كأس العالم تحلق بالاقتصاد القطري وتعزز مقومات النمو

06 يوليو 2022
توقعات بأن تحقق قطر 2.2 مليار دولار عائدات مباشرة من مونديال 2022(Getty)
+ الخط -

توقع عدد من الخبراء والاقتصاديين أن يكون لتنظيم بطولة كأس العالم "فيفا قطر 2022"، انعكاسات إيجابية على الأداء الاقتصادي لقطر على المديين المتوسط والبعيد.

وعلى الرغم من التوقعات المتشائمة للاقتصاد العالمي، فإنّ الاقتصاد القطري يغرد خارج السرب، وبشهادة صندوق النقد الدولي، والذي توقع أخيراً أن تصل نسبة النمو الاقتصادي لقطر إلى 4.9%، مدعوماً ومدفوعاً بالعديد من العوامل الأساسية، في مقدمتها الارتفاع المستمر لأسعار الغاز، واستضافة الدولة لبطولة كأس العالم "فيفا قطر 2022" في الفترة من 21 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 18 ديسمبر/كانون الأول 2022..

عائدات البطولة

ووفقاً للأرقام الرسمية المعلنة أخيراً، فإنّ العائدات المالية المباشرة من تنظيم بطولة كأس العالم "فيفا قطر 2022" تقدر بنحو 8 مليارات ريال (2.2 مليار دولار)، فيما تقدر العائدات الاقتصادية طويلة الأجل، خلال الفترة من 2022 إلى 2035 بنحو 9.9 مليارات ريال (2.7 مليار دولار)، وسط توقعات بارتفاع عائدات السياحة، التي من المنتظر أن تزدهر خلال فعاليات كأس العالم وما بعدها.

وفي هذا السياق، يؤكد الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، اليوم الأربعاء، أنه "منذ الإعلان عن فوز قطر بتنظيم كأس العالم، وتعمل الحكومة بالشراكة مع القطاع الخاص جاهدة على استكمال مشاريع البنية التحتية وغيرها من المشاريع الخدمية".

بنية تحتية ضخمة

وأوضح أنّ كأس العالم تعد فرصة مناسبة لتحقيق أهداف رؤية قطر 2030، وقال: "لقد تم إنفاق ما يزيد على 200 مليار دولار على المرافق الأساسية من طرقات وجسور وموانئ ومطار ومترو أنفاق ومساكن وسياحة ومناطق حرة، وهذه البنية التحتية ستتحول إلى مكاسب فيما بعد الانتهاء من تنظيم البطولة المرتقبة".

وأضاف أنّ "كأس العالم ستكون نقطة قوة لجذب الاستثمار الخارجي، وهو ما نعمل عليه حالياً في حضورنا الخارجي وترويجنا لقطر، وستنعكس إيجاباً على مستقبل البلاد كوجهة استثمارية وسياحية قادرة على رفع تحديات المنافسة".

الصورة
اقتصاد قطر والمونديال (العربي الجديد)

واستبعد أن يدخل الاقتصاد القطري مرحلة ركود بعد تنظيم فعالية بطولة كأس العالم "فيفا قطر 2022"، خاصة في ظل مواصلة تنفيذ المشاريع المرتبطة برؤية قطر 2030، وقال: "الإنفاق على مشاريع كأس العالم يزيد الناتج المحلي الإجمالي 1.5%".

بدوره، أكد الخبير الاقتصادي عبد الله الخاطر أنّ تأثير تنظيم قطر لفعاليات بطولة كأس العالم "فيفا قطر 2022"، "بدأ يظهر منذ لحظة الإعلان عن فوز قطر بتنظيم الفعالية عام 2010، من خلال توحيد توجهات أصحاب القرار ومختلف القطاعات في الدولة نحو هدف واحد".

وقال، لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، "لقد أطلقت الدولة مشاريع في مجالات مختلفة خلال الفترة الماضية، وصل فيها معدل الإنفاق إلى 500 مليون دولار أسبوعياً"، مضيفاً أنّ "تأثير البنية التحتية التي تم إرساؤها لن يقتصر فقط على فترة كأس العالم، بل يمتد إلى ما بعدها".

قطاعات مستفيدة

ولفت إلى أنّ "قطاع الطيران والضيافة سيكون من أكبر المستفيدين خلال الحدث الرياضي الأبرز الذي تشهده الدولة"، مشيراً إلى أنّ "هذه الاستفادة ستتواصل بعد الفعالية، حيث سيزيد الانطباع الجيد عن قطر، وما يعنيه من زيادة في تدفق السياح، والمزيد من استعمال ناقلتها الوطنية "القطرية"".

وإضافة إلى العلامات التجارية، فإنّ السياحة سيكون لها نصيب من فوائد البطولة، فسوف يتراوح عدد المشجعين في قطر بين 1.2 إلى 1.5 مليون مشجع.

بدوره، لفت الكاتب الاقتصادي سعيد خليل العبسي، إلى أنّ كأس العالم ستكون فرصة للعالم للوقوف على القدرات والخبرات التي اكتسبتها قطر في تنظيم أكبر الفعاليات الرياضية.

وأردف العبسي قائلاً لـ"قنا"، إنّ "البنية التحتية التي أنشأتها دولة قطر على درب الإعداد لكأس العالم سيكون لها دور كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تضمنتها رؤية قطر للعام 2030، حيث سيكون لها انعكاس مباشر وغير مباشر من حيث العوائد على حركة التجارة والنقل والخدمات".

المساهمون