أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الخميس في بيان أن البنك المركزي سيقوم بعمليات بيع الدولار الأميركي بسعر 12 ألف ليرة لبنانية للمصارف المشاركة على منصة "صيرفة Sayrafa".
واستناداً إلى ما تقدَّم، يُطلَب من المشاركين الراغبين بتسجيل جميع الطلبات على المنصة اعتباراً من يوم غد الجمعة لغاية نهار الثلاثاء 25 مايو الجاري شرط تسديد المبلغ المطلوب عند تسجيل الطلب بالليرة اللبنانية نقداً.
وسيتم بحسب البيان تسوية هذه العمليات نهار الخميس 27 مايو، وتدفع الدولارات الأميركية لدى المصارف المراسلة حصراً.
ويأتي اعلان حاكم مصرف لبنان في وقتٍ لامس فيه سعر صرف الدولار في السوق السوداء عتبة الـ13000 ليرة لبنانية، ويتراوح عند بعض الصرافين غير الشرعيين وغير المرخصين والجوّالين بين 12800 و12900 ليرة.
وتأخر إطلاق المنصّة لفترة طويلة وساد المشهد الغموض التام ولا سيما بعدما سرت أنباء عن إطلاقها الاثنين الماضي، قبل أن يتبيّن أن معظم المصارف اللبنانية ليست على دراية بها ولم يتم إبلاغها رسمياً بالأمر.
في حين، شدد أكثر من خبير اقتصادي على أنّ هذه المنصة لن تؤدي إلى انخفاض سعر صرف الدولار في السوق السوداء ولو أن مصرف لبنان اعتمد تسعيرة 12 ألف، لا بل من المرجح ارتفاع السعر في ظلّ غياب الاستقرار السياسي وزيادة حدّة التشنجات.
وتتزايد الاضطرابات في لبنان قبيل جلسة مرتقبة غداً في مجلس النواب التي دعا إليها رئيس البرلمان نبيه بري لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون التي فاقمت الخلاف والقطيعة بينه وبين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، والتي طالب خلالها عون النواب باتخاذ موقف من التأخير في تشكيل الحكومة أو إجراء أو قرار، بعدما حمّل فيها مسؤولية التعطيل للحريري، الذي بدوره ترك الردّ ليوم الجلسة.
إلى جانب ذلك، ربط الخبراء عدم نجاح المنصة بالتأخر في تشكيل الحكومة وتوقف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وعدم وجود أي برنامج إصلاحي شفاف يضع حداً للهدر والفساد ويعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان، ودعمه المالي النقدي للنهوض بالبلاد اقتصادياً.
من جهة ثانية، أقفل عدد من الصيدليات في بعض المناطق اللبنانية ولا سيما في المتن وجبل لبنان أبوابه اليوم احتجاجاً على آلية توزيع الأدوية "التي تتسم بالاستنسابية والتمييز واللاعدالة، وغياب السياسة الدوائية الشفافة ولجوء الشركات المستوردة للأدوية إلى التقنين في التسليم وتخزين البضائع بانتظار رفع دعم مصرف لبنان الدعم عنها لرفع أسعارها وتحقيق أرباح طائلة" وفق عدد من الصيادلة.
ويشكو الصيادلة من انقطاع أصناف كثيرة من الأدوية ويجدون أنفسهم عاجزين عن مساعدة المريض أو تلبية طلبه، وخصوصاً تلك التي ترتبط بأمراضٍ مزمنة لها علاقة بمشاكل القلب، السرطان، وكوفيد - 19 وغيرها إلى جانب تسجيل شحّ كبير في أدوية المهدئات والمضادة للتشنّج.
وبلغ مصرف لبنان مرحلة العجز عن الاستمرار في سياسة الدعم التي تتراوح ما بين 500 الى 600 مليون دولار أميركي شهرياً، وسنوياً ما بين 6 إلى 7 مليارات دولار، وذلك في ظلّ الانحدار المتواصل في احتياطي البنك المركزي بالعملة الصعبة الذي انخفض إلى ما دون 14 مليار دولار أميركي.