استمع إلى الملخص
- الرحلة تجسد أول وسيلة نقل برية رسمية بين البلدين بعد توقف الخدمة في التسعينيات بسبب الأوضاع الأمنية في الجزائر وفشل محاولة إعادة التسيير في 2017.
- إعادة تشغيل القطار تعزز التواصل والتبادل الثقافي والاقتصادي بين البلدين، وتشجع على السياحة، خاصة خلال موسم الصيف، وتمهد الطريق لإحياء مشروع القطار المغاربي الرابط بين دول شمال أفريقيا.
يعود قطار بين تونس والجزائر في رحلة تجريبية الجمعة بعدما توقف عن العمل منذ أكثر من عقدين، وبعد فشل محاولة أولى لإعادة تسيير القطار في 2017. وتجري سلطات النقل في كل من الجزائر وتونس غدا أول رحلة تجريبية للقطار الذي يربط بين محطة تونس ومحطة عنابة شرقي الجزائر.
وتوقع إدارة الشركة الجزائرية للنقل والشركة التونسية للسكك الحديدية، خلال جلسة عمل تعقد السبت القادم في تونس، على اتفاق بشأن آليات إعادة تسيير قطار بين تونس والجزائر، حيث سيعود وفد الشركة الجزائرية إلى البلاد عبر القطار في رحلة تجريبية داخلية تربط العاصمة تونس بآخر محطة على الحدود بين البلدين.
ويصل اليوم الخميس قطار ينطلق من العاصمة تونس في رحلة تجريبية إلى محطة غار الدماء التونسية على الحدود مع الجزائر، ويعود مساء الخميس إلى العاصمة تونس، على أن ينطلق الجمعة في رحلة تجريبية تربط كامل المسار بين العاصمة تونس نحو محطة عنابة في شرقي الجزائر، بعدما كانت فرق تقنية من البلدين قد عاينت وضعية خط السكة على الحدود وتمت عملية تجديد الأجزاء الضرورية منها.
ويتوقع أن تبدأ أولى رحلات القطار الموجهة للمسافرين بين البلدين في الخامس من يوليو/ تموز المقبل، مع بداية موسم الصيف، بمناسبة عيد استقلال الجزائر، بعد استكمال كامل الترتيبات المتعلقة بتركيز مكاتب شرطة الحدود وإدارة الجمارك في المحطات الحدودية، ما يسمح بتنظيم تنقل الأشخاص بين البلدين.
أهمية وجود قطار بين تونس والجزائر
ويعتبر مشروع بعث قطار بين تونس والجزائر أول وسيلة نقل للمسافرين عبر البر بين البلدين، وفي الوقت الحالي لا ترتبط الجزائر وتونس بأية خطوط نقل برية رسمية وقانونية، بعد توقف تجربة قصيرة لشركة خاصة للنقل البري كانت تعمل سنة 2016 على خط الجزائر تونس، بينما يعمل على هذا الخط عدد كبير من سائقي سيارات أجرة غير رسمية في نقل الأفراد بين المدن الجزائرية، عنابة وقسنطينة، نحو تونس، بمبلغ يعادل بين 20 إلى 30 دولاراً.
وتوقفت رحلات القطار بين البلدين بداية التسعينيات مع تفجر الأزمة والأوضاع الأمنية في الجزائر، ولم تفكر السلطات في البلدين في إعادة تسيير القطار بين البلدين إلى غاية أغسطس/ آب عام 2017، حيث جرى الاتفاق على إعادة تسيير القطار بداية من 16 أغسطس، آب من ذلك العام، لكن قرارا مفاجئا صدر في الجزائر قبل ذلك بأيام ألغى إعادة تسير القطار.
ومن شأن عودة القطار تشجيع زيادة تنقل الأشخاص بين البلدين، خاصة بالنسبة للعائلات، تجنبا لإرهاق الطريق البري وغلاء تذاكر السفر الجوي، وخاصة مع عطلة الصيف التي تشهد تدفقا كبيرا للسياح الجزائريين باتجاه المدن الساحلية التونسية كسوسة والحمامات.
وتعزز هذه الخطوة إعادة بعث مشروع القطار المغاربي الذي بقي فكرة قائمة منذ سنوات، خاصة مع مقاربة سياسية تتوجه إليها تونس والجزائرو ليبيا، منذ إعلان قادة البلدان الثلاثة، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، في إبريل/ نيسان الماضي، عن تشكيل تكتل ثلاثي يستهدف تنفيذ سلسلة من الخطوات الاقتصادية المشتركة في القطاعات الخدمية والحيوية والطاقة والمياه والتجارة والنقل وغيرها.