قصف التحالف لم يحرم داعش من النفط

13 ابريل 2015
النفط ما زال مصدراً رئيسياً لتمويل داعش (أرشيف/الأناضول)
+ الخط -

يواصل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بيع النفط الذي سطا عليه في سورية والعراق، مع استمرار السيطرة على العديد من الحقول بالبلدين، ورغم الضربات الموجعة التي وجهها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للتنظيم، وهو ما ساهم في استعادة حكومة بغداد للعديد من الحقول المسلوبة خلال الفترة الأخيرة.

إلا أن داعش واصل حربه النفطية بهدف توفير عوائد مالية لتمويل عملياته العسكرية من خلال بيع النفط بأسعار منخفضة قد تصل إلى أقل من 30 دولاراً للبرميل، كما قال وزير النفط العراقي أخيراً، في الوقت الذي يبلغ فيه السعر أكثر من 55 دولاراً في الأسواق الدولية.

وفي الوقت الذي صعّد فيه داعش ضرباته لحقول النفط العراقية ومحاولة السطو عليها، أكد

السفير العراقي لدى الأردن، جواد عباس، لـ"العربي الجديد"، أن بلاده تمكنت من استرجاع حقول نفط كان يسيطر عليها التنظيم في عدد من أرجاء العراق.

وقال إنه جرى إغلاق كافة الآبار التي كان يسيطر عليها التنظيم ولم يعد بإمكانه بيع النفط وتصديره إلى الخارج وبعض البلدان المجاورة.

وشدّد السفير العراقي، في تصريحاته الخاصة، على ضرورة التزام كافة الدول، خاصة التي تشتري النفط العراقي، بقرار مجلس الأمن رقم 2170 والذي يدين أي أعمال تجارية بمشاركة داعش وجبهة النصرة وسائر الأفراد والجماعات والمؤسسات المرتبطة بتنظيم القاعدة واعتبار ذلك دعماً يقدم لتلك الكيانات.

وأكد على أهمية تفعيل قرارات مجلس الأمن المتصلة بمحاربة الإرهاب وتمويله وعدم التعامل معه بأي شكل من الأشكال.

وأوضح السفير العراقي أن التنظيم اعتدى على البنك المركزي العراقي، وهناك أموال مسروقة حجمها غير محدد، لا بد من إعادتها الى العراق.

وشنّ تنظيم داعش، أول من أمس، هجمات عدة على مصفاة بيجي العراقية، وهو الهجوم "الأعنف" منذ فك القوات الأمنية حصار المسلحين لها قبل أشهر. وأكدت مصادر أمنية عراقية أن هذه القوات صدت الهجوم وأمّنت محيط المصفاة، فيما نشر التنظيم صوراً قال إن بعضها يظهر عناصره في داخلها.

اقرأ أيضاً:
"داعش" يبيع النفط بأقل من 30 دولاراً للبرميل

وأوضح مصدر من الجيش العراقي، تحفّظ على نشر اسمه، أن الهجوم على مصفاة بيجي، الواقعة على بعد 200 كيلومتر شمال بغداد، جرى تنفيذه من 3 محاور هي قرية البوجواري، جنوب، ومنطقة تعرف باسم "حي 600"، غرب، ومحطة غازية لتوليد الكهرباء، شرق.

وأضاف أن "3 انتحاريين تمكنوا من الوصول إلى مداخل المصفاة، وتم قتل انتحاريين اثنين، فيما فجر الثالث نفسه عند أحد مداخل المصفاة".

وشدّد المصدر، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، على أن القوات الأمنية المكلفة بحماية

المصفاة "أحكمت سيطرتها على مداخل المصفاة ومحيطها"، مضيفاً: "أحبطنا الهجوم، والمصفاة بشكل كامل تحت قبضة القوات العراقية".

وكانت مصفاة بيجي في السابق تنتج نحو 300 ألف برميل من المشتقات النفطية يومياً، ما كان يلبي زهاء نصف حاجة البلاد، ويأتي الهجوم على مصفاة بيجي بعد أقل من أسبوعين على

إعلان القوات العراقية تحرير مدينة تكريت، جنوب بيجي، من سيطرة التنظيم.

وبحسب تصريحات سابقة لمستشار وزارة النفط العراقي حسين علاوي، فإن تنظيم الدولة يحقق من تهريب النفط أرباحاً طائلة تصل إلى مليوني دولار في اليوم الواحد. وتشير تقديرات أخرى إلى أنها تصل إلى 3 ملايين دولار قبل استعادة آبار النفط من قبل الجيش العراقي.

وفي السياق نفسه، واصل داعش في سورية بيع النفط إلى كل من نظام بشار الأسد والمعارضة، رغم القصف الجوي المتلاحق للتحالف منذ عدة أشهر، وقرار مجلس الأمن بتجفيف منابع تمويل داعش الذي يجني يومياً مبالغ تراوح بين 850 ألفاً و1.65 مليون دولار جراء بيع النفط إلى وسطاء، بحسب تقرير للأمم المتحدة.

ويلقى نفط داعش الذي يصل بالصهاريج أو شاحنات محمّلة ببراميل عبر الطريق الصحراوي، رواجاً في أسواق أرياف حماة وإدلب وحماة، نظراً لتدني سعره، بحسب الخبير في شؤون النفط عبد القادر عبد الحميد، الذي قال لـ"العربي الجديد"، إنه "رغم القصف وتخريب الآبار وهروب الكثير من الفنيين، إلا أن الإنتاج الخاضع لتنظيم داعش في سورية ما زال بحدود 100 ألف برميل يومياً، لأنه يسيطر على معظم الآبار ومواقع الإنتاج في البلاد".

ووفقاً لعبد الحميد، تتوزع خريطة مناطق النفط في سورية إلى ثلاث مناطق رئيسية، الأولى في محافظة الحسكة، وكانت تنتج قبل اندلاع الثورة نحو 220 ألف برميل نفط ثقيل، ويسيطر داعش على معظم آبارها ويبيع نفطها للنظام السوري، عبر وسطاء، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على رجل الأعمال جورج الحسواني الذي قام بدور الوساطة لمد النظام بنفط داعش.

أما المنطقة الثانية، فتقع في مدينة دير الزور لجهة البوكمال والميادين والرقة، وكانت تنتج نحو 140 ألف برميل نفط خفيف قبل الثورة، ويسيطر "داعش" على معظمها، في حين تسيطر فصائل المعارضة الأخرى على قسم قليل، والثالثة في تدمر وشرق حمص، وهي الأقل إنتاجاً بنحو 15 ألف برميل يومياً، فتقع في المنطقة الوسطى وهي تحت سيطرة النظام السوري.

ومن جانبه، قال المواطن زياد عبد الرحمن، من ريف إدلب، إن المازوت الذي يصل الأراضي

المحررة من داعش، لا يزيد سعر الليتر منه عن 70 ليرة، في حين يصل سعره رسمياً إلى 125 ليرة في العاصمة دمشق.

وأضاف عبد الرحمن، لـ"العربي الجديد"، أن كميات وصول المازوت والكاز والبنزين تأثرت بعد القصف على الآبار ومناطق سيطرة داعش، لكنها ما زالت متوفرة بالأسواق وبأسعار أقل من السعر الرسمي، ربما بسبب عدم جودتها، لأنها تُكرر بطرق بدائية أو ربما لحاجة التنظيم إلى المال في ظل الحصار المفروض عليه.

وتابع عبد الرحمن أن صهاريج نفط خام تأتي من مناطق سيطرة التنظيم إلى ريف إدلب عبر تجار يبيعونها لأصحاب المصافي الذين يقومون بتكريرها وبيعها للمحال والباعة الجوالين بأسعار أقل من الأسعار الرسمية في المناطق التي تقع تحت نفوذ نظام بشار الأسد.



اقرأ أيضاً:
"داعش" يفجّر أكبر خط غاز في سورية

المساهمون