لبنان: وزارة الصحة ترشد دعم أدوية الأمراض المزمنة

09 نوفمبر 2021
وزير الصحة اللبناني: الأدوية باهظة الثمن ستحافظ على حوالي 65% من الدعم (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلن وزير الصحة اللبناني فراس أبيض، اليوم الثلاثاء، رفع الدعم عن الأدوية المزمنة بشكل جزئي وإبقاءه كاملاً على مستوى الأمراض السرطانية المستعصية والعقلية والنفسية، والتي تستخدم في المستشفيات وغسيل الكلى.

وأوضح وزير الصحة، بعد اجتماع لجنة الصحة النيابية، أنه سيُصار إلى ترشيد دعم أدوية الأمراض المزمنة على أن تقسَّم لشرائح، الأدوية الرخيصة الثمن، المتوسطة السعر، وتلك الباهظة، وهذه الأخيرة ستحافظ على حوالي 65 في المائة من الدعم، بينما تلك الأرخص ولها بديل "جينيريك" سيرفع عنها الدعم بنسب أعلى، وستعمل وزارة الصحة على إصدار أرقام مفصَّلة بذلك.

و"هذه الخطوة، التي تطاول المصابين بالأمراض المزمنة، يجب أن ترافق بتأمين حلول أخرى للمريض غير أدوية "البراند"" التي تأتي من الخارج وبأسعارٍ مرتفعة جداً، وفق ما يؤكد وزير الصحة، لافتاً إلى أن "أولى البوادر لذلك تجلّت باتفاق مع الصناعة المحلية للدواء، وهي تضم 11 معملا تقريباً، على استمرارية دعم المواد الأولية لها، لا بل زيادة الدعم، وهم يؤمّنون 450 مستحضراً دوائياً بحسمٍ إضافي، ما يعني توفير حوالي ثلاثين في المائة من قيمة الأدوية، وهو ما يساعد المرضى، وفي الوقت نفسه يساهم في دعم الصناعة المحلية".

في المقابل، أكد أبيض أنّ "الدعم سيبقى بالكامل على أدوية السرطان والأمراض المستعصية عامةً، وقد بدأنا نلمس على هذا الصعيد تحسناً وانفراجاً بعد انقطاعها من السوق لأربعة أشهرٍ، إذ هناك حوالي 40 دواء مفترضا وصوله إلى مركز الكرنتينا في بيروت، وعلى صعيد المناطق".

وأضاف وزير الصحة: "لن يرفع الدعم أيضاً عن أدوية الأمراض العقلية والنفسية والتي تستعمل في المستشفيات، وذلك لتجنّب إثقال المريض بمزيد من الأعباء، وكذلك لن يرفع الدعم على صعيد جلسات غسيل الكلى".

على صعيد المستلزمات والكواشف المخبرية، لفت أبيض إلى أن "هناك قسمين من الفحوصات، القسم المخصص للفحوص التي تجري في المستشفيات بشكل مستمرّ ومهمة جداً سيبقى الدعم عليها بنسبة 65 في المائة، أما تلك التي يخضع لها المريض مرة في السنة على سبيل المثال سيرفع الدعم عنها بنسبةٍ أعلى".

وأعلن أبيض: "استطعنا على صعيد مرضى وزارة الصحة الاتفاق مع البنك الدولي بعد سلسلة مفاوضات معه بأحد برامجه توسعة الرقعة لتغطية المرضى بثلاثة أضعاف ونصف، وهو ما سيساعد على تغطية جزء كبير من الفروقات في الفاتورة الاستشفائية"، لافتاً إلى "أننا سنوسّع كذلك برامج الأدوية مع الجهات الدولية المانحة التي تقدم لمراكز الرعاية في لبنان، وعددها فوق 250 مركزا تخدم حوالي 350 ألف مريض، وهؤلاء يتناولون أدوية أمراض مزمنة مجاناً، ولذلك نطلب من المواطنين التسجيل للاستفادة من هذه الأدوية".

وأشار وزير الصحة إلى أنه "لا مال كافيا لتغطية كل الاحتياجات، ونحن نحاول بالمال المتوفر لدينا إيجاد الحلول، وخصوصاً في موضوع الدعم الذي بات محصوراً بـ35 مليون دولار في الشهر بدل 130 مليون دولار، من هنا أهمية الترشيد لنحصر الدعم بالأماكن الأكثر أولوية وحاجة، على أن نجد في المقابل حلولا أخرى بديلة".

في السياق، قال نقيب الصيادلة غسان الأمين، لـ"العربي الجديد"، إن أدوية الأمراض المزمنة هي تلك التي يتناولها المريض بشكل يومي، مثل أدوية الكوليسترول، تريغليسيريد (الدهون الثلاثية)، السكر، الضغط وغيرها، و"هذه الأدوية ستشهد ارتفاعاً في السعر تبعاً للفئات الثلاث التي ذكرها وزير الصحة، والتي ستحدد نسبة كل منها على صعيد الرفع، ولكنها حتماً لن تكون بالغلاء الذي طاول أدوية الـ"أو تي سي" مثلاً التي رفع عنها الدعم كلياً، وهي التي تؤخذ من دون وصفة طبية".

ولفت الأمين إلى أن "الدعم يشمل المستلزمات الطبية بـ10 ملايين دولار، والأدوية 25 مليون دولار، 18 مليونا منها لدعم أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية، والباقي سيصار إلى توزيعه تبعاً للاحتياجات الأساسية، وهو ما حصل على صعيد أدوية الأمراض المزمنة".

وما يزال المواطن في لبنان يعاني من ارتفاع أسعار الأدوية وانقطاع القسم الأكبر منها، وخصوصاً على صعيد أدوية الأمراض السرطانية، كذلك يشكو من فوضى الأسعار في الصيدليات، بحيث إن كل صيدلية تسعّر الدواء برقمٍ مختلفٍ، وأحياناً يكون الفرق هائلا بين صيدلية وأخرى، وذلك بهدف زيادة الأرباح.

المساهمون