استمع إلى الملخص
- تأتي محاولة ماكورت للاستحواذ على "تيك توك" في وقت يسعى فيه الرئيس الأميركي جو بايدن لفرض بيع الشركة لمشترٍ غير صيني لحماية بيانات المستخدمين الأميركيين.
- يهدف ماكورت من خلال "بروجيكت ليبرتي" إلى إنشاء إنترنت جديد يمكن المستخدمين من التحكم في بياناتهم، مؤكدًا على ضرورة حماية الشباب من مخاطر الإنترنت وتأثيراته السلبية.
عاد اسم الملياردير الأميركي فرانك ماكورت Frank McCourt إلى الواجهة، الأسبوع الماضي، بتطلعه إلى الاستحواذ على "تيك توك"، وهو الشخص الذي يصف الإنترنت بـ"المفترس"، ويعتبر أن شركات التكنولوجيات العملاقة "تتلاعب بالبشر".
لم تكن تلك المرة الأولى التي يعبر فيها ماكورت عن الرغبة في شراء التطبيق الصيني، فقد سبق له أن عبر عن ذلك التطلع في شهر مايو/ أيار الماضي، وهو الذي يرفع شعار "إنقاذ الإنترنت" وتجنب تأثيراته المدمرة على الشباب.
يتماشى ذلك التطلع الذي يعبر عنه الملياردير السبعيني، مع سعي الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يرنو إلى إجبار ByteDance، الشركة الأم للتطبيق الصيني على بيع فرعها في الولايات المتحدة، بهدف تفادي تحكم الصين في بيانات المستخدمين الأميركيين.
وكان جو بايدن وقع على مشروع قانون في شهر إبريل/ نيسان الماضي، أمهل عبره الشركة المالكة للتطبيق الصيني 270 يوما كي تعثر على مشتر غير صيني، ملوحا بمنع التطبيق في الولايات المتحدة بعد تلك المهلة.
أميركا وتطبيق تيك توك
لم يكن الملياردير الأميركي، المعروف بملكيته لنادي كرة القدم الفرنسي "أولمبيك مارسيليا"، منذ العام 2016، أول من عبر عن تلك النيات تجاه الاستحواذ على التطبيق الصيني. فقد سبقه إلى ذلك وزير الخزانة الأميركي الأسبق ستيفن مينوشين والرئيس التنفيذي لغوغل إيريك شميت.
الملياردير الأميركي فرانك ماكورت، معروف في بلده الأم بكونه ينتمي إلى عائلة راكمت ثروتها عبر قطاع البناء والأشغال العمومية. غير أنه بادر إلى تنويع استثماراته في الرياضة والتكنولوجيا والإعلام وشركة استثمار تعنى بالقرض الخاص.
وتقدر ثروة الملياردير ماكورت بـ1.3 مليار دولار، وهو مالك ماراثون لوس أنجليس، وسبق له أن اشترى نادي دودجرز للبيسبول مقابل 371 مليون دولار في عام 2004، غير أنه باع النادي بعد ذلك بحوالي 2.2 مليار دولار، وجني أرباحا تقدر بحوالي 850 مليون دولار بعد سداد الضرائب.
تأسيس شركة عقارات
بعد ما درس الاقتصاد في جامعة جورج تاون الأميركية، أسس في سن الرابعة والعشرين في عام 1977، شركة ماكورت للإنعاش العقاري، التي توسعت أنشطتها في بوسطن، غير أن اسمه أصبح معروفا في الولايات المتحدة عندما شرع في الاستثمار في الرياضة.
رغم قيمة ByteDance المرتفعة، إلا أن الملياردير الأميركي فرانك ماكورت الذي ضخ 500 مليون دولار في مشروع "بروجيكت ليبرتي" Project Liberty، يرنو إلى المساهمة في استثماره من قبل أشخاص ذاتيين ومؤسسات عبر كونسورتيوم يضم آباء ونشطاء.
تقدر ثروة الملياردير ماكورت بـ1.3 مليار دولار، وهو مالك ماراثون لوس أنجليس،
يدرج سعيه لشراء تيك توك ضمن المشروع الذي أطلقه والذي يحمل اسم "بروجيكت ليبرتي"، الذي يتكون من محورين: الأول يرمي من ورائه إلى إحداث حلول تكنولوجية تتيح نظاما مفتوح المصدر وبرتوكولا لا مركزيا يسمح للمستخدمين بالتحكم في بياناتهم، بغض النظر عن الشبكات التي يلجون إليها، ومحور ثان يرمي عبره إلى التفكير في تكنولوجيات جديدة تتيح استعمالا أفضل للبيانات والذكاء الاصطناعي.
حماية الشباب من خطر تيك توك والإنترنت
يؤكد الراغب في شراء تطبيق "تيك توك" أنه يريد حماية الأطفال، خاصة أطفاله السبعة، لأنه يعتبر أن وسائط التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب وفيسبوك وتويتر أو إنستغرام، تعرض الشباب للخطر وتدمر المجتمع، حيث يورد حالات القلق والاكتئاب أو الانتحارات لدى أطفال بسبب الاستعمال السيئ للإنترنت.
عبر عن الرغبة في إنشاء إنترنت جديد، حيث يتقاسم الهواجس الأميركية التي تدفع إلى الخشية من إمكانية إرسال تيك توك بيانات 170 مليون أميركي إلى الصين، فالسيطرة على تلك البيانات تعتبر في تصوره أمرا غير طبيعي وغير ديمقراطي كما صرح لوكالة فرانس برس.
عرضه لشراء تطبيق "تيك توك" التي تقدر قيمة شركته الأم بنحو 220 مليار دولار، يمكن أن يدفع شركات عملاقة في مجال التكنولوجيا ينتقدها الملياردير الأميركي إلى الدخول في منافسة شرسة معه لتفادي بلوغ هدفه المعلن عبر مشروعه، والمتمثل أساسا في تحكم المستخدمين في بياناتهم.