مخاوف من قيود على تدفقات المغتربين المغاربة

29 يونيو 2024
مطار محمد الخامس الدولي في المغرب، 7 فبراير 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- المغرب يراقب بقلق صعود اليمين المتطرف في أوروبا، خاصة في فرنسا، وتأثيره المحتمل على المغتربين المغاربة الذين يساهمون في دعم اقتصاد البلاد من خلال تحويلاتهم المالية.
- إنييغو موري من منظمة "ريميساس" يحذر من تجارب سابقة مثل في إيطاليا حيث فرض اليمين المتطرف ضرائب تستهدف تحويلات المغتربين، مما ينذر بتأثيرات سلبية على المغرب.
- تشديد القوانين الأوروبية على المصارف غير الأوروبية، بما فيها المغربية، يهدد بتقييد قدرتها على خدمة المغتربين في أوروبا، مما يثير مخاوف من تأثيرات سلبية على الاقتصاد المغربي والمغتربين.

يراقب المغرب صعود اليمين المتطرف في أوروبا، وخاصة في فرنسا، لما قد يكون لذلك من تأثيرات محتملة على المغتربين المغاربة الذي يدعمون رصيد العملة الصعبة للمملكة، التي تنشغل كذلك بالقيود التي قد تحد أكثر من نشاط المصارف المغربية بأوروبا.

ويلاحظ إنييغو موري، مؤسس منظمة "ريميساس"، التي تعني بتحويلات المهاجرين، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن اليمين المتطرف سبق له أن سعى إلى تقييد التحويلات في إيطاليا. ويسجل أن إيطاليا سنت ضريبة تصيب تحويلات المغتربين في عهد اليمين المتطرف، ملاحظا أن تلك الضريبة اتخذت طابعا عنصريا، على اعتبار أنها تستهدف فقط تحويلات المغتربين من خارج أوروبا.

ويعبر عن تخوفه من أن تلتقي إرادات اليمين الصاعد في فرنسا وهولندا وإيطاليا على تشديد القيود على التحويلات التي يراهن عليها بلد مثل المغرب من أجل دعم رصيده من العملة الصعبة وتوفير إيرادات لأسر المغتربين.

هذا الانشغال يعبر عنه محافظ البنك المركزي، عبد اللطيف الجواهري، الذي يلاحظ في تصريح، بمناسبة انعقاد اجتماع مجلس البنك، أن الاتحاد الأوروبي أعاد النظر بعد خروج بريطانيا من الاتحاد في التشريع الخاص بحضور المصارف غير الأوروبية على الأراضي الأوروبية.

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي كان يستهدف إنكلترا، على اعتبار أنه يريد تقييد نشاط مصارفها، غير أن ذلك مس المصارف المغربية ذات الحضور في أوروبا.

تأثيرات على المغتربين المغاربة

ويهدف المشروع الأوروبي إلى منع المصارف الأجنبية غير المستقرة بالاتحاد الأوروبي من توفير خدماتها عبر فروعها مباشرة للعملاء المغتربين المقيمين بأحد البلدان الأوروبية، علما أن المغرب لديه فروع لمصارفه ببلدان أوروبية، نظرا لتركز أغلب المغتربين في القارة العجوز.

ليست هذه المرة الأولى التي يتناول فيها محافظ البنك المركزي هذا الموضوع، الذي يثير مخاوف مع صعود اليمين المتطرف. فقد سبق للجواهري، أن سجل في مناسبة سابقة أن المصارف المغربية التي تواكب المغتربين في أوروبا تواجه تشديدا غير مسبوق لشروط ممارسة نشاطها.

ويقدّر عدد المغتربين المغاربة بحوالي 5 ملايين شخص، يقيم 85% منهم في أوروبا، خاصة في فرنسا التي تحتضن حوالي 1.5 مليون مغترب، بينما يتوزع الباقي بين الولايات المتحدة وكندا وبلدان عربية. وتأتي الرغبة في الدفاع عن التدفقات المالية التي يوفرها المغتربين من كون التحويلات تساهم في تعزيز الودائع لدى المصارف بالمغرب، ما يمنحها إمكانيات مالية لتوفير القروض للأسر والاستثمارات.

المساهمون