استمع إلى الملخص
- الشحنة تحتوي على أكثر من 100 ألف عبوة من عقار "Fortus"، وتم اتهام الشركة بوضع عبارة "صنع في إيطاليا" على منتج قادم من سان مارينو، رغم أن 63.5% من المواد الخام إيطالية.
- المحامي قدم وثائق تثبت أن عمليات التعبئة في سان مارينو لا تؤثر على صلاحية العلامة التجارية، ويعتزم الطعن في قرار المحكمة.
صادرت السلطات الإيطالية شحنة أدوية كانت موجهة للمتضررين من العدوان على غزة والحرب في سورية، بحجة مخالفة الشركة المنتجة معايير "صنع في إيطاليا"، ما اضطر الدفاع إلى اللجوء لمحكمة النقض. فقد قررت دائرة الجنايات بمحكمة استئناف رافينّا برئاسة القاضي بييرفيتّوريو فارينيللا بتاريخ 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، رفض طلب الاستئناف المقدم من شركة أدفانسد بيوميديكال للأدوية، ومقرها مدينة كالياري بجزيرة سردينيا، بشأن الإفراج عن شحنة أدوية كانت موجهة أساساً إلى لبنان ومنها كانت ستشحن وتسلم إلى بعض المنظمات الإنسانية لمؤازرة المدنيين المتضررين من الحرب في سورية، ويبدو أن النية كانت منعقدة لتسريب جزء منها أيضاً إلى غزة.
وكانت سلطات الجمارك في ميناء رافينّا، شمال شرقي إيطاليا، قد صادرت في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي شحنة تحتوي على أكثر من 100 ألف عبوة من عقار "Fortus" لالتهاب الحلق والكحة سعة 120 ملغ تزن أكثر من 19 طناً بقيمة 96 ألف يورو، واتهمت أدفانسد بيوميديكال بانتهاك قواعد "صنع في إيطاليا" من خلال وضع عبارة "صنع في إيطاليا" على منتج قادم من جمهورية سان مارينو.
وقد دارت الشكوك حول أن المنتج قد عُبئ في سان مارينو وانتهى به الأمر على أنه منتج إيطالي الصنع. ومن خلال تتبع سلسلة الإنتاج، تبين أن Fortus عقار مصنّع من قبل شركة أدفانسد بيوميديكال للأدوية وممثلها القانوني وأحد مالكيها هو هاني الرماحي، وهو صيدلي أردني فلسطيني حاصل على الجنسية الإيطالية. وهذا الأخير وجه نداءً إلى القضاة مشدداً على أن هدفه هو وصول هذه الأدوية إلى مناطق الحرب لصالح السكان الذين يحتاجون إليها لحماية أنفسهم من الغبار السام الناتج عن القنابل، وفقاً لما أوردته صحيفة "كورييري ديللا سيرا" الإيطالية.
وأمام محكمة الاستئناف في رافينا، طلب المحامي لوكا سانيو، ممثلاً الصيدلي السرديني، الإفراج عن الشحنة، وأودع شهادة الاستشاري البروفيسور سيلفيو لافانيا الأستاذ بكلية الصيدلة - جامعة روما، والذي استبعد "إمكانية أن يكون منشأ التركيبة الأساسية للعقار سان مارينو"، وهو البلد الذي نُفذ فيه الجزء المتبقي من عملية إنتاج العقار. وأضاف لافانيا أن بلد المنشأ "لتوليفة Fortus، التي تحتوي على 63.5% من مواد خام وسواغات ذات منشأ إيطالي ومصنعة" هو إذاً إيطاليا.
ووفقاً للوثائق التي قدمها المحامي، فقد أسندت أدفانسد بيوميديكال عملية تطوير العقار إلى شركة هيلث بروغرس ومقرها مدينة (تيرامو)، في حين نفذت عمليات محدودة خاصة بالتعبئة والتغليف في سان مارينو، بما لا يؤثر على صلاحية العلامة التجارية "صنع في إيطاليا". وإزاء قرار المحكمة المتقدم باستمرار مصادرة شحنة الأدوية، أعلن دفاع الشركة الإيطالية نيته التقدم بطعن أمام محكمة النقض.