فانيسا ناكاتي... الناشطة التي ترفع صوت أفريقيا ضد الوقود الأحفوري

29 يونيو 2023
ناكاتي خلال تحرك في دافوس (فابريك كوفريني/ فرانس برس)
+ الخط -

فرضت الناشطة الأوغندية الشابة فانيسا ناكاتي، على رؤساء الدول والمؤسسات الدولية، في افتتاح قمة "ميثاق مالي عالمي جديد" الذي عقد أخيراً في باريس، التزام دقيقة صمت تكريماً لضحايا التغيرات المناخية والجياع والمشردين والأطفال الذين يتركون المدرسة مبكراً. لم تكتف بذلك، بل ذكرتهم في خطابها بأن الوعود التي لا يتم الوفاء بها تكلف أرواحاً، مشيرة إلى أن الدعم للوقود الأحفوري ارتفع إلى تريليون دولار في العام الماضي.

وأضافت هذه الشابة البالغة من العمر 26 عاما: "يبدو أن المال موجود. لذلك لا تقولوا لنا إنه يتوجب علينا قبول هواء ملوث، وأراض جدباء ومياه ملوثة كي نتمكن من التطور". ودعت الحاضرين في تلك القمة التي يرعاها "نادي باريس"، الذي يضم الدول المتقدمة الدائنة، إلى اتخاذ قرارات من أجل الشعوب الأكثر هشاشة، التي تقف في خط المواجهة مع التغيرات المناخية، مطالبة بمساعدة قادة تلك البلدان كي يقترحوا تنمية للسكان من دون حفر آبار بترول أو غاز جديدة.

وسبق لقادة العالم أن تعرفوا على هذه الشابة التي تناضل من أجل العدالة المناخية، فقد خاطبتهم في الدورتين الخامسة والعشرين والسادسة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ. وفي العام الماضي عينت منظمة اليونيسف الشابة الأوغندية الحاصلة على دبلوم في إدارة الأعمال، سفيرة للنوايا الحسنة، حيث اعتبر ذلك اعترافا من تلك المنظمة بالنشاط المتميز الذي تقوم به في سبيل العدالة المناخية للأجيال الحالية والمقبلة.

بعد ذلك التعيين صرحت: "بصفتي سفيرة اليونيسف للنوايا الحسنة، ستكون مسؤوليتي الأولى نقل آراء الأطفال والأشخاص المهمشين إلى محافل النقاش التي كانوا مستبعدين عنها فيما مضى".

لفتت الانتباه إليها عندما عمدت قبل خمسة أعوام إلى الاحتجاج أمام برلمان بلدها بالعاصمة كمبالا. لقد واظبت على ذلك كل أسبوع من أجل التنبيه إلى تأثير تغير المناخ على حقوق الناس. استلهمت النشاط الذي تقوم به الشابة السويدية غريتا ثونبرغ، غير أنها كانت تعيش في بلد يمنع فيه الاحتجاج. مبادرتها تلك عكستها وسائط التواصل الاجتماعي، كي يلتحق بها مناضلون مهتمون بقضايا المناخ.

وذاع صيتها في جميع أنحاء العالم، عندما تمت إزالتها من صورة مشتركة مع غريتا ثونبرغ ومناضلين آخرين خلال احتجاج بدافوس. فقد كان صدى ردها مدوياً: "لم تمسح صورة فحسب، بل مسحت قارة بأكملها".

لقد أزالتها وكالة "أسوشييتد برس" من تلك الصورة، ما تسبب في موجة من التنديد، ما دفع إلى ترسيخ الوعي لدى العديد من المناضلين بضرورة توسيع مجال مكافحة التغيرات المناخية، فلا يجب أن يقتصر ذلك على البيض أو المنحدرين من المدن أو الأوروبيين. احتلت بقعة الضوء بعد حادثة الصورة، ولم تغير خطابها. فهي تتمنى التخلص من الوقود الأحفوري بسبب الخطر الذي يطاول مستقبل الأجيال الحالية والمقبلة.

هي تؤكد أن ذلك يتسبب في الكثير من الآلام. رسّخ لديها ذلك الإيمان بضرورة تحقيق تمثيل وازن لبلدان القارة السمراء في النضال ضد أزمة المناخ. هذا ما دفعها إلى حضور التظاهرات التي تعنى بذلك الموضوع عبر العالم. وقد عمدت بمعية غريتا ثونبرغ إلى نشر رسالة مفتوحة لوسائل الإعلام بمناسبة القمة السادسة والعشرين للمناخ بغلاسكو في اسكتلندا.

وقد جرى التشديد في تلك الرسالة على الوقت الذي يمر من دون تحقق تقدم ملموس في وقف التغير المناخي، ما يبرر الدعوة إلي إنصاف السكان الأكثر تضررا من التغيرات المناخية، والتنديد بالملوثين الكبار الذين يختبئون وراء إحصائيات غير مكتملة حول الانبعاثات التي يتسببون فيها.

أسست حركة "النهوض" Rise Up وهي منظمة أرادتها منصة لتجميع المناضلين في مجال المناخ في القارة الأفريقية، وعمدت إلى إطلاق مشروع بهدف وضع ألواح للطاقة الشمسية بالمدرسة بالأرياف في بلدها وأفران إيكولوجية. لا تكف عن التعبير عن إيمانها الراسخ بالرسالة التي نذرت نفسها لها، رغم كل الصعاب.

تقول في أحد التصريحات: "بصفتي شابة أفريقية، كان عليّ أن أقاتل لإيصال صوتي إلى وسائل الإعلام وأصحاب القرار. أعتزم مواصلة القتال من أجل الآخرين. خاصة أن الأطفال على خطوط المواجهة مع أزمة المناخ".

المساهمون