مريض يستنجد بميت

07 ابريل 2015
الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس (أرشيف/الأناضول)
+ الخط -

المريض هنا هي اليونان التي قاربت على الإفلاس، أو على الأقل التوقف عن سداد مرتبات موظفيها ومستحقات الدائنين الدوليين وعلي رأسهم دول الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، أما الميت فهي روسيا التي تعاني من مشاكل اقتصادية حادة، بسبب تهاوي أسعار النفط، والعقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة عليها عقاباً لها على موقفها من أزمة أوكرانيا، كما تعاني أيضاً من هروب مستمر للاستثمارات الأجنبية، وتراجع حاد في الاحتياطي الأجنبي، وتهاوي في سعر الروبل أمام الدولار، وارتفاع متواصل في الأسعار خاصة السلع الرئيسية.

ويبدو أن المريض (اليونان) الذي قارب على الخروج من منظومة اليورو في حال عدم حصوله على مساعدات عاجلة قيمتها 7.9 مليارات دولار تمكنه من سداد التزاماته الخارجية، بات يستنجد بروسيا الميتة إكلينيكياً، أو على الأقل بات يستنجد بمريض في العناية المركزة يعاني من غيبوبة حادة أو انسداد في شرايين القلب، والنتيجة جنازة كبيرة للاثنين معاً.

اليوم الأربعاء يلتقي رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس بالرئيس الروسي الروسي فلاديمير بوتين بموسكو ليطلب منه دعماً مالياً وسياسياً ومساعدته في التصدي للضغوط الشديدة التي تمارسها دول الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتها ألمانيا، ضد أثينا عقاباً لها على تلويحها بالتوقف عن تنفيذ خطة التقشف المالي التي أقرت في العام 2012 مقابل مساعدات وقروض مالية بقيمة 130 مليار يورو، وبالطبع فإن بوتين سيقول لضيفه تسيبراس "الله يحنن عليك" أو ما باليد حيلة.

لن تكون هذه هي صدمة تسيبراس الوحيدة هذه الأيام، فقد تعرض الرجل أيضاً لصدمة أخرى، أمس الثلاثاء، حينما دعا مساعد وزير الخزانة الأميركي اليونان إلى الالتزام بوضع برنامج إصلاحات اقتصادية يستحق موافقة دائنيه، وبهذا التصريح تكون أميركا تخلت عن اليونان بعد أن ورطت تسيبراس نهاية العام الماضي وقبيل اجراء الانتخابات اليونانية حينما أيدت خطته بإنهاء سياسة التقشف المالي ورفع الحد الأدنى للأجور وحل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

الغريب أن حكومة اليونان بدأت أمس أيضاً مسلسل البحث فى دفاترها القديمة مواصلة سياسة خداع اليونانيين، فقد تفتق ذهنها عن حيلة قالت إنها ستدر عليها مئات المليارات من الدولارات في غمضة عين، والحيلة جاءت علي لسان نائب وزير المالية اليوناني ديمتريس مارداس الذي قال إن ألمانيا تتحمل ديناً لبلاده بنحو 279 مليار يورو (305 مليارات دولار) كتعويض عن الاحتلال النازي لليونان في الماضي.

النتيجة لكل ما يجري أن رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس بات في مهب الريح بعد أن أدرك اليونانيون أنه خدعهم وتاجر بأحلامهم وآلامهم للقفز على السلطة، وأن حكومة تسيبراس ستنفذ خطة التقشف المالي التي أقرتها اليونان فى العام 2012 مقابل الحصول علي قروض بقيمة 130 مليار يورو من الدائنين الدوليين، لأن البديل مر وهو خروج بلاده من دول منطقة اليورو أو اعلان إفلاسها.

اقرأ أيضأ:
قمة اللحظات الأخيرة بين بوتين وتسيبراس لإنقاذ اليونان

المساهمون