قطر تؤكد أهمية ربط الريال بالدولار ومنتداها الاقتصادي يواصل أعماله

24 مايو 2023
المنتدى الذي تنظمه "بلومبيرغ" يُنهي أعماله غداً الخميس (الأناضول)
+ الخط -

أكدت قطر على لسان محافظ مصرفها المركزي الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني أن ربط عملتها الريال بالدولار الأميركي والسياسة النقدية الأميركية مناسب لاقتصاد البلاد.

وعلى هامش اليوم الثاني من أعمال "منتدى قطر الاقتصادي" الذي تنظمه "بلومبيرغ" في الدوحة وتستمر حتى غد الخميس، أبدى المحافظ اعتقاده بأن "هذه السياسة ملائمة للاقتصاد القطري ولا نرى ضرورة عاجلة لتغيير هذه السياسة".

كما أشار إلى أن التضخم عالميا أثر السنة الماضية في دول كثيرة، "حيث واجهت أعلى مستويات منذ عقود، ولكن خلال الأشهر الماضية شهدنا تحسنا في معدل التضخم، وعلينا أن نضمن التوازن بين استقرار الأسعار والنمو والاستقرار المالي".

وقال إن "المصارف المركزية حول العالم، ليس لديها خيار إلا إعادة التضخم إلى المستوى المحدد، لأننا نعتبر أن التضخم عدو الاقتصاد ويؤذي الأسر".

تجدر الإشارة إلى أن الريال القطري مربوط بالدولار، أسوة ببقية عملات دول الخليج العربي باستثناء الكويت، وطالما صرحت تلك الدول بارتياحها إزاء عملية الربط.

"منتدى قطر الاقتصادي".. أبرز منصة إقليمية لتشخيص الوضع الدولي

وتحتضن دولة قطر، النسخة الثالثة من منتدى قطر الاقتصادي، المنصة الإقليمية الأبرز لإثراء الحوار حول القضايا الاستراتيجية التي تتصدر أولويات الاقتصاد العالمي، وتعزيز الشراكات الاقتصادية الدولية، وتقوية جسور التواصل والحوار بين مختلف الشعوب، بما يشخص الواقع الدولي ويستشرف المستقبل.

وتناقش هذه الدورة من المنتدى في محاور رئيسية، الترابط الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي والهند وجنوب شرق آسيا، وأثر العلاقة بين هذه القوى الإقليمية في دفع النمو العالمي خلال العقد القادم، والفرص الاستثمارية التي يمكن أن تتمخض عنها للشركات العالمية.

وفي محور رئيسي آخر ضمن هذه النسخة التي تستمر 3 أيام، يبحث المنتدى السبل المثلى لإدارة التضخم وتعزيز الإنتاجية طويلة الأجل والنمو الاقتصادي وسبل رفع رواتب ومخصصات العمال دون التسبب في ركود عميق وطويل الأمد. كما تتقصى أفضل استراتيجيات الاستثمار في الأسواق الناشئة، متلمسة الطريق نحو أكثر خيارات النمو جدوى للاستثمار في الأسواق العالمية المتقلبة اليوم.

وفي محور ثالث يتعلق بمستقبل العولمة والتجارة العالمية، تنظر هذه النسخة في أثر تغير المصالح الجيوسياسية على التجارة عبر الحدود، وتناقش كيفية تطوير التجارة المباشرة بين دول الجنوب في عالم يتسم بالإدارة الاقتصادية الأكثر حزما وبالابتعاد عن العولمة.

وفي شأن التحول الطاقي، تتناول هذه النسخة سبل توجيه التحول العالمي للطاقة الخضراء وجهود الأعمال المستدامة، الوجهة الصحيحة عبر تجنب أسوأ سيناريوهات التغير المناخي، إضافة إلى تسليطها في محور منفصل، الضوء على الطريقة التي سيتحد بها الذكاء الاصطناعي و"البلوك تشين" و"ميتافيرس" والتقنيات الأخرى لإحداث ثورة في طرق التداول والعمل وحتى في مجال الألعاب.

خبراء: قطر برهنت للعالم قدرتها على إدارة الاستثمار الرياضي

وعلى الصعيد الرياضي تبحث النسخة الثالثة من منتدى قطر الاقتصادي، سبل تعظيم الإمكانات التجارية للرياضات العالمية مع حماية روح الألعاب.

وتعليقا على أهمية الدورة الحالية للمنتدى، قال الرئيس التنفيذي لبنك "ستاندرد تشارترد قطر" مهند مكحل لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن منتدى قطر الاقتصادي، هو واحد من أبرز الأحداث والفعاليات الدولية التي تستهدف الدولة من خلالها استقطاب رؤساء الحكومات وقادة الأعمال المؤثرين والأكاديميين لتسليط الضوء على الابتكارات الضرورية لدفع عجلة الاقتصاد العالمي إلى الأمام، بما يشكل حلقة وصل بين الشرق والغرب وأفريقيا.

وأشار إلى أن الهدف من تنظيم نسخة ثالثة من منتدى قطر الاقتصادي هو رسم مسار المراحل المستقبلية للنمو الاقتصادي العالمي، وذلك في ظل ما يشهده النشاط الاقتصادي القطري من انتعاش مدفوعا بعوامل عدة، منها انتعاش الطلب المحلي ونمو ائتمان القطاع الخاص.

