كيف مهدت لجان النظام الإلكترونية لقرارات حكومية بشأن اللاجئين في مصر؟

09 يناير 2024
الحكومة بحثت تكلفة ما تتحمله الدولة من خدمات لرعاية اللاجئين في مصر (مجلس الوزراء)
+ الخط -

صدقت تنبؤات الكثير من المصريين المتابعين للحملات المريبة المشتعلة على مواقع التواصل منذ أسابيع للتحريض على اللاجئين في مصر، وخاصة السوريين.

حدث ذلك فور اجتماع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أمس الاثنين، بعدد من وزراء حكومته ومنهم وزراء التموين والتجارة الداخلية والصحة والسكان والتضامن الاجتماعي وغيرهم لبحث ما أسموه "التدقيق في أعداد اللاجئين وتكلفة ما تتحمله الدولة من خدمات لرعايتهم".

مصريون على مواقع التواصل الاجتماعي اعتبروا الاجتماع ومخرجاته دليلاً على اتجاه السلطات إلى اتخاذ إجراءات قوية تجاه اللاجئين في مصر في الفترة القادمة، أو استخدامهم كورقة للتفاوض مع المنظمات الدولية على قروض ومنح جديدة أو الضغط على الاتحاد الأوروبي بورقة الهجرة غير الشرعية لابتزازه في جلب منح ومساعدات جديدة.

وكانت حملات مريبة وقوية اشتعلت على مواقع التواصل المصرية أخيراً للتحريض على اللاجئين في مصر تنبه لها الناشطون مبكراً وتصدوا لها بقوة وحذروا منها، خوفا من إشعال فتنة بين المصريين والعرب المقيمين.

وكان في مقدمتهم نائب رئيس الجمهورية السابق محمد البرادعي، والذي كتب على موقع X قائلاً: "تقاس إنسانية الشعوب بتوفيرها الحماية والرعاية لكل من يلجأ إليها خوفاً على حياته من الاضطهاد، بالإضافة للواجب الإنساني هناك التزام قانوني للدول بتوفير الحماية للاجئين ومعاملتهم مثل مواطنيهم طبقاً لاتفاقية اللاجئين لعام 1951، مصر كانت ويجب أن تظل دائما الشقيقة الكبرى لأشقائنا العرب وغيرهم من إخوتنا في الإنسانية، هذه هي قيمنا وأخلاقنا…".

وأضاف آخر: "المصريين اللي بيحزقوا ويشتموا ضيوف مصر ممن جاؤوا إلى مصر هرباً من ظروف حرب أو غيرها لا يعلمون أن مصر أرض هجرات بطبيعتها لتوسطها الجغرافي وسط مسارات الحركة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب. طبيعة الشعب المصري أنه خليط من أجناس متعددة واسألوا علماء الاجتماع".

وحذر آخرون من أن تلك الحملات قد تهدف لسحب البساط من المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل، والذي يفضح مجازر الاحتلال في غزة، في حين ذهب البعض الى أنها تهدف لتوجيه الرأي العام المصري بعيدا عن حملات المقاطعة للعلامات التجارية المساندة للاحتلال، والتي حققت نجاحاً باهراً، ينذر بتكوين إرادة شعبية قد تستخدم ضد النظام.

البعض سخر من انفضاح توجهات الحكومة، وعبر عن ذلك المدون أحمد العش وصاغها ساخرا: "لم تطلب مصر دعما من أحد بس الظروف صعبة ومش هتقدر تدعمهم وممكن يطلعوا في مراكب هجرة على أوروبا ومش هتقدر تمنعهم، وكلك نظر وكل سنة وإنت طيب يا باشا".

وكتبت منال عبد العال: "فهمتوا ليه آخر أيام كانت حسابات اللجان الكبيرة، زي لؤي الخطيب، بتدافع عن وجود اللاجئين؟ فهمتوا ليه الهجمة الشرسة الممنهجة اللي بدأتها حسابات مجهولة، وناس مش لجان تحمست وتأثرت بها وشاركت فيها؟ فهمتوا مين ورا محتوى الڨيديوهات اللي أصحابها بيدعوا أنهم سوريين في مصر وبتشتم المصريين؟".

ورصدت هدير المهداوي معاناة اللاجئين في مصر من خلال عملها قائلة: "عشان كدة طالقين لجانكم علينا! هتعملوا فيهم إيه أكتر من اللي حاصل؟ وخدمات إيه يابو خدمات! أنا بقالي سنين بشتغل على قضايا اللاجئين، واللاجئين بيطفحوا الكوتة عشان يلاقوا خدمة في البلد دي، وبالعكس بيتعرضوا لعنصرية واستغلال! ثم إن الخدمات دي مدعومة ماليا من حكومات ومؤسسات دولية!".

بينما دخل بعض المشاهير على الخط، وكان منهم الممثلة فيدرا ذات الأصول الفلسطينية، وكتبت على حسابها على X منشور حظي بالكثير من الاستحسان والتفاعل قالت فيه: "المصريين بالنسبالي: أقرب الأصدقاء، أعز الناس. عمري ما حسيت إن في فرق بيني وبينهم علشان هما عمرهم ما حسسوني بفرق. المصريين ربنا خصهم 'باللطف' ودي صفة نادرة في الزمن ده. شوية اللجان اللي سارحة على اكس دول عمري ما قابلتهم في الحقيقة".

المساهمون