قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، إنه "على مدى العقود الثلاثة الماضية، انخفضت حصص مجموعة الدول السبع في الاقتصاد العالمي بشكل كبير، في حين أنّ تأثير الأسواق الناشئة ينمو بشكل مطرد".
وأضاف لافروف، في كلمة ألقاها أمام المؤتمر العالمي عبر الإنترنت حول التعددية القطبية، إننا "نشهد تحولاً مستمراً في هيكل العلاقات الدولية، ومن الأمثلة الصارخة للدبلوماسية المتعددة الأقطاب عمل الجمعيات المتعددة الأطراف من نوع جديد مثل منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) ومجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين، جنوب أفريقيا)".
وتضم مجموعة بريكس في عضويتها الراهنة دولتين من الأعضاء الدائمين الخمسة في مجلس الأمن الدولي هما (روسيا والصين)، ويبلغ عدد سكانها حوالي 3.2 مليارات نسمة، أو 41% من سكان العالم.
ويبلغ مجموع ناتجها المحلي الإجمالي 26.6 تريليون دولار أو 26.2% من مجموع الناتج المحلي الإجمالي الدولي.
بينما تعتبر منظمة شنغهاي بمثابة منصة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء من خلال تشجيع التجارة والاستثمار وتبادل المعرفة والتكنولوجيا.
ويتجاوز عدد سكان بلدان المنظمة 60% من سكان العالم، وتستحوذ على أكثر من 30% من الاقتصاد العالمي، ومساحتها نحو 60% من مساحة أوراسيا (آسيا وأوروبا)، وتضمّ أربع دول ضمن النادي النووي، وهي روسيا والصين والهند وباكستان.
وأشار الوزير الروسي إلى أنّ "منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس تجمعان الدول الأعضاء ذات الأنظمة السياسية والاقتصادية المختلفة، مع القيم المتميزة والمنصات الحضارية، والتي تتعاون بشكل فعال في مختلف المجالات".
وشدد لافروف على أنّ "الاتجاه نحو التعددية القطبية في العالم أمر حتمي وسيزداد حدة"، مؤكداً أنّ "أولئك الذين لا يفهمون هذا ولا يتبعون هذا الاتجاه سيخسرون".
وتابع قائلاً "الصين، على وجه الخصوص، أصبحت الاقتصاد الرائد في العالم من حيث تكافؤ القوة الشرائية، أي الجمع بمهارة بين أدوات السوق والتنظيم الحكومي".
كما حث وزير الخارجية الروسي جميع المراكز العالمية الرئيسية على توحيد الجهود رداً على المواجهة التي يفرضها الغرب والتحديات والتهديدات العابرة للحدود.
وتتألف مجموعة السبع من دول إيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا واليابان وبريطانيا، يشكلون ما نسبته قرابة 38% من الناتج الإجمالي العالمي.
وتنعقد قمة مجموعة السبع في الفترة، من 19 إلى 21 مايو/ أيار، في هيروشيما باليابان بحضور رؤساء دول وحكومات المجموعة.
وسيتطرق رؤساء دول المجموعة، وفقاً لبيان البيت الأبيض الأميركي، الأربعاء الماضي، إلى "الدعم الثابت لأوكرانيا" و"أزمتي الغذاء والمناخ" وإلى سبل "ضمان نمو اقتصادي شامل ومرن" والجهود المبذولة "للانتقال إلى طاقة نظيفة".
وأفادت وكالة كيودو اليابانية للأنباء، الأسبوع الماضي، نقلاً عن مصادر في الحكومة اليابانية، بأنّ المجموعة تدرس فرض حظر شبه كامل على التصدير إلى روسيا.
وهددت روسيا مراراً بإلغاء مشاركتها في اتفاق الحبوب المقرر أن ينتهي سريانه في 18 مايو/ أيار.
ودعا وزراء زراعة المجموعة في بيان إلى "التمديد والتنفيذ الكامل والتوسع في الاتفاق"، وقال البيان الذي صدر يوم 23 إبريل/ن يسان الجاري، عقب اجتماع استمر يومين في ميازاكي باليابان، إنّ وزراء الزراعة في مجموعة الدول السبع "يدركون أهمية الاتفاق".
(الأناضول، العربي الجديد)