قلق في أسواق أفغانستان.. ركود وأسعار مرتفعة

28 سبتمبر 2021
أسعار المواد الغذائية في أفغانستان ارتفعت بنسبة 19% خلال أسبوع (الأناضول)
+ الخط -

تواجه أفغانستان حالة من الفقر والتردي الاقتصادي وتزداد الأمور سوءاً يوماً بعد يوم، وذلك في ظل عدم تمكن حكومة "طالبان" من دفع رواتب الموظفين الحكوميين، ما أدى لركود الحركة بالأسواق وارتفاع الأسعار في الوقت ذاته.

وبحسب تجار أفغان، فإنّ الأسعار ترتفع أسبوعياً بشكل ملحوظ، كما أنّ السوق الأفغاني بدأ يواجه مشكلة في شح السلع الضرورية، وتحديداً المستوردة من الخارج. 

يقول نقيب تجار كابول زمري صافي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ أسعار الاحتياجات الأولية وتحديداً المواد الغذائية ترتفع بشكل مستمر، ووصلت الزيادة في المتوسط إلى 19% على أسعار المواد الغذائية، و7% على الوقود، خلال الأسبوع الماضي.

تقول حركة "طالبان" إنّ لدى الحكومة مبالغ كافية لصرف رواتب المسؤولين والموظفين

ويوضح صافي أنّ "المشكلة الأساسية أنّ الأفغان لم يعد عندهم أموال، والنظام المالي والاقتصادي الحالي يضيق الخناق على التجار وعلى عامة المواطنين"، معرباً عن أسفه لأنّ "سياسة الحكومة الحالية غير معروفة. نحن لا نعرف معالمها ولا ندري إلى أين تسير الأمور".

ويشير صافي إلى أنّ "شريحة كبيرة من الأفغان ليست لدى أفرادها مصادر دخل حالياً، حيث أوقفت الحكومة الرواتب، ما انعكس على الأوضاع المعيشية للمواطنين وكذلك الأسواق".

وتقول حركة "طالبان" إنّ لدى الحكومة مبالغ كافية لصرف رواتب المسؤولين والموظفين، مشددة في الوقت نفسه على أنّ ميزانية أفغانستان تواجه مشاكل بسبب تهريب مبالغ ضخمة من قبل مسؤولين سابقين في الحكومة، وبسبب تجميد المجتمع الدولي مبالغ مالية أفغانية.

وحول ما يواجهه المواطن الأفغاني من حالة معيشية صعبة، تقول نجلا واحدي، التي تعمل معلّمة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحياة أصبحت صعبة، فتوفير وجبة واحدة للأسرة لم يعد في متناول الجميع. لقد خسرنا كل شيء، ولا أدري ماذا أفعل كي أتدبر أمور منزلي".

وتضيف واحدي "أقوم بطهي خبز بولاني (التقليدي الأفغاني) ونبيعها في السوق كي ندبر أمور حياتنا، لكن المشكلة أنّ الناس ليس عندهم مال كي يشتروا الخبز".

لم تُدفع رواتب المعلمين لمدة شهرين خلال فترة حكومة الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، وبعد سيطرة "طالبان" على كابول، منتصف شهر أغسطس

لم تُدفع رواتب المعلمين لمدة شهرين خلال فترة حكومة الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، وبعد سيطرة "طالبان" على كابول، منتصف شهر أغسطس/آب الماضي، تعطّلت الدراسة كلياً من دون معرفة متى ستُستأنف من جديد، لتعود الآن جزئياً، ولكن المعلمين ما زالوا لا يعرفون شيئاً عن رواتبهم.

وتشير نجلا، الخريجة الجامعية، إلى أنها أصيبت بمرض نفسي لقلقها على أولادها عندما ينامون جائعين، حيث تبقى يقظة طوال الليل تفكر في الغد، مؤكدة أنها لم تعد قادرة على توفير الغذاء لأولادها في ظل حرمانها من الراتب وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل متواصل. 

وتضيف أنها لا تتقاضى راتبها منذ 3 أشهر رغم أنها القائمة على أمور أسرتها المكونة من 6 أبناء بعد وفاة زوجها منذ عدة سنوات متأثراً بسرطان الكبد.

على غرار ذلك، يقول ويس الدين، وهو صاحب محل عصائر في مدينة جلال أباد، شرقي أفغانستان، لـ"العربي الجديد"، إنّ تدهور الأوضاع المعيشية انعكس بالسلب على دخله اليومي الذي كان يتجاوز 1700 أفغانية (نحو 20 دولاراً)، حيث تراجعت حركة المبيعات، ما اضطره لتسريح العامل الوحيد معه.

وحذر تقرير صادر عن "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" (UNDP)، في 9 سبتمبر/أيلول الحالي، من أنّ أفغانستان تتأرجح على شفا "فقر شامل" يمكن أن يصبح حقيقة واقعة في منتصف العام 2022 ما لم يتم بذل جهود عاجلة لدعم المجتمعات المحلية واقتصاداتها.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: أفغانستان تواجه إلى حد كبير فقراً عالمياً بحلول منتصف العام المقبل

وقال التقرير إنّ "أفغانستان تواجه إلى حد كبير فقراً عالمياً بحلول منتصف العام المقبل... هذا هو ما نتجه إليه - إنه (معدل الفقر) 97% إلى 98% بغض النظر عن الطريقة التي تعمل بها هذه التوقعات"، علماً أنّ معدل الفقر في أفغانستان يبلغ حالياً 72%.

"طالبان" لديها خطط لتطبيع الحركة التجارية

وحول سياسة "طالبان" حيال الوضع المعيشي والاقتصادي، تحديداً ارتفاع الأسعار، يقول قاري سعيد خوستي، القيادي في الحركة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأمور تتحسن"، مشدداً على أنّ الحركة "لديها خطط تعمل عليها من أجل تطبيع الحركة التجارية والاقتصادية في البلاد".

وأضاف أنّ على الشعب أن "ينتظر قليلاً، فنحن جميعا ضحايا ما حصل في البلاد، وبدون الصبر والتعاون لا يمكن أن تتحسن الأمور".

المساهمون