قمة بين الهند وأوروبا لمواجهة الصين... وقلق من الانقسام بشأن اللقاحات

08 مايو 2021
تفشي كورونا في الهند يدفع نيودلهي لبحث أزمة اللقاحات مع أوروبا (فرانس برس)
+ الخط -

اتفق الاتحاد الأوروبي والهند، السبت، على استئناف المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة الثنائية، بعد ثماني سنوات من فشل محاولتهما الأولى، في الوقت الذي يسعى فيه الجانبان إلى إيجاد بدائل للصين.

يسعى الاتحاد الأوروبي والهند إلى تعزيز علاقاتهما خلال قمة تعقد اليوم السبت، مع استئناف المفاوضات حول اتفاق تبادل حر وزيادة التعاون في مجال الصحة، فيما البلد الآسيوي الصاعد اقتصاداً غارق في مكافحة أزمة وباء كورونا.

تحدث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى قادة الاتحاد الأوروبي الذين حضروا قمة في البرتغال عبر الفيديو. وأعلن الجانبان ما أسمياه "لحظة محورية" في علاقاتهما من خلال الاتفاق على استئناف المحادثات التي تخلوا عنها في 2013 والتعاون بشأن مجموعة واسعة من القضايا الأخرى.

فشلت خطط عقد قمة مباشرة بين الاتحاد الأوروبي والهند في بورتو، شمالي البرتغال، بعد أن ألغى مودي رحلته بسبب تفشي الوباء المدمر في بلاده. وكان ظهوره عن بعد هو المرة الأولى التي يشارك فيها زعيم هندي في اجتماع مع قادة الاتحاد الأوروبي.

وخلال حديثه في المؤتمر الصحافي عقب المحادثات المغلقة، أعرب كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي عن سعادتهم باحتمال توثيق العلاقات مع الهند، حيث وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلايين المحادثات بأنها "رائعة" و"لحظة تاريخية".
وقالت فون ديرلايين: "التطلعات كبيرة.. أنا على ثقة بأننا سنحرز خطوة كبيرة إلى الأمام، لأن بين الاتحاد الأوروبي والهند إمكانات كثيرة غير مستغلة على صعيد التجارة والاستثمار".

وأكدت فون ديرلاين، وفقاً لوكالة "أسوشييتد برس"، أن 17 دولة في الاتحاد الأوروبي قدمت أكثر من 100 مليون يورو (122 مليون دولار) من المساعدات لمكافحة الوباء للهند، بما في ذلك مولدات الأكسجين والأدوية وأجهزة التنفس الصناعي، وتستعد لإرسال المزيد.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن اتفاق السبت يمثل "فصلًا جديدًا ومهمًا" في العلاقات الثنائية.

وأكد دبلوماسي أوروبي لوكالة "فرانس برس" أن الإبقاء على القمة على مستوى القادة السبعة والعشرين يشكل "إشارة سياسية قوية موجهة للهند"، مشيرا إلى "وجود تقارب في المصالح".

ويأتي الإعلان عن استئناف المفاوضات مع الهند، فيما تم تعليق الاتفاق حول الاستثمارات المبرم بين الاتحاد الأوروبي وبكين في نهاية العام 2020 بسبب التوترات بشأن حقوق الإنسان.

وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الهند اختارت "الاستثمار أكثر في علاقتها مع الاتحاد الأوروبي بسبب الصين وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي أرغم نيودلهي على عدم اعتبار لندن بعد الآن مدخلها الوحيد إلى الاتحاد الأوروبي". وأعلنت الحكومة البريطانية أن لندن تريد أيضا بدء التفاوض على اتفاقية تجارة حرة مع الهند اعتبارا من الخريف.

ووفق مسؤول أوروبي كبير، فإن "الإعلان المنتظر السبت هو الاستئناف الرسمي للمناقشات المعلقة في 2013، على أساس التفويض الأساسي، والهدف هو أن يشمل كل مجالات التجارة".

وبجانب قضايا الاستثمار والتقارب التجاري، فإن قضية براءات اختراع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا ستفرض نفسها بقوة على المباحثات، لكن دول الاتحاد الأوروبي تبقى منقسمة حيال القضية.

وكان يفترض أن يشارك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في القمة مع قادة الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بورتو بالبرتغال، لكنه اضطر لإلغاء زيارته بسبب الأزمة الصحية التي أسفرت عن أكثر من 230 ألف حالة وفاة في هذا البلد البالغ عدد سكانه 1.3 مليار نسمة، فيما تقرر عقد القمة عبر الفيديو.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "من الملح زيادة الإنتاج وتوفير مزيد من التضامن الآن. ينبغي للولايات المتحدة وبريطانيا وقف منع التصدير".

واعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن "الاتحاد الأوروبي هو الديمقراطية الوحيدة التي تصدر بشكل كثيف" إنتاجها من اللقاحات.

(فرانس برس)

المساهمون