أفرجت السلطات المصرية سبيل رجل الأعمال صفوان ثابت ونجله سيف، بعد أكثر من عامين من الحبس الاحتياطي الانفرادي.
وثابت، الذي يبلغ من العمر 76 عاماً، هو مؤسس شركة "جُهينة" للصناعات الغذائية، أكبر شركة لمنتجات الألبان والعصائر في مصر، ويمتلك معظم أسهمها، وقد كان رئيسها التنفيذي.
وبحسب تغريدة ابنته مريم على حسابها في "تويتر"، فقد أخلي سبيل والدها الذي قضى في الحبس الاحتياطي عامين رفقة ابنه، منذ ديسمبر/ كانون الأول 2020، ووصل الاثنان إلى منزلهما قبل ساعات، ولم يتسن التحقق من حيثيات الإفراج عنه.
لكن مصادر من مجتمع الأعمال رجّحت أن يكون السبب هو سعي الحكومة للاستجابة لطلبات صندوق النقد الدولي بتحسين بيئة الأعمال، وطمأنة المستثمرين ومجتمع الأعمال للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بفعل قرارات وإجراءات جرت بحق رجال أعمال ومستثمرين مثل صلاح دياب، واضطرت بعضهم للهروب خارج البلاد ومنهم رجل الأعمال ممدوح حمزة.
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ
— Mariam Safwan Thabet (@mariamthabet) January 21, 2023
أستجاب الله الدعوات …
ابويا صفوان ثابت
وأخويا سيف الدين ثابت
معانا …
أقسمنا عليك يارب تفرجها على كل المظاليم عن قريب …
ربي لك الحمد والشكر حتى ترضى pic.twitter.com/q3uELDjd5q
— Mariam Safwan Thabet (@mariamthabet) January 21, 2023
وجرى حبس ثابت، مؤسس شركة جهينة للصناعات الغذائية، وابنه سيف (40 عاماً اعتقل في فبراير/ شباط 2021) على ذمة اتهامهما بمشاركة جماعة إرهابية، يقصد بها جماعة الإخوان المسلمين، في تحقيق أهدافها.
غير أنّ مراقبين ألمحوا إلى أنّ السبب الحقيقي وراء الاتهامات هو محاولة الضغط على صفوان ثابت للتنازل عن حصته في شركة جهينة، عملاق صناعة الألبان، لصالح "جهة ما".
وواجه الاثنان، صفوان وابنه سيف، اتهامات متعلقة بـ"مشاركة جماعة الإخوان الإرهابية، والانضمام إليها وإمدادها بالأموال لتحقيق أغراضها بتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على رجال القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما والمنشآت العامة والإضرار بالاقتصاد القومي للبلاد، والانضمام لجماعة إرهابية وتمويل أنشطتها بملايين الجنيهات، عبر ضخ أموال في حسابات قيادات بالجماعة، بالإضافة إلى تقديم مساعدات عينية تقدر قيمتها بملايين الجنيهات".
وبحسب مصادر مقربة من الأسرة، فقد بدت مظاهرة التعب والمرض على رجل الأعمال السبعيني نتاج ظروف حبسه غير اللائقة، وقد توفيت زوجته بهيرة الشاوي في فبراير/ شباط 2021 وهو في محبسه بعد فيديو قصير بثته على مواقع التواصل توضح فيه وضعه الصحي وما تتعرض له الأسرة من متاعب أثناء الزيارات.
وكانت محكمة جنايات أمن الدولة العليا قررت قبل أسابيع تجديد حبس رجل الأعمال صفوان ثابت 45 يوماً احتياطياً، عقب تجديد سابق شمل ثابت وابنه بالإضافة إلى رجل الأعمال سيد رجب السويركي، وخالد الأزهري، وزير القوى العاملة في حكومة هشام قنديل، على ذمة القضية المتهمين فيها بتمويل الإرهاب.
وتعود أزمة رجل الأعمال صفوان ثابت إلى عام 2015، عندما صدر خطاب رسمي من لجنة التحفظ على أموال الإخوان لإدارة البورصة بوقف أكواد شركته، وتجميد حصته وأسهمه في شركة جهينة للصناعات الغذائية.
كما تقرر التحفظ على أموال ثابت، على أن القرار لا يتضمن شركة جهينة ذاتها، نظراً لوجود مساهمين آخرين بل حصصه وممتلكاته وأمواله الشخصية السائلة والمنقولة.
ولاحقاً اعتقلت الأجهزة الأمنية سيف صفوان ثابت نجل رجل الأعمال من منزله، وكان يدير شركات جهينة مكان والده. وتعد "جهينة" واحدة من أكبر الشركات المنتجة للألبان والعصائر في مصر.
وقالت منظمة العفو الدولية، في سبتمبر/ أيلول 2021، إنّ السلطات المصرية تسيء استخدام قوانين مكافحة الإرهاب من أجل احتجاز رجل الأعمال البارز صفوان ثابت وابنه سيف الدين بشكل تعسفي، في ظروف ترقى إلى التعذيب، وذلك انتقاماً منهما لرفضهما تسليم أصول شركتهما.
وثابت من مواليد بلدة عرب جهينة التابعة لمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، وشغل العديد من المناصب خلال مسيرته الاقتصادية الحافلة، منها رئيس غرفة الصناعات الغذائية، ورئيس جمعية مستثمري أكتوبر، فضلاً عن امتلاكه العديد من المشروعات الزراعية والاستثمارية، ومنها شركة "جهينة" للصناعات الغذائية وشركة "6 أكتوبر للاستثمار العقاري".