فصل قناة تبادل المعلومات الجوية عن روسيا في أواخر سبتمبر يهدّد الطيران الدولي منها وإليها
ذكرت صحيفة "إر بي كا" الروسية، اليوم الخميس، أن شركات الطيران الروسية والأجنبية التي لا تزال تنفذ رحلات بين روسيا وغيرها من الدول، قد تواجه في الخريف المقبل صعوبات في تسيير مثل هذه الرحلات نتيجة لفصل روسيا عن قنوات الاتصال التابعة لشركة "سيتا" السويسرية الموفرة للخدمات العالمية للطيران المدني، وفق ما كشفت عنه ثلاثة مصادر في شركتي طيران روسيتين وأخرى أجنبية.
وقال أحد مصادر "إر بي كا": "نظرا للفصل المخطط له في نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، لن يعود بإمكان شركات الطيران الروسية نقل بيانات الرحلات والركاب والأمتعة عبر بوابات "سيتا" إلى نظم المعلومات للمطارات الدولية". وأوضح أن شركات الطيران الأجنبية ستحرم من قناة "سيتا" المعتادة لتبادل البيانات مع نظم المعلومات للمطارات الروسية.
من جهته، قال المصدر بشركة الطيران الأجنبية: "هناك مشكلة، وهي حساسة، وبالطبع، تتطلب حلا".
ووزارة النقل الروسية على علم بالوضع مع "سيتا"، حيث يتطلب تنظيم النقل الدولي تسييرا لتبادل المعلومات بين الشبكتين الروسية والدولية وإقامة قنوات اتصال بديلة. وقال ناطق باسم المكتب الإعلامي للوزارة لـ"إر بي كا": "تمت تسوية هذه المسألة مع أغلبية الدول التي تنفذ إليها رحلات جوية، وتتواصل المفاوضات مع سلطات الطيران في الدول المتبقية".
ومنذ أكثر من نصف قرن، أصبحت قناة "سيتا" نموذجا أوليا جويا للإنترنت وتجسيدا عمليا لروح منظمة الطيران المدني ("إيكاو") العابر للحدود في الطيران الدولي، وفق ما أشار إليه خبير النقل الجوي غريغوري بوميرانتسيف. ونقلت "إر بي كا" عن بوميرانتسيف قوله إن أهمية "سيتا" للنقل الجوي تشبه منظومة "سويفت" لنقل البيانات وإجراء الدفعات بين المصارف.
واليوم قناة "سيتا" هي الأداة التقليدية والأكثر انتشارا المستخدمة في الطيران المدني لتبادل المعلومات بين شركات الطيران والمطارات، ولها أكثر من 2500 عميل في نحو مائتي دولة، وحلولها يستخدمها أكثر من ألف مطار، وتكنولوجياتها مستخدمة بأكثر من 90 في المائة من الرحلات الدولية في العالم أجمع.
ويعود تأسيس الشركة الدولية "سيتا" إلى فبراير/شباط 1949، ومؤسسوها هم 11 شركة طيران أوروبية رائدة، بما فيها "إير فرانس"، وهي جمعية دولية للاتصال الإلكتروني الجوي ذات طابع غير تجاري وتتبع لقطاع النقل الجوي.