كلفة الإنتاج تمثل تحدياً لمستقبل الطاقة الخضراء في عُمان

03 يونيو 2023
معمل للطاقة في عمان (Getty)
+ الخط -

تواصل حكومة عمان مراكمة مشروعات واتفاقيات إنتاج الهيدروجين الأخضر محلياً، ما يعزز التصنيف المستقبلي للسلطنة في هذا القطاع، خاصة في ظل محدودية احتياطياتها النفطية والغازية.

ويمكن استخدام الهيدروجين الأخضر كوقود نظيف ومستدام في قطاعات مختلفة، مثل الصناعة والنقل والكهرباء، لكن إنتاجه يواجه بعض التحديات، مثل البنية التحتية والتخزين والنقل، والمنافسة من أشكال أخرى من الهيدروجين، حسبما أورد تقرير لمنتدى الاقتصاد الدولي.

لذلك، تتجه حكومة السلطنة إلى تكثيف التعاون على هذا الصعيد مع الدول المتقدمة في مجال الطاقة المتجددة، عبر اتفاقيات آخرها تم إبرامها في 8 مايو/ أيار، مع حكومة بلجيكا. وفي مارس/ آذار الماضي، أعلنت منظمة الدول العربية المصدّرة للبترول (أوابك) عن تقريرها الخاص بمشروعات الهيدروجين العربية، والذي حلت فيه سلطنة عمان بالمركز الثاني من حيث عدد المشروعات بعد مصر، بواقع 11 مشروعا.

وتوقعت وكالة التصنيف العالمية "فيتش"، في إبريل/ نيسان الماضي، أن تُساهم الاستثمارات في قطاع الهيدروجين الأخضر بسلطنة عمان في دعم النمو بدءًا من عام 2024، وعدلت التصنيف الائتماني الخاص للسلطنة، مع تعديل النظرة المستقبلية من مستقرة إلى "إيجابية".

ويشير الخبير في شؤون الطاقة عامر الشوبكي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن دول العالم أصبحت تتطلع إلى الهيدروجين الأخضر باعتباره مفتاحا للتحول إلى الطاقة المتجددة والنظيفة، خاصة في ما يخص الاستخدامات كثيفة الطاقة، ما يعني أن الآمال باتت معلقة عليه كبديل لمصادر الطاقة الأحفورية.

لكن الشوبكي يشير في هذا الصدد إلى أن مستقبل الهيدروجين الأخضر مرهون بالتقليل من كلفة إنتاجه، مشيرا إلى أن معطيات السوق الحالية تؤشر إلى عدم وجود جدوى اقتصادية من إنتاج الهيدروجين الأخضر، ويلفت إلى أن كلفة إنتاج الهيدروجين من مصادر الطاقة المتجددة تعادل تقريبا ضعفين إلى ثلاثة أضعاف كلفة إنتاجه من الغاز الطبيعي، وهي العملية التي ينتج عنها ما يسمى بـ"الهيدروجين الرمادي".

كما أن "الهيدروجين الأزرق"، الذي يُستخرج من الغاز لا يزال أقل كلفة من إنتاج الهيدروجين الأخضر. غير أن التحدي الذي يشير إليه الشوبكي يبدو واضحا لدى حكومة سلطنة عمان، إلى حد إعلان وكيل وزارة الطاقة والمعادن العمانية محسن الحضرمي، في مطلع مايو/ أيار، أن بلاده تمتلك طاقة شمسية "من أعلى الكثافات في العالم"، ما يمكنها من توليد 600 وات/ساعة لكل متر مربع.

المساهمون