قال محللون إن القرار الأخير بقبول عضوية إثيوبيا ومصر في كتلة "بريكس" الموسعة للاقتصادات النامية قد يساعد الصين على توسيع نفوذها الاقتصادي في أفريقيا، حيث يُعد البلدان من بين أكثر الدول الأفريقية اكتظاظاً بالسكان في شمال أفريقيا والقرن الأفريقي، كما يتمتعان بعلاقات وثيقة تاريخياً مع بكين. ومعروف أن بكين ترغب في زيادة نفوذها في الممرات المائية الأفريقية. وتستهدف الصين من توسع "بريكس" تعزيز نفوذها في ثلاثة مسارات رئيسية، هي المعادن والطاقة والأسواق.
في هذا الصدد نقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصينية الصادرة في هونغ كونغ، اليوم الأحد، عن الخبير بمركز السياسة الدولية والمقارنة بجامعة ستيلينبوش بجنوب أفريقيا، تيم زاجونتز، قوله: "إن إثيوبيا قوة كبرى في القرن الأفريقي، وتسيطر مصر على أحد أهم الممرات البحرية في العالم".
وأضاف: "كلاهما أيضًا من المؤيدين بقوة لمبادرة الحزام والطريق، وقد حصلا على استثمارات واسعة النطاق من الصين، بما في ذلك المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مصر والعاصمة الجديدة خارج القاهرة التي تُعرف بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وحسب التقرير، في إثيوبيا، مولت الصين بناء خط السكة الحديد بين أديس أبابا وجيبوتي بقيمة 4.5 مليارات دولار أميركي، واستثمرت الشركات الصينية بكثافة في الصناعات التحويلية الخفيفة في البلاد. وفي القرن الأفريقي أقامت الصين أول قاعدة عسكرية لها في الخارج، في جيبوتي المجاورة، وعينت العام الماضي مبعوثا خاصاً للمساعدة في التوسط في السلام في دول مختلفة في أفريقيا من بينها السودان والصومال.
وقال زاجونتز، إن انضمام مصر وإثيوبيا إلى الكتلة الشهر الماضي، مع توسعها إلى ما هو أبعد من عضويتها الأساسية السابقة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، كان أمراً "تهتم به الصين بشدة" في ظل المنافسة مع واشنطن.
وأضاف: "من وجهة نظر جيوسياسية، فإن عضوية مصر وإثيوبيا في بريكس تعزز نفوذ الصين في هذا الجزء من العالم". وقال زاجونتز، وهو أيضًا محاضر في العلاقات الدولية بجامعة دريسدن للتكنولوجيا بألمانيا، إن انضمام مثل هذه الدول المؤثرة إقليميًا والمكتظة بالسكان إلى "بريكس" سيعزز مطالب الكتلة بإجراء تغييرات جوهرية في الحوكمة العالمية.
من جانبه قال الخبير علي خان ساتشو، المحلل الاقتصادي لمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إن إثيوبيا كانت مناسبة بشكل طبيعي بسبب علاقاتها مع روسيا والصين وجنوب أفريقيا.
في ذات الشأن، قال أستاذ الشؤون العالمية الإثيوبي بجامعة دوشيشا في اليابان، سيف الدين آدم: "ليس هناك شك في أن الصين كانت وراء مبادرة دعوة إثيوبيا ومصر للانضمام إلى بريكس. فمن ناحية، تتفهم الصين مكانة إثيوبيا ورمزيتها باعتبارها رمزاً لعموم أفريقيا.. ومن ناحية أخرى فإن الصين تقدر حقيقة أن مصر كانت أول دولة في أفريقيا أقامت معها علاقات دبلوماسية".
وقال آدم: "إن طريقة عمل بريكس، باعتبارها مجموعة موجهة نحو المستقبل، هي الشمولية والتنوع.. وبالتالي من خلال دعوة إثيوبيا، أرادت بريكس إرسال رسالة مفادها أنها تركز على تنويع كبير في عضويتها". وفي ذات الصدد، قال ساتشو: "كانت مصر حليفاً لروسيا، ونظراً لعدد سكانها الكبير وقربها من اقتصاد البحر الأبيض المتوسط وسيطرتها على قناة السويس المهمة، كان ضمها مهماً لمجموعة بريكس".