قال مصطفى قدارة، مدير الإدارة التجارية في وزارة الاقتصاد بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، إنه تقرر وضع سعر استرشادي للحوم في الأسواق، كتدخّل حكومي لمواجهة الغلاء، بعدما سجلت هذه السلعة ارتفاعات لافتة خلال الأيام الماضية.
وأوضح قدارة، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أنه سيتم إعلام المواطن بالأسعار بشكل دوري، بغرض السيطرة على الأسعار في الأسوق، لا سيما قبيل شهر رمضان (يحل في الأسبوع الأخير من مارس/آذار الجاري)، لافتا إلى وجود تفاوت كبير في سعر السلعة بين تاجر وآخر. وتوقع أن تؤدي التسعيرة الاسترشادية إلى خفض أسعار اللحوم في السوق بنحو 20%.
ووصل سعر لحم الخروف الوطني إلى 70 دينارا (ما يعادل 14.4 دولارا) للكيلوغرام، فيما بلغ سعر لحم البقر المستورد 58 ديناراً للكيلوغرام ولحم الإبل 60 ديناراً.
وفي سياق متصل، قالت وزارة الاقتصاد في بيان، إنها تتابع مع مربي وموردي الحيوانات الحية واللحوم المجمدة عمليات التوريد للأسواق، للوقوف على المشاكل والعراقيل التي تواجههم، مع دراسة فتح ساحات جديدة للتوريد المباشر تلبية للطلب في السوق المحلي.
وفي سوق اللحوم بمنطقة أبو ستة بسوق الجمعة في العاصمة طرابلس، قال عز الدين القمودي، صاحب محل لبيع اللحوم، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الكثير من المواطنين لجأوا إلى شراء الدواجن بدلاً من اللحوم الحمراء بسبب ارتفاع أسعارها، مشيرا إلى أن الغلاء تسبب في ضعف الإقبال على لحوم الأبقار، خاصة في ظل ضعف القدرات الشرائية للكثيرين.
واستوردت ليبيا بنحو 158 مليون دولار من اللحوم الحمراء من الأبقار والإبل والمجمدة، لتغطية متطلبات السوق المحلي خلال عام 2022. وقال محمد الدرناوي، بائع مواش ويدير محال لبيع اللحوم في ضواحي العاصمة، إن ارتفاع الأسعار يرجع إلى قفزات سعر الدولار أمام الدينار.
ورأى المختص في الاقتصاد الزراعي علي بن طاهر، أن استهلاك الليبيين من اللحوم الحمراء سجل تراجعا منذ العام الماضي، مشيرا إلى أن عدم قدرة الأسر على توفير سلة غذائية متكاملة يدل على ارتفاع معدلات الفقر في البلاد، حيث تراجع نصيب الفرد إلى 20 غراما في اليوم (ما يعادل 7.2 كيلوغرامات سنوياً)، بينما كان متوسط استهلاك الفرد يبلغ 33.5 كيلوغراما سنويا خلال عام 2016.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
