فوضى السلع تهدد بنوكاً أميركية كبرى

07 ابريل 2022
بنك جيه بي مورغان مول صفقات شراء معدن النيكل (فرانس برس)
+ الخط -

تنتقل فوضى أسعار السلع الأولية إلى بنوك استثمارية كبرى في الولايات المتحدة، إذ تربك قفزات الأسعار حسابات الكثير من البنوك والمستثمرين في السوق.

وبدأ بنك "جيه بي مورغان تشيس أند كو" في مراجعة أعماله مع بعض عملاء السلع، في أعقاب صدمة النيكل خلال الشهر الماضي، التي تهدد باستنزاف المزيد من السيولة من القطاع.

وطلبت الإدارة العليا في البنك من فرق العمل في أنحاء العالم كافة إجراء الفحص النافي للجهالة لبعض العملاء الحاليين، بمن فيهم تجار المعادن ومصافي النفط، بحسب ما نقلت وكالة بلومبيرغ، أمس، عن مصادر مطلعة.

ويعتبر البنك الأميركي واحداً من بين أكبر اللاعبين في أسواق السلع العالمية والأكبر في سوق المعادن إلى حد كبير. كما كان أيضاً مساهماً أساسياً في صعود أسعار النيكل الذي هز بورصة لندن للمعادن خلال الشهر الماضي كأكبر نظير لمجموعة "تسينغشان" القابضة الصينية، التي تعد أكبر منتج على مستوى العالم للمعدن الذي يقع في قلب السوق المضغوط.

يأتي أي انسحاب من قبل البنك في وقت صعب لا سيما بالنسبة إلى أسواق السلع التي تعاني بالفعل جراء هبوط كبير في السيولة

وقال "جيه بي مورغان" في بيان له : "اتساقاً مع الإدارة الحصيفة للمخاطر، راجعنا المخاطر في ضوء مجريات السوق المهمة على مدى السنة الجارية، وسنواصل ذلك في الأسواق كافة، لكننا سنظل ملتزمين بامتياز السلع الخاص بنا".

ربما يأتي أي انسحاب من قبل البنك في وقت صعب لا سيما بالنسبة إلى أسواق السلع التي تعاني بالفعل جراء هبوط كبير في السيولة، إذ تدفع الأسعار الباهظة والتقلبات الشديدة المضاربين إلى خارج السوق.

وقالت المصادر إنه من غير الواضح ما ستنتهي إليه نتائج عملية المراجعة، بيد أنه يمكن أن يسفر ذلك عن تقليص "جيه بي مورغان" لأنشطته التجارية بسوق السلع الأساسية. وأوضحت أنه من المفترض بالفعل أنه قلص انكشافه في سوق النيكل.

وأحدثت صدمة النيكل هزة في قطاع السلع، إذ ذكرت بورصة لندن للمعادن أنها أوجدت "مخاطر نظامية" هددت السوق.

استجابة لذلك، علّقت بعض البنوك مؤقتاً تمويل السلع الأساسية في آسيا في أوائل الشهر الماضي، بحسب مضاربين فعليين في سنغافورة والصين، كانوا يقترضون عادة من البنوك المتضررة.

وقالوا إن بعض المضاربين ما زالوا غير قادرين على الحصول على تمويل من تلك البنوك، بما فيها "جيه بي مورغان"، وقيل لهم إن السبب في ذلك يعود إلى أن المقرضين يراجعون أعمالهم في مجال السلع الأساسية.

وتأتي اتفاقيات إعادة الشراء مع البنوك من بين الصفقات التي تضررت، إذ يستعمل المضاربون مخزوناتهم لجمع التمويل.

وذكرت بلومبيرغ في تقرير في مارس/آذار الماضي أن نحو 50 ألف طن من إجمالي صفقة بيع معدن النيكل خاصة بمجموعة "تسينغشان" القابضة، والتي تفوق 150 ألف طن أُجريت من خلال ترتيب للبيع المباشر خارج المقصورة مع "جيه بي مورغان".

وعانت الشركة الصينية في سداد مطالبات الهامش عقب صعود سعر النيكل بنحو 250% خلال ما يزيد قليلاً عن 24 ساعة، لكن هدأت الأوضاع بعد تعليق التداول لمدة أسبوع، وتم إلغاء التنفيذات ذات الأسعار العليا، ووافقت البنوك بقيادة "جيه بي مورغان" على عدم القيام بمزيد من عمليات البيع لتغطية الهامش.

المساهمون