مسافة السكة في اليمن

10 أكتوبر 2014
5.6 مليار دولار إيرادات قناة السويس سنويا (أرشيف/Getty)
+ الخط -
لو كان الأمر مجرد "مسافة السكة " كما قال، فلماذا لم يفعلها ويتحرك حماية للأمن القومي المصري الذي بات مهددا من ناحية الجنوب الشرقي، وحماية كذلك لقناة السويس، أهم ممر مائي في العالم، والتي تدر على مصر نحو 10% من إيراداتها الأجنبية، وبما يعادل 5.6 مليار دولار سنوياً.
المشير السيسي يتحرك شرقاً وغرباً لدعم مشروع خنق الثورات العربية، خاصة في ليبيا وتونس والعراق وسورية، ولا يتحرك جنوبا نحو اليمن، رغم أن التحرك الأخير هو الأخطر ويجب أن يشكل أولوية قصوى لدى النظام، خاصة وأن هناك خطراً اسمه "الحوثيون" يسعى إلى السيطرة على باب المندب ومدخل البحر الأحمر وخليج عدن كما قالت مصادر عسكرية يمنية أمس، والتي أكدت أيضا أن مسلحين من الجماعة في طريقهم إلى المضيق، وأن التحرك الحوثي ما هو إلا مرحلة أولى في طريق توسيع سيطرتهم على طول ساحل البحر الأحمر وحتى باب المندب.
السيسي يدعم قوات خليفة حفتر بهدف إجهاض الثورة الليبية ودعم الانقلاب هناك، والسيسي أعلن دعمه نظام نور المالكي العنصري المتطرف قبل الإطاحة به من حكم العراق، وأعلن أيضا دعم الحرب على داعش.
وفي المقابل يغض المشير الطرف عن أبرز تهديد للأمن القومي المصري والعربي، وهو التهديد الذي تشكله جماعة الحوثي، فالحوثيون، ومن ورائهم إيران، باتوا يهددون مضيق باب المندب مدخل قناة السويس الجنوبي، مستغلين انتشار حالة الانفلات الأمني في اليمن، وفي حال سيطرة الحوثي على باب المندب، فإن ذلك يشكل تهديداً خطيرا للأمن القومي المصري ولقناة السويس وتوسعاتها الجديدة البالغة استثماراتها 62 مليار جنيه.
ويبقى السؤال: هل يتحرك النظام المصري لحماية قناة السويس؟ أم يكتفي بتصريحات مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس التي قال فيها إن وصول الحوثيين إلى حكم اليمن لن يؤثر على مسار الملاحة في القناة، وإن القوى العالمية لن تسمح بذلك، إذا كان الحوثيون يسيطرون على اليمن، فهل خنق التجارة في البحر الأحمر ومضايقة مصر تنفيذا لتعليمات النظام الإيراني ستكون مهمة صعبة؟
المساهمون