مستثمرو الذهب يحتفلون بخفض الفائدة المنتظر بعد تلميحات الفيدرالي الأميركي

26 اغسطس 2024
‏إقبال على شراء سبائك الذهب للتحوط - بيروت 25 نوفمبر 2009 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **ارتفاع أسعار الذهب ودعم الفيدرالي الأمريكي**: شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا تجاوز 2500 دولار للأوقية، مدعومة بإعلان بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي استعداده لخفض أسعار الفائدة، مما أدى إلى انتعاش سوق الذهب.

- **أداء الذهب في النصف الأول من 2024**: أبهر الذهب الأسواق بأدائه المميز في النصف الأول من عام 2024، حيث سجل أرقامًا قياسية بفضل عمليات الشراء القوية من البنوك المركزية والمشتريات الآسيوية.

- **تزايد اهتمام المستثمرين وتوقعات مستقبلية**: شهدت الفترة الأخيرة تزايد اهتمام المستثمرين بشراء الذهب، مع توقعات بوصول سعر الذهب إلى 3000 دولار بحلول منتصف عام 2025، مدعومًا بالسياسات النقدية المرنة وزيادة التقلبات.

لا يبدو وقود قطار الذهب المنطلق إلى الشمال قريباً من النفاد، على الرغم من ارتفاع سعر المعدن النفيس إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار للأوقية، الأمر الذي دعا مستثمريه للاحتفال بعد إعلان بنك الاحتياط الفيدرالي مؤخراً استعداده للتحرك لضبط السياسات، في ما اعتبر أول إشارة مباشرة للبنك بالتوجه نحو بدء دورة جديدة لخفض الفائدة، ستكون الأولى منذ عام الجائحة.

وبالتزامن مع تجهيزات البنك الفيدرالي الأميركي للتحرك لتيسير السياسات، حظيت سوق الذهب بانتعاش جديد،  ‏بدعم من المحركات التقليدية، ممثلة في انخفاض العائدات التي تمثل تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الذهب، مع عودة المستثمرين الغربيين إلى السوق بعد انخفاض تكلفة الاقتراض لديهم. وقال جاي هاتفيلد، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات المالية Infrastructure Capital Advisors، الذي ‏راهن مؤخرًا على خيارات الذهب طويلة الأجل لأول مرة منذ سنوات لبلومبيرغ: "اعتقد الجميع أن بنك الاحتياط الفيدرالي سيكون آخر من يخفض أسعار الفائدة، لكنهم الآن يصطفون مع المنتظرين لتحركه". ‏وأشار إلى أن خطاب رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول، الذي وعد فيه بخفض أسعار الفائدة، لحظة فاصلة لسبائك الذهب.

الذهب من أفضل الاستثمارات في النصف الأول من 2024

ووسط ‏ارتفاع واضح فيه مستوى أغلب أنواع المخاطر، أبهر المعدن النفيس الأسواق بأدائه هذا العام، حيث سجل مجموعة من الأرقام القياسية التي ميزته باعتباره واحداً من أفضل أنواع الاستثمار بين السلع الأساسية الرئيسية. وجاء صعوده خلال النصف الأول من العام بفضل عمليات الشراء القوية من قبل البنوك المركزية، بالإضافة إلى المشتريات الآسيوية التي عوضت خسائر ارتفاع الدولار الأميركي، واستمرار ارتفاع عوائد سندات الخزانة، بالإضافة إلى التدفقات الخارجة من صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب. ويقول محللو بلومبيرغ إن هذه المحركات الثلاثة تعمل الآن لصالح الذهب.

وقال راجيف دي ميلو، مدير محافظ الاقتصاد الكلي العالمي في شركة غاما لإدارة الأصول، لبلومبيرغ، إن "تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب تتراجع. هذا الانخفاض السريع للغاية في العائدات الحقيقية وضعف الدولار بشكل عام يجعلانني سعيدًا جدًا باستخدام الذهب عملةً أخرى لبيع الدولار على المكشوف".