وأوضح أن منتدى هذا العام يسعى بشكل خاص إلى تعزيز ترابط المجتمع الدولي، حيث ستتمحور نسخة 2023 حول مواضيع تركز على النمو العالمي للتأسيس لخريطة طريق جديدة للنمو العالمي، في بيئة اقتصادية مليئة بالتحديات، وذلك في وقت يستعد فيه رؤساء الدول ورواد الأعمال العالميون لمناقشة عدد من التحديات العالمية والقضايا الملحة والحلول المقترحة لها على خلفية أهم الأحداث الجارية حاليا في المنطقة، انطلاقا مما يمثله المنتدى من منصة اقتصادية حوارية لمناقشة القضايا الاقتصادية والمالية العالمية وتبادل الأفكار والخبرات والتجارب بين المشاركين من مختلف الدول، وما يقدمه من منصة للتعاون بين الشركات والمؤسسات المالية في قطر وفي جميع أنحاء العالم لزيادة التبادل التجاري والاستثمار وتحسين الاقتصادات المحلية.

ولفت في هذا الصدد إلى أهمية المنتدى في تعزيز التفاعل والتكامل الاقتصادي بين الدول والاستقرار الاقتصادي العالمي، والمساعدة كذلك في تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين قطر ودول أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تحسين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين هذه الدول.

تأثير كبير للعوامل الجيوسياسية على القطاع المصرفي

ولفت إلى أن العوامل الجيوسياسية المتعلقة بالتجارة الدولية والمالية، مثل التوترات التجارية بين الدول والتغيرات في أسعار الصرف، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على القطاع المصرفي، وخاصة في الأسواق الناشئة التي تعتمد بشكل كبير على الاستثمارات الأجنبية والتجارة الدولية. ومع ذلك، يمكن أن يتحول هذا التحدي إلى فرصة للقطاع المصرفي لتحقيق النمو والتوسع من خلال مزيد من التركيز على الابتكار والتكنولوجيا والتحول الرقمي، وتطوير منتجات وخدمات مصرفية جديدة لتلبية احتياجات العملاء في ظل التحولات الاقتصادية العالمية".

زيادة حالة عدم اليقين لدى الحكومات والشركات والأفراد

من جهته، رأى أستاذ التنمية الاقتصادية بجامعة الكوفة ومدير مركز الرافدين للحوار بالعراق، الدكتور حسن لطيف كاظم، في لقاء خاص مع "قنا" بشأن الظرف الاقتصادي الدولي الحالي، أنه على الرغم من التفاؤل الذي بدأ به عام 2023 إلا أنه تبدد بعض الشيء مع زيادة حالة عدم اليقين لدى الحكومات والشركات والأفراد، فقد أدى الاضطراب المصرفي في مارس/آذار 2023 إلى تقويض التفاؤل بشأن الاقتصاد العالمي".

وتابع: "أصبحنا نسمع كثيرا من الآراء بشأن احتمالات حصول ركود عالمي. وهو أمر كان واضحا جدا في أحدث التقارير الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي في مايو/أيار 2023، وإلى حد كبير في تقرير صندوق النقد الدولي آفاق الاقتصاد العالمي الصادر في إبريل/نيسان 2023".

وقال إن التوقعات تشير إلى احتمالات قوية بشأن أن يكون النشاط الاقتصادي أكثر ازدهارا في آسيا مقارنة مع باقي مناطق العالم، إذ يتوقع أن تؤدي إعادة فتح الصين إلى إعطاء دفعة قوية لهذا النشاط في الصين وجميع أنحاء القارة.

ومع ذلك، هو يتوقع أن تكون معدلات التضخم معتدلة إلى حد كبير في آسيا، مع تعزيز فرص الانتعاش في اقتصادات القارة، لكن قد تختلف الأوضاع في أوروبا وأميركا الشمالية، التي يمكن أن تتعزز فيها الضغوط التضخمية مع اهتزاز الثقة بالنظام المصرفي وتعقيد سياسات كبح التضخم في بلدان القارتين، وقد تواجه البنوك المركزية فيها صعوبات في إدارة التضخم وضمان الاستقرار السعري والمالي.

وبرأيه، قد تنتج هذه الأوضاع نقصا في تدفقات الائتمان المتاح للشركات ولأسواق العقارات وربما يؤثر ذلك على فرص تعزيز النمو المستدام وتوليد فرص العمل.

الغاز القطري محوري في الانتقال إلى طاقة أنظف

من جهته، أكد أستاذ المالية والاقتصاد في جامعة قطر الدكتور خالد شمس العبد القادر الدور الذي تلعبه دولة قطر في صناعة الغاز العالمية باعتبارها واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم، مشيرا إلى دعمها للنمو الاقتصادي العالمي في ظل التحولات التي يشهدها القطاع.

وقال لوكالة "قنا" إن صناعة الغاز الطبيعي المسال ذات أهمية قصوى، خاصة في عملية الانتقال الطاقي في العالم ومكافحة الاحتباس الحراري، حيث يعتبر الغاز الطبيعي المسال وقودا أنظف للاحتراق مقارنة بالفحم والنفط.

ولفت إلى أن صناعة الغاز في قطر لطالما لعبت دورا مهما في التحول العالمي للطاقة، حيث تتطلع العديد من البلدان إلى التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر طاقة أنظف وأكثر استدامة.

وأشار إلى أن قطر اتخذت خطوات لتعزيز استخدام الغاز الطبيعي كوقود انتقالي نحو الطاقة المتجددة، واستثمرت بشكل كبير في تطوير تقنيات جديدة لتقليل انبعاثات الكربون من إنتاج الغاز الطبيعي.

وأضاف: "في السنوات الأخيرة، واصلت قطر الاستثمار في صناعة الغاز لديها، مع وجود خطط لزيادة طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال وتوسيع حصتها في السوق العالمية".

 

المساهمون