ذكرت صحيفة "فيدوموستي" الروسية، اليوم الأربعاء، أن مصرف "تشوجو" التجاري الصيني أخطر زبائنه بوقف المعاملات مع روسيا وجارتها بيلاروسيا التي تعد الحليفة الرئيسية لموسكو، وفق ما كشف عنه للصحيفة ثلاثة رجال أعمال وأكدته مصادر في دوائر أعمال ومستشارون ماليون.
وأخطر مديرون في البنك العملاء في الأسبوع الماضي، بوقف المعاملات مع جميع المنظمات الروسية أو البيلاروسية. وقال مالك إحدى الشركات: "نتيجة لذلك، فشلت عدة صفقات".
ومن اللافت أن "تشوجو" أصبح مركزاً رئيسًا لحسابات المستوردين الروس نظراً لموقعه الجغرافي، حيث يقع مقره في مدينة ييوو الصينية التي تعد إحدى أهم المراكز اللوجستية للصادرات الصينية إلى روسيا.
ويعني وقف التعاملات قبل حلول رأس السنة الصينية أنّ الانهيار اللوجستي يكاد يكون حتمياً، إذ لن يتسنى إخراج السلع حتى مارس/ آذار المقبل بسبب العطلة الرسمية من 10 وحتى 17 فبراير/ شباط الجاري.
وأشار أحد مصادر "فيدوموستي" إلى أنه في هذه الحالة، فإنّ إجراء الحسابات لا يعتمد على نظام الدفع، حيث لم يتم وقف الحسابات بواسطة منظومة "سويفت" العالمية فحسب، وإنما أيضاً النظامين الروسي لتحويل الرسائل المالية و"سيبس" الصيني.
وأضاف المصدر: "حتى إذا كانت حركة الأموال بواسطة منظومتي الدفع الوطنيتين غير مرئية للأميركيين أو الأوروبيين، فإن كل ذلك ظاهر بشكل واضح في التقارير التي قد يطلبها متعاملون غربيون من المصرف".
من جهته، أوضح رجل أعمال ينحدر من مدينة إيجيفسك الروسية لـ"فيدوموستي" وكان يشتري معدات من الصين، أنّ "تشوجو" أخطره بوقف الدفعات لطيف محدد من السلع المحظور إدخالها إلى روسيا بسبب العقوبات الغربية، ولكن بعد مرور عدة أسابيع، أخطره مدير بالبنك بالوقف الكامل للحسابات مع روسيا بصرف النظر عن المنتجات أو عملة الدفعات.
وكشف رجل الأعمال ذاته أن "تشوجو" ليس المصرف الوحيد الذي قيّد المعاملات المالية مع روسيا، إذ أغلقت واحدة من أكبر ثلاث مؤسسات مالية في الصين حسابه بعملة أجنبية مع الإبقاء على إمكانية إجراء التحويلات باليوان الصيني شريطة الإثبات أنّ المشتري لم يتعامل مع شخصيات وشركات خاضعة للعقوبات الغربية وأن المنتجات لن تستخدم لاحتياجات المجمع الدفاعي ولن تورد إلى شبه جزيرة القرم وهكذا.
وكان لاعبون بسوق المدفوعات قد شكوا في يناير/ كانون الثاني الماضي، من أنّ العديد من المصارف الصينية ترفض إجراء الحسابات بالدولار مع الشركات الروسية بعد فرض عقوبات أميركية جديدة على روسيا في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مع استمرار الحسابات بالروبل واليوان.