لولا دا سيلفا... هل يعود بطل الفقراء إلى رئاسة البرازيل؟

20 سبتمبر 2022
لولا دا سيلفا (Getty)
+ الخط -

لم يخض الرئيس السابق للبرازيل لويز إنياسيو لولا دا سيلفا، الذي ترشحه استطلاعات الرأي للعودة إلى القصر الرئاسي في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في تفاصيل برنامجه الاقتصادي، ولم يكشف عن اسم من سيتولى حقيبة المالية في حال الفوز في الانتخابات الرئاسية.

يعود دا سيلفا إلى المشهد، بينما كان قد غادر الرئاسة قبل 12 عاماً، وتقرر حرمانه من الترشح للرئاسة لمدة أربع سنوات، بعد أن تعرّض للسجن في 2018 في قضية رشوة كبرى، لكن تبرئة القضاء له في مارس/آذار 2021 بعد نحو 18 شهرا قضاها خلف القضبان، منحه الحق في استعادة حقوقه السياسية، وكرسه زعيما للمعارضة كقائد عمالي، إذ يرى كثيرون أنه الوحيد الذي يمكنه هزم الرئيس الحالي جايير بولسونارو.

يركز دا سيلفا على الوضعية الاجتماعية الصعبة، عبر التحذير من عودة الجوع، مشددا على أنه ليس مستساغا أن يكون هناك 33 مليون شخص يعانون من الجوع في ثالث أكبر بلد منتج للغذاء في العالم. ويتعهد بأنه سيعود من أجل إعادة الأمور إلى نصابها وتوفير فرص العمل.

رأى دا سيلفا، النور قبل 76 عاماً في عائلة من المزارعين الفقراء. هاجرت العائلة إلى ساو باولو، هربا من الفقر، وعرف الجوع صغيراً ما دفعه إلى العمل في مصنع للصلب في سن 14 عاماً، ما دعاه إلى السعي لجعل محاربة العوز مركز انشغاله في مساره السياسي.

رفع شعار "صفر جوع" الذي يضمن الولوج إلى السلع الغذائية الأساسية. وشرع في الدفاع عن العمال، اعتباراً من عام 1968. وتمتع دا سيلفا الذي أضحى زعيما عمالياً بكاريزما كبيرة، وأسس في ظل الديكتاتورية الحزب العمالي بمعية نقابيين ومثقفين ومناضلين من اليسار المسيحي.

تولى أمر بلده على مدى ولايتين بين 2003 و2010، حيث غادر الرئاسة، في وقت كان يتمتع في استطلاعات الرأي بدعم 80% من المستجوبين. فقد عمل على توفير فرص العمل، وتحسين الخدمات العمومية، وإخراج الملايين من الفقر والارتقاء ببعضهم إلى مصاف الطبقة المتوسطة.

جاء ذلك بعدما تبنى سياسة تقوم على استعادة الثقة، التي جذبت المستثمرين والنمو الذي ساعده عليه كذلك الظرفية الدولية، إذ اجتذب البلد أنظار العالم بعد أن أقرض صندوق النقد الدولي في يونيو/حزيران 2009 حوالي 10 مليارات دولار.

عند سؤاله اليوم عن الطريقة التي سيمول بها المساعدات الاجتماعية في العام المقبل دون المساس بالتوازنات الموازنية، إذا ما انتخب رئيسا للبرازيل، يجيب بأنه يجب الوثوق به، قائلا: "لا يوجد شخص في هذا العالم يمكنه أن يعطي الدليل على مسؤولية موازنية مثلي".

يقول: "تعلمت مع اقتصاديين لهم تجربة كبيرة، ولا يجب قول كل ما نريد فعله في مجال الاقتصاد"، غير أنه يؤكد على أنه مستعد للتعاطي مع التحديات الاقتصادية، رغم اعتباره أن الوضعية الاقتصادية والاجتماعية أفدح مما كانت عليه في 2003 عندما تولى أمر بلده.

غير أن دا سيلفا يقول: "بالنسبة لي، تولي أمر البرازيل في ظل تضخم مرتفع ليس أمراً جديداً، وكذلك الأمر مع معدلات فائدة مرتفعة ومعدل بطالة مرتفع.. لم أشهد ذلك في الماضي".

ينتقد بشدة تراجع التصنيع في العقد الأخير، ملتزما في الوقت نفسه بإطلاق مشاريع عمومية كبيرة، من أجل إعطاء دفعة قوية للاقتصاد. كما يراهن على الاستثمارات الأجنبية، لكن دون بيع الشركات المملوكة للدولة. فقد انتقد خصخصة شركة الكهرباء "اليتروبراس"، وعارض مشروع الرئيس الحالي الرامي إلى خصخصة عملاق البترول بتروبراس. يشدد كذلك على أنه لا يمكن ربط شراكات مع مستثمرين أجانب، إذا لم يكن لدى الناس أموال من أجل الاستهلاك.

عوّل دا سليفا على دعم الأحزاب والفئات الاجتماعية التي تعاني من سياسة الرئيس الحالي بولسونارو، الذي يشبّهه البعض بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

المساهمون