
ويقول "لا أستبعد نظرية المؤامرة على الزراعة المصرية، بعد أن أسفرت جهود المراكز البحثية عن نجاحات في زيادة إنتاجية العديد من المحاصيل الاستراتيجية".