وتساءلت الصحيفة لماذا الآن تتوقف أبوظبي عن تمويل آير برلين؟ هذا السؤال ينبغي أن يطرح على المسؤولين في طيران الاتحاد، لأن الأزمة المالية لشركة الطيران الألمانية كانت معروفة منذ زمن طويل. ولهذا السبب سافر الرئيس التنفيذي لشركة لوفتهانزا كارستن سبور في أوائل شهر مايو/أيار برفقة المستشارة الألمانية إلى أبوظبي للبحث في محادثات مع الحكومة الإماراتية عن حل لآير برلين. ولم يتم التوصل في البداية لحل.
ولكن حكام أبوظبي وعدوا المستشارة الألمانية، بمواصلة تمويل الشركة على الأقل إلى أواخر خريف 2018، وذلك كي لا تتأثر الحملة الانتخابية لميركل في منتصف الصيف بأخبار إفلاس آير برلين. ورأت الصحيفة أن تخلي أبوظبي عن آير برلين يمكن الثأر له. فمن سيقدم على التعامل التجاري مستقبلاً مع الإمارات، إن أخلفت وعدها حتى مع المستشارة نفسها؟" بحسب ما أوردت.
بدورها ألقت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" جزءاً من اللوم على شركة الطيران الإماراتية "الاتحاد" وقالت إن "مشكلة آير برلين الأساسية تكمن في أن الاتحاد لم تتبع أي استراتيجية واضحة، حيث أجبرت آير برلين على التركيز على المسافرين من فئة رجال الأعمال، وهو المجال الذي تسيطر عليه لوفتهانزا وباقي الخطوط الجوية الأخرى".
أما صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" المحلية، فلفتت إلى أنّ "شيوخ أبوظبي لم ينفد صبرهم إلا بعد مرور كل هذا الوقت، يثير الدهشة حقاً. ومن المرجح أن حجم تمويلهم في آير برلين تخطى المليار يورو. ويمكن للوفتهانزا الآن ضم أجزاء مربحة من شركة الطيران المفلسة، فيما يتم تصفية الباقي".
أما صحيفة "كولنر شتات أنتسايغر" فسخرت من استثمار أبوظبي في آير برلين، فقالت "ظل كبار المساهمين من دولة الإمارات العربية المتحدة لفترة طويلة مكتوفي الأيدي حيال الوضع. لأنهم يعتمدون على الآيرادات التي لا تنضب من قطاع النفط، والتي دعموا بها آير برلين أيضاً لفترة طويلة. وما يصعب فهمه هو من أين كان يتوقع شيوخ الإمارات أن يأتي التحسن. لأن هناك فائضاً في الطيران في أوروبا والكثير من شركات الطيران الأوروبية اعتمدت لفترة طويلة على معالجة حالة سباتها من خلال الدعم الحكومي. وهذه الطريقة لا تجعل الأمور تسير على ما يرام".