‏وخلال الفترة التي مضت من عام 2024، ارتفع الذهب في سوق التعاملات الفورية بأكثر من الخمس، حيث قالت بنوك، ومنها مجموعة غولدمان ساكس، قبل عدة أشهر، إن الأسعار لديها مجال للوصول إلى 2,700 دولار للأوقية. وبعد خريطة الطريق التي وضعها باول في ندوة جاكسون هول يوم الجمعة، تراجعت العائدات الحقيقية لسندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى لها منذ ديسمبر/كانون الأول، وهو ما يفيد حائزي الذهب الذين لا يحصلون على فائدة مقابل استثمارهم فيه.

‏وتزايد اهتمام المستثمرين الأفراد بشراء الذهب أو الصناديق المدعومة به، بعد أن كانت صناديق التحوط والمضاربون وحدهم في المراهنة على ارتفاع سعره، حيث بلغت مراكز شراء السبائك الصافية أعلى مستوى لها في أكثر من أربع سنوات، وفقًا لبيانات لجنة تداول السلع الآجلة. وكانت هناك أيضًا علامات على انتعاش الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، حيث توسعت الحيازات في أسهمها لمدة ثمانية أسابيع متتالية، وهي أطول فترة تدفقات منذ منتصف عام 2020.

وتقول بلومبيرغ إنه من المؤكد أنه حتى مع ترحيب المستثمرين الغربيين بالمعدن، فقد تكون الأسعار عرضة لضعف الاستهلاك في آسيا، حيث أضرت الأسعار المرتفعة بالطلب، كما أوقف البنك المركزي الصيني مؤخرًا مشترياته الشهرية، ما أدى إلى إضعاف اثنين من الركائز التي ساعدت في رفع الذهب في النصف الأول. وفي الوقت الحالي، ترى مجموعة "سيتي غروب" أن التدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة ستتوسع "بشكل كبير" خلال فترة ستة إلى 12 شهرًا، "مع تعزيز الطلب من خلال السياسة النقدية الأكثر مرونة، فضلاً عن زيادة محتملة في التقلبات، وسط مخاطر الركود". وقال البنك في مذكرة قبل خطاب باول إن الذهب قد يصل إلى ثلاثة آلاف دولار بحلول منتصف عام 2025. وبلغ سعر الذهب الفوري قبل بدء ساعات العمل الرسمية في بورصة نيويورك 2,557 دولارًا للأوقية، وهو ما كان قريباً جداً من أعلى مستوياته على الإطلاق.

‏ويرى محللون أن السوق يمكنها أن تتوقع تدفقات كبيرة من صناديق الاستثمار المتداولة، بالإضافة إلى الطلب المستمر من المضاربين، عندما يقوم بنك الاحتياط الفيدرالي بالفعل بخفض أسعار الفائدة لأول مرة، في الثامن عشر من شهر سبتمبر/ أيلول، وفقًا لمجموعة "يو بي إس" المصرفية. وتتوقع "يو بي إس" أن تكون الأسعار عند 2,600 دولار للربع الأخير من عام 2024. وقال واين جوردون، استراتيجي السلع الأساسية في قطاع إدارة الثروات في البنك في مذكرة، إن المخاطر الجيوسياسية المتزايدة من شأنها أيضًا أن ترفع الطلب على أدوات التحوط في المحافظ.

وقال ريان ماكنتاير، الشريك الإداري في Sprott Inc، وهي شركة مقرها تورنتو تعمل فيه إدارة المعادن النفيسة والمعادن الأساسية بأصول تبلغ 31.1 مليار دولار تحت الإدارة، في مذكرة: "من الجدير بالملاحظة حقًا أن الناس بدأوا بالفعل في الانتقال إلى جانب صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب المادي الآن. سيكون الشراء من خلال صناديق الاستثمار المتداولة جزءًا كبيرًا من قصة الذهب".

المساهمون