ارتفعت اسعار اللحوم الحمراء بنحو 30% خلال عام في تركيا، ما أثر على تراجع الاستهلاك، بحسب القصاب ياووز شيليك الذي يرجع الأسباب "بالدرجة الأولى" إلى تراجع العرض خلال عام كورونا.
ويضيف شيليك لـ"العربي الجديد" أن أسعار اللحوم بإسطنبول، أعلى من بقية الولايات، بسبب زيادة تكاليف النقل إذ "قلما يوجد مزارع حول إسطنبول ويتم استجرار العجول والأغنام من مناطق الأناضول وجنوبي تركيا"، مقدراً نسبة ارتفاع الأسعار بأكثر من 30% خلال عام، إذ يصل سعر كيلو لحم العجل من دون دهنة إلى 78 ليرة تركية ومع دهن إلى 68 ليرة ويبدأ سعر لحم الخروف من مئة ليرة تركية.
ويشير صاحب الملحمة إلى تراجع نسبة المبيعات خلال العام وتراجع الكمية التي يشتريها المستهلكون، وتوجه كثيرين إلى لحوم الدجاج التي ارتفع بالمقابل سعرها أخيراً، ليراوح سعر الكيلو بين 10 و14 ليرة تركية.
من جهته، يدافع نائب رئيس اتحاد الجزارين، عثمان يارديمجي عن ارتفاع أسعار اللحوم، مؤكداً أنه لن يتسبب في إزعاج المواطنين، لأن الارتفاع كان بسيطاً، بين 3 و5 ليرات للكيلو الواحد "لا نكون مسرورين في أي زيادة تأتي على الأسعار، لكن الزيادة التي حصلت على اللحوم لا تعد كبيرة".
ويشير يارديمجي إلى أنه "بقينا عاما كاملا محافظين على اللحوم دون زيادة رغم ارتفاع الأسعار على كثير من المنتجات؛ وحرصنا الآن على أن تكون الزيادة قليلة ولا يشعر بها المواطن، فاللحم هو أرخص مادة غذائية في تركيا وكما ذكرنا فإن زيادة 5 ليرات لا تعد كبيرة على مدار عام كامل".
ولمعرفة أسباب زيادة أسعار اللحوم من المصدر، اتصل العربي الجديد" بصاحب منشأة تسمين العجول والأبقار بمنطقة البهشة بولاية العثمانية جنوبي تركيا، حسن جلال الذي يؤكد "أن كل شيء ارتفع سعره خلال عام كورونا".
ويبين أن سعر الدواء "دركسين مثلاً" ارتفع بنحو 100% وارتفع سعر الأعلاف بشكل عام، فسعر كيس العلف"50 كلغ" ارتفع من 72 ليرة بداية انتشار كورونا إلى 115 ليرة مطلع العام الجاري إلى 125 ليرة اليوم. وارتفع سعر طن الشعير من 1500 ليرة إلى 2100 ليرة والتبن بنسبة 100% من موسم الحصاد السابق إلى اليوم وكان سعر السيراج "ذرة خضراء مفرومة" نصف ليرة واليوم 70 قرشاً واليونجا "الفصة" تضاعف سعرها بنحو 70%.
ويعتبر صاحب منشأة تسمين العجول أن عرض العجول والخراف تراجع بنحو 50% خلال عام، لأن فترة كورونا ألحقت خسائر بالكثيرين ما دفع مربين للتوقف عن العمل، مبيناً أن هذه الآونة من العام، لا تشهد "موسم بيع" لأن فترة تسمين العجول تتراوح بين 6 و9 شهور ومعظم المربين يوقتون طرح العجول خلال شهر رمضان أو قبل عيد الأضحى.
وحول ارتفاع الأسعار، يضيف جلال أن مربي الأبقار يبيعون اليوم بسعر بين 21 و23 ليرة للكيلو "واقف على القبان" ويصل سعر كيلو اللحوم جنوبي تركيا إلى نحو 55 ليرة للعجول ونحو 60 ليرة للخراف".
ويعتبر اقتصاديون أن تراجع سعر صرف الليرة بالتركية بأكثر من 30% خلال عام، أهم أسباب ارتفاع الأسعار، لكن تراجع الأسعار بعد تحسن الليرة أخيراً يحتاج لفترة، لأن معظم السلع والمنتجات المخزنة تم شراءها بسعر مرتفع.
وبحسب بيانات معهد الإحصاء، بلغ إنتاج اللحوم الحمراء عام 2019 نحو 1.2 مليون طن بزيادة 7.4% عن العام السابق، قبل أن يتراجع الإنتاج عام 2020، ما أوصل تركيا للمرتبة الرابعة أوروبياً بإنتاج اللحوم الحمراء" 1.07 مليون طن أبقار وعجول و109382 طنا من الأغنام و16.536 طنا من الماعز و73 طنا من لحم الجاموس".
وتبين استطلاعات أن الأتراك الذين يرغبون بوجود اللحوم في الثلاجة لو لم يكن هناك مانع اقتصادي، نسبتهم 62.3% في حين الذين يفضلون وجود الفواكه الطازجة نسبتهم 8.8%، والخضروات بنسبة 4.1%.
ووفقًا لنتائج الاستطلاعات، يستهلك الفرد الواحد من ذوي الدخل المنخفض من الأتراك 279 غرامًا من اللحوم والدجاج في الأسبوع الواحد، وهي نسبة منخفضة جداً، وتزداد النسبة إلى 645 غرامًا لذوي الدخل المرتفع، والتي رآها أطباء مختصون، أيضاً قليلة أو مقبولة.