"كنتري غاردن" الصينية توقف تداول سنداتها الداخلية وحديث عن إعادة هيكلة

14 اغسطس 2023
هل عادت الأزمات إلى قطاع العقارات الصيني (Getty)
+ الخط -

علقت "كنتري غاردن"، أحد أكبر مطوري العقارات في الصين، التداول في 11 من سنداتها الداخلية اليوم الاثنين، ما زاد من التكهنات بأن الشركة ربما تستعد لإعادة هيكلة ديونها في الوقت الذي تكافح فيه لجمع مبالغ كافية لتجنب التخلف عن السداد.

وتراجعت أسهم الشركة بنسبة 16% اليوم الاثنين إلى مستوى قياسي جديد، ما تسبب في خسائر لأسهم شركات أخرى ضمن مكونات مؤشر هانغ سينغ، حيث تسرب القلق إلى المستثمرين من تمدد مشكلات عملاق العقارات إلى قطاعات الاقتصاد الأخرى، ما يزيد من معاناة ثاني أكبر اقتصاد في العالم مع التعافي المتباطئ.

وخسرت تلك الأسهم ثلث قيمتها منذ الثلاثاء الماضي، منذ صدور تقارير تفيد بأن الشركة العقارية تخلفت عن موعد سداد فوائد السندات الدولارية. وتسببت تلك الأخبار في عمليات بيع كبيرة في السندات المحلية للشركة، وفي بعض الحالات، جرى وقف التداول بعد انخفاض السندات بأكثر من 20%.

وعادت المخاوف لتطفو إلى السطح من جديد في قطاع العقارات في الصين، بعد مضي عامين على أزمة ديون عملاق العقارات "إيفرغراند"، حيث أكد تقرير حديث عدم التزام "كنتري غاردن" بموعد سداد دفعتين لكوبونات السندات الدولارية، استحقتا قبل أكثر من أسبوع. وقالت "رويترز" إن السندات المعنية هي سندات تستحق في فبراير/شباط 2026 وأغسطس/آب 2030.

ولا تعد الشركة متخلفة حتى الآن عن سداد أي ديون، حيث تمنح الأسواق المقترضين عادة فترة سماح مدتها 30 يومًا لدفع الفائدة على السندات (الكوبونات).

وكشفت الشركة في وقت سابق عن تشكيل فرق عمل خاصة بقيادة رئيس الشركة للتعامل مع المصاعب الحالية.

وأشارت بعض المواقع المهتمة بتحليل السندات الصينية إلى وجود أحاديث حول "إعادة هيكلة" ديون الشركة، وهي عملية تتضمن عادةً التفاوض مع الدائنين لإعادة تنظيم الالتزامات المستحقة للشركات المتعثرة، ويكون الغرض من ذلك هو تحسين أو استعادة السيولة في الشركة حتى تتمكن من مواصلة عملياتها وتتجنب الإفلاس.

واعترفت "كنتري غاردن"، الخميس الماضي، بأنها تواجه "ضغوط سيولة" مؤقتة بسبب تدهور المبيعات وصعوبة ظروف إعادة التمويل.

وقالت إن هذه كانت "أكبر صعوبة" وجدت نفسها فيها منذ إنشائها عام 1992، مضيفة أنها ملتزمة بتنفيذ عملية "إنقاذ الذات" بكل الوسائل المتاحة.

وتعتبر "كنتري غاردن" أحدث مطور صيني رئيسي يواجه المتاعب، بينما تكافح صناعة العقارات في البلاد في ظل انكماش تاريخي.

وفي عام 2021  المنصرم، انهارت مجموعة "إيفرغراند" بعد أن فشلت في سداد ديون بمليارات الدولارات، ما أدى إلى موجة من التخلف عن السداد في العديد من الشركات داخل القطاع.

وتراجعت مبيعات المنازل في الصين على مدار ما يزيد عن عام، حيث ترددت الأسر في شراء منازل جديدة على خلفية قيود الجائحة السائدة في ذلك الوقت، وزيادة حالة عدم اليقين الاقتصادي.

وتحاول الحكومة تحفيز الطلب في قطاع العقارات، الذي يمثل ما يصل إلى 30% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وشملت إجراءات التحفيز خفض معدلات الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري لمشتري أول منزل، كما تقديم القروض المستحقة للمطورين.

لكن هذه الجهود لم تنجح حتى الآن، حيث انخفضت مبيعات المنازل الجديدة من أكبر 100 مطور في البلاد بنسبة 33% في يوليو/تموز، وفقاً لقناة "سي أن أن" الإخبارية.

وقال محللو موديز إن الأزمة في "كنتري غاردن" قد تنتشر عبر قطاع الإسكان والأسواق المالية.

وكتبوا في مذكرة بحثية أنه من المرجح أن يؤدي ذلك إلى زيادة إضعاف المعنويات في السوق، ما قد يتسبب في تأخر تعافي قطاع العقارات الصيني.

المساهمون