أعلن وزير الاقتصاد اللبناني راؤول نعمة، الثلاثاء، أن القمح المخزون في صوامع مرفأ بيروت بات ملوَّثاً وغير قابل للاستخدام، جراء انفجار المرفأ. وشرح أن صومعة الحبوب في ميناء بيروت دُمرت في انفجار أمس الثلاثاء الذي هزّ العاصمة.
وقال نعمة لوكالة "رويترز" إن البلاد تملك مخزوناً كافياً، بجانب سفن في الطريق، ما سيغطي احتياجاتها. وسبّب الانفجار سقوط 100 قتيل وأكثر من 3 آلاف جريح (حصيلة غير نهائية)، بجانب أضرار مادية هائلة في أحياء عديدة بالعاصمة وضواحيها، وفق وزير الصحة، حمد حسن.
وقال وزير الاقتصاد والتجارة، راوول نعمة، في تصريح للوكالة الرسمية للأنباء: يوجد "7 موظفين من الأهراءات (صوامع تخزين القمح بالمرفأ) في عداد المفقودين".
وأضاف: "لا يمكن استخدام القمح في الأهراءات، لأنه ملوث، وسنستورد الطحين، وهناك قمح بكميات كافية لدى المطاحن". ولم يحدد الوزير كمية القمح الملوثة ولا الكمية الموجودة لدى المطاحن ولا متى يمكن أن تنفد. ويزيد الانفجار من أوجاع بلد يعاني، منذ أشهر، من أزمة اقتصادية قاسية واستقطاب سياسي حاد، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.
وعقب اجتماع له برئاسة رئيس الجمهورية، ميشال عون، أعلن مجلس الدفاع الأعلى، في بيان، بيروت "مدينة منكوبة"، وأوصى الحكومة، التي تجتمع الأربعاء، بإعلان حالة الطوارئ في العاصمة، وشكّل لجنة تحقيق في الانفجار ترفع تقريرها إلى الحكومة خلال 5 أيام.
وشدد عون، خلال الاجتماع، على "ضرورة التحقيق في ما حدث وتحديد المسؤوليات، ولا سيما أن تقارير أمنية كانت قد أشارت إلى وجود مواد قابلة للاشتعال والانفجار في العنبر المذكور (المستودع رقم 12 بمرفأ بيروت)".
وأفاد بأن "اتصالات عدة وردت من رؤساء دول عربية وأجنبية للتضامن مع لبنان في محنته وتقديم المساعدات العاجلة في مختلف المجالات".
وبعد تفقده موقع الانفجار، قال المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، في تصريح صحافي، إن ما انفجرت هي "مواد شديدة الانفجار، ولا أستطيع استباق التحقيقات".
وأعلن رئيس الحكومة، حسان دياب، الأربعاء يوم حداد وطني، ووعد بأن يدفع المسؤولون عن هذه الكارثة الثمن. ويأتي الانفجار في وقت تترقب فيه الأوساط اللبنانية والعربية والدولية صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الجمعة.
وهذه المحكمة مختصة بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، في تفجير ضخم استهدف موكبه، وسط بيروت، في 14 فبراير/ شباط 2005.
من جهته، قال وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني، ميشال نجار، إن الأضرار في مرفأ بيروت، جسيمة، عقب تعرضه لانفجار هائل أتى على معظم مرافقه، مشيراً إلى أن بلاده بحاجة إلى وقت لإعادة البناء.
وذكر نجار في تصريح لقناة "LBC" المحلية، أن بلاده بدأت بوضع خطط بديلة لمرفأ بيروت خلال الفترة المقبلة، "سنعتمد على مرفأ طرابلس (شمال)، ونعمل على تقييم قدرته الاستيعابية ومرافئ أخرى في صيدا وصور".
وقال الوزير اللبناني: "الضرر هائل، وكارثة كبرى حلّت بلبنان. نتمنى أن ننهض من تحت الركام. الأهم الآن هم الضحايا. علينا الخروج من هذه الأزمة أقوى مما كنا".