أعرب الملياردير المثير للجدل، وأحد الشركاء المؤسسين لبرنامج الدردشة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ChatGPT، إيلون ماسك، عن قلقه من التقنية الناشئة، مشيراً إلى تطورها المذهل خلال الفترة الأخيرة، "حتى إنها أصبحت شيئاً يجب أن نقلق جميعًا بشأنه"، وفقاً لتعبيره.
وقال ماسك للحاضرين في "القمة العالمية للحكومات" المنعقدة حالياً في دبي: "إن أحد أكبر المخاطر على مستقبل الحضارة هو الذكاء الاصطناعي"، مؤكداً أنه "سواء كانت تلك التكنولوجيا إيجابية أو سلبية، وبغضّ النظر عن كونها واعدة وذات قدرة كبيرة، إلا أنها في ذات الوقت تأتي بخطر كبير".
وشارك ماسك في تأسيس الشركة الناشئة التي طورت ChatGPT، والتي يطلق عليها اسم "أداة الذكاء الاصطناعي التوليدية"، التي تعرض إجابات شديدة الشبه بإجابات البشر للأسئلة التي تطرح عليها.
ويعد برنامج ChatGPT واحداً من أكثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي تقدماً، وهو مزود بنموذج لغوي كبير، يسمى GPT-3، جرت برمجته لفهم لغة الإنسان، وتكوين ردود مبنية على مجموعات هائلة من المعلومات.
ووفقاً لماسك، فإن ChatGPT "أوضح للناس مدى تقدم الذكاء الاصطناعي"، حيث طُوِّر منذ فترة، إلا أنه لم يكن يحتوي على واجهة مستخدم، يمكن لمعظم الناس الوصول إليها، وهو ما وفره ChatGPT أخيراً".
ويقول ماسك: "بينما تلتزم السيارات والطائرات والأدوية معايير السلامة التي تفرضها السلطات التنظيمية، فإن هذا النوع الجديد من الذكاء الاصطناعي ليس له أية معايير أو قواعد تبقيه تحت السيطرة".
ويؤكد ماسك أننا بحاجة لتنظيم سلامة الذكاء الاصطناعي، "لأنه يمثل خطراً على المجتمع أكثر مما تفعل السيارات والطائرات والأدوية". ورغم اعترافه بأن هذا التنظيم قد يبطئ من عمل الذكاء الاصطناعي، "إلا أنه أمر في غاية الأهمية".
وحذر الملياردير المشاغب مراراً من أخطار الذكاء الاصطناعي، مؤكداً، في مرة سابقة، أنها أكبر بكثير من خطورة الرؤوس النووية.
وكان ماسك قد ترك مجلس إدارة الشركة OpenAl، صاحبة البرنامج الشهير، في عام 2018، ولم يعد يمتلك حصة في الشركة.
وبيّن ماسك أن قراره بتأسيس الشركة يرجع بالأساس إلى عدم اهتمام ألفابيت، صاحبة محرك البحث الشهير غوغل، بـ"سلامة الذكاء الاصطناعي".
وأدى صعود ChatGPT إلى معركة محتدمة بينه وبين عملاق البحث على الإنترنت، ومايكروسوفت Microsoft، التي أعلنت استثمارها مليارات الدولارات في OpenAI، ودمجت برامجها في متصفح الويب Bing مع تلك الأداة الجديدة.
فيما ردت غوغل على ChatGPT بتقديم أداتها المنافسة، المسماة بارد Bard، والتي سبّبت خسارة تجاوزت 160 مليار دولار من القيمة السوقية لغوغل، في يومين فقط، بسبب خطأ في إجابة أحد الأسئلة، في إعلان مبكر عن خدماتها، طُرح في الأسواق الأسبوع الماضي.