قرية مصرية تتغلب على أزمة الكهرباء بمبادرة الطاقة الشمسية

28 يوليو 2024
انخفضت فواتير الكهرباء مع استخدام الطاقة الشمسية/ قرية البسايسة 22 يوليو 2024 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في قرية البسايسة بمحافظة الشرقية، غيّرت مبادرة للطاقة المتجددة حياة نصف السكان، حيث بدأت في 1978 بألواح شمسية صغيرة وتطورت لمحطة كبيرة بسعة 10 كيلووات في 2017.
- المشروع، بقيادة صلاح عرفة، أستاذ العلوم بالجامعة الأميركية بالقاهرة، خفّض فواتير الكهرباء بشكل كبير وساهم في تقليل تأثير انقطاع التيار الكهربائي.
- نجاح المشروع ألهم قرى ومدن أخرى في مصر، مثل رأس سدر بجنوب سيناء، لتبني مشاريع مشابهة للطاقة المتجددة.

في قرية البسايسة بمحافظة الشرقية الواقعة في شرق دلتا مصر، تغير مبادرة للطاقة المتجددة حياة ما يقرب من نصف سكانها، إذ تنتشر ألواح الطاقة الشمسية الآن على أسطح العديد من المنازل، مما يوفر مصدراً ثابتاً للطاقة في بلد يعاني انقطاعاً متكرراً للتيار الكهربائي وأزمة طاقة. وانطلقت هذه المبادرة في عام 1978 عندما قدم صلاح عرفة، أستاذ العلوم في الجامعة الأميركية بالقاهرة، أول خلية شمسية للمجتمع الريفي. في البداية كان المشروع يعمل على تشغيل أجهزة صغيرة، لكن منذ ذلك الحين نما نموّاً كبيراً.

ويستعيد طنطاوي السيد، مسؤول الطاقة الجديدة والمتجددة في جمعية تنمية مجتمع البسايسة، ذكريات البدايات البسيطة للمشروع، قائلاً إن "الفكرة بدأت 1978 عندما حضر الأستاذ صلاح عرفة إلى القرية ومعه لوح طاقة شمسية أدار به راديو ترانزستور وتلفزيون ترانزستور الذي يعمل بالبطارية.. الأهالي بجوار البسايسة سمعوا بالفكرة فباتوا يأتون كل يوم جمعة لمشاهدة مباريات الكرة والمسلسلات في رمضان، وبعد ذلك تطور المشروع في 2010، فأنشأنا خلية شمسية مجمعة واحد كيلو لأجل الإضاءة، بالإضافة إلى الجمعية والشقق التي توجد في جوار الجمعية باشتراك شهري 25 جنيهاً، وتطورت الفكرة في عام 2017 وأنشأنا هذه المحطة الكبيرة وقدرتها 10 كيلووات في الساعة مكونة من مجمعين شمسيّين، كل مجمع فيه 10 خلايا متصلة بعضها ببعض".

بحلول عام 2017، أنشأت القرية محطة شمسية كبيرة بسعة 10 كيلووات في الساعة لتوسع قدراتها في مجال الطاقة المتجددة. واليوم، تغطي هذه المحطة المركزية نحو نصف احتياجات القرية من الطاقة، وفقاً لطنطاوي السيد، الذي قال إن "المحطة المركزية التي أنشأتها الجمعية تغطي ما يقرب من 50% من القرية".

ولاحظ السكان مثل عادل حمودة، الذي يستخدم الطاقة الشمسية جزئياً في منزله، انخفاضاً كبيراً في قيمة فواتير الكهرباء. وأوضح أن "الطاقة الشمسية مشروع عظيم جداً، أكرمنا الله بها وبالدكتور صلاح عرفة، الذي وفر علينا أشياء كثيرة جداً، كنا ندفع في الكهرباء 300-400 جنيه، الآن أدفع 50 جنيهاً، وعندما يحدث انقطاع الكهرباء لا أتأثر به لوجود الطاقة الشمسية. أتمنى من الدولة أن تدعمنا حتى تستفيد كل القرية من المشروع لإمكانياته العالية جداً، وحتى نتخلّص من انقطاع الكهرباء". 

ويرى السيد أن تأثير المشروع يتجاوز قرية البسايسة، إذ يعد نموذجاً للقرى والمدن المجاورة في مصر. وألهم نجاح القرية في تسخير الطاقة الشمسية مناطق أخرى بالبدء في مشاريع مماثلة، بما في ذلك مجمع الطاقة المتجددة في رأس سدر بجنوب سيناء، والذي يستخدم الطاقة الشمسية للإضاءة وإنتاج الغاز الحيوي وغيرهما.

وتحدث السيد بفخر عن التأثير الإيجابي للمشروع قائلاً: "طبعاً، غيّر القرية لأنها أصبحت نموذجاً يحتذى به لكل القرى المجاورة وعلى مستوى الجمهورية، بل على مستوى العالم". 

(رويترز)

المساهمون