رفعت مخابز المغرب سعر الخبز متذرعة بارتفاع أسعار القمح والحبوب في الأسواق الدولية، وهو ما أثار غضب المستهلكين خاصة مع ضعف القدرة الشرائية للمواطن على خلفية الزيادات الأخيرة في أسعار معظم السلع. وشهدت أسعار الخبز المصنوع من دقيق القمح الصلب صعوداً ما بين 10% و20%، علما أن أسعار ذلك الصنف من الخبز تخضع لقانون العرض والطلب.
فيما سجلت المتاجر زيادة بنحو 3 دراهم في أسعار الكيلوغرام الواحد من الدقيق المستخرج من القمح الصلب، ولم تسلم المعجنات والسميد الذي يستعمل في توفير الكسكس من الزيادة، نتيجة اعتمادها على هذا النوع من القمح. ولم تسلم موازنة الأسر المغربية من ارتفاع أسعار القمح الصلب في السوق الدولية، حيث ظهرت آثار ذلك على أسعار الخبز، بينما صمدت أسعار الخبز المعد من القمح اللين أمام ارتفاع الأسعار العالمي، وذلك نتيجة الدعم الذي توفره الدولة.
ويؤكد حسين أزاز رئيس الفيدرالية الوطنية لأرباب المخابز والحلويات، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الأسعار التي زادت في الفترة الأخيرة بالنسبة للخبز المعد من القمح الصلب، لها علاقة بالزيادة التي شهدتها الأسعار في السوق الدولية. ويؤكد أزاز على أن الزيادة في أسعار الخبز والمعجنات والسميد التي تستعمل في إعداد الكسكس، لم تطاول الخبز الذي يزن 160 غراما والمحدد سعره في حدود 1.20 درهم، وهو السعر الذي تدعمه الدولة عبر صندوق المقاصة.
وينتظر أن يصل دعم الدقيق الذي يعد من القمح اللين، عبر صندوق المقاصة في العام الحالي إلى 140 مليار درهم، والقمح اللين المستورد إلى 43 مليون دولار، علما أن الدعم المخصص للدقيق والسكر وغاز الطهو حدد عند 1.8 مليار دولار.
وظلت فاتورة واردات المغرب من القمح في السبعة أشهر الأولى من العام الحالي، ضمن الحدود التي بلغتها في الفترة نفسها من العام الماضي، حيث استقرت عند 860 مليون دولار.
غير أن عدم ارتفاع الفاتورة لا يعكس كميات الواردات ذاتها، فقد قفزت في يوليو/ تموز إلى 3.46 ملايين قنطار، مقابل 3 ملايين في الفترة ذاتها من العام الماضي، حسب بيانات مكتب الصرف المغربي.
وكانت دراسة للمندوبية السامية للتخطيط، توقعت أن يستمر استيراد الحبوب في أفق 2025، حيث ستصل نسبة الإمدادات من الأسواق الأجنبية إلى 43%، فيما ستصل إلى 26% بالنسبة للزيوت و65% عندما يتعلق الأمر بالسكر.
ويشير أزار إلى أن ارتفاع الأسعار مرده، بشكل خاص، إلى تراجع إنتاج كندا من القمح الصلب في العام الحالي، في مقابل تأثر محصول أوروبا بالظروف المناخية، وهو تراجع يأتي في ظل زيادة الطلب، خاصة من الصين.
وتشير تقارير دولية إلى أن الطقس أثر على محصول القمح الصلب، فقد تراجع إنتاج كندا بسبب الجفاف بنسبة 30%، فيما انخفضت التساقطات المطرية ما أدى إلى تراجع جودة القمح الأوروبي، وتوقعت روسيا محصولاً في حدود 72 مليون طن، بعدما كانت تتوقع 85 مليوناً.
ولم يخف المهنيون في قطاع الصناعات الغذائية عبر العالم قلقهم من هذه الوضعية، حيث سيجدون أنفسهم مضطرين إلى الزيادة في أسعار السميد والمعجنات التي تصنع من القمح الصلب. ويأتي ارتفاع أسعار الخبز المصنوع من القمح الصلب والمعجنات والسميد في المغرب، ضمن زيادات أخرى تشهدها العديد من السلع والمواد الأولية، ما دفع الجامعة المغربية للدفاع عن المستهلك، إلى التعبير عن أملها في إحداث وزارة ضمن الحكومة المقبلة تعنى بحماية المستهلك